كشف وزير الداخلية الفرنسي بريس أورتفو ان الأجهزة السعودية نبهت نظيراتها الأوروبية، قبل بضعة أيام، إلى تهديد إرهابي على أراضي القارة، وخصوصاً في فرنسا، مصدره تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" والذي يتخذ من اليمن مقر له. وذكرت وكالتا "رويترز" و"الفرنسية" ان الوزير بريس أورتفو قال في برنامج إذاعي فرنسي، أمس: "قبل بضع ساعات أو بالكاد بضعة أيام تلقى الأوروبيون رسالة جديدة من الأجهزة السعودية تفيدنا أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يتحرك من دون شك أو ينوي أن يتحرك"، وأوضح أن هذا التحذير يشمل القارة الأوروبية وخصوصاً فرنسا . وأكد اورتفو "أن الخطر فعلي ويقظتنا كبيرة"، وأوضح أن "الخطة الأمنية لا تزال في الدرجة الحمراء التي تسبق إعلان الدرجة القصوى في حال خطر وقوع اعتداء وشيك" . وصعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وهو ذراع القاعدة الذي يعتقد انه يضم يمنيين وسعوديين من هجماته على أهداف يمنية وغربية منذ اعلانه مسؤوليته عن محاولة فاشلة لتفجير طائرة ركاب أمريكية في ديسمبر الماضي . ويخوض اليمن مواجهات مفتوحة للقضاء على تنظيم القاعدة على أراضيه تصاعدت في الاشهر القليلة الماضية. وكشفت مصادر أمنية يمنية مطلعة اليوم الاثنين، عن إقرار السلطات خطة أمنية للحد من تنامي تهديدات تنظيم "القاعدة"، من خلال تكثيف العمليات العسكرية والاستخباراتية الاستباقية الموجهة ضد مناطق تمركز عناصر التنظيم، وتعزيز قدرات الجيش لتنفيذ عمليات تطهير حازمة، على غرار عمليات نفذت عام 2003. ونقلت صحيفة "الخليج" الاماراتية عن ذات المصادر قولها انه تم تحديد مناطق تمركز عناصر "القاعدة" في محافظات مأرب وشبوة ولحج وأبين، إضافة إلى الملاجئ المحتملة لاختباء القيادات، تمهيداً لتوجيه ضربات استباقية تسهم في الحد من قدرات عناصر التنظيم على شن هجمات مباغتة. وأكدت أن القوات الأمنية تمكنت من اعتقال وقتل العشرات من عناصر "القاعدة" خلال عمليات تمشيط شملت المناطق الشرقية والجنوبية، معتبرة أن تصعيد "القاعدة" هجماته ضد مصالح ومنشآت حكومية وأجنبية، أو استهدافه قيادات أمنية وعسكرية، يمثل ردة فعل متوقعة عقب الخسائر التي لحقت بصفوفه، نتيجة فعالية العمليات الاستخبارية والعسكرية في كشف موقع تمركز عناصر التنظيم، ومداهمتها واعتقال العديد منها. ودشنت قوات الجيش معززة بوحدات مكافحة الإرهاب حملة أمنية هي الأوسع من نوعها في أبين (جنوب) بهدف طرد عناصر "القاعدة"، وتهيئة الأجواء لاحتضان المدينة جزءاً من منافسات بطولة "خليجي 20" الكروية، المقرر انطلاقها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وكانت المواجهات بين الجيش وعناصر "القاعدة" تواصلت في أبين، خاصة في منطقة السلامية التي قام الطيران الحربي بقصفها، وفر العشرات من عناصر التنظيم إليها بعد الكمائن التي نصبت للجيش وتفجير انتحاريين نفسيهما، كما شهدت منطقة الدهماء وجبال عكد والقشابر موجة جديدة من المواجهات أسفرت عن مصرع العديد في صفوف الطرفين. وشن الطيران فجرا، هجمات على جبل آل فطحان في منطقة مودية، الذي يعتقد أن عدداً من عناصر القاعدة لجأ إليه، فيما طاردت فرق عسكرية عناصر أخرى في مودية ومحيطها. وذكرت مصادر محلية، أن الطيران قصف منزل أحد عناصر "القاعدة" المطلوبين، ويدعى عبد المنعم الفطحاني، وأشارت إلى أن الهجمات الجوية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين. ( صحف ووكالات )