كشف مسح قامت به وزارة الصحة اليمنية بدعم من اليونيسف ، عن معدلات مرتفعة للغاية من حالات سوء التغذية بين أطفال محافظة صعدة الواقعة في شمال اليمن، والتي تضررت جراء النزاع في السنوات الأخيرة. وبحسب المسح فقد تبين أن نصف الأطفال البالغ عددهم 24.246 والذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهرا، ممن شملهم المسح المنفذ في تموز/يوليه 2010 في خمس مناطق بغرب صعدة، يعانون من سوء التغذية الحاد حيث وصلت النسبة إلى ثلاثة من أصل أربعة أطفال في إحدى المناطق. وأظهر المسح أن 17% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد والشديد بينما يعاني 28% من سوء التغذية الحاد المتوسط. وقال غيرت كابيليري، ممثل اليونيسف في اليمن، "إن سوء التغذية هو السبب الرئيسي لوفيات الأطفال الصغار في اليمن، وبالتالي فإن هذا الوضع المريع ينذر بكارثة على أطفال صعدة"، وأضاف "مع اقتراب فصل الشتاء، قد يصبح آلاف الأطفال في خطر شديد ما لم تتخذ تدابير عاجلة للتعاطي مع هذه المشكلة". ويمثل سوء التغذية الحاد الشديد مشكلة أساسية في اليمن خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة من العمر، وتظهر أرقام اليونيسف أن 15% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الشديد، كما أن استمرارية النزاع في صعدة لفترة طويلة قد زاد المشكلة سوءا عند أطفال المحافظة. وأشارت اليونيسف إلى أن الوضع الأمني غير المستقر قد أعاق وحد من جهود وصول وكالات الإغاثة الإنسانية إلى تلك المناطق، حيث تعطلت عملية تسليم مواد الإغاثة الأساسية بما في ذلك الأغذية العلاجية الجاهزة للاستعمال. وأكدت المنظمة أن المساعدات الغذائية وحدها لا تكفي لمعالجة سوء التغذية، فهناك حاجة ماسة إلى بذل جهود أكبر لدعم الأمن الغذائي للأسر، إضافة إلى تغيير الممارسات والسلوكيات الغذائية المتبعة إلى جانب توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية الأولية وخدمات التغذية مثل الأغذية العلاجية، والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والنظافة للسكان المتضررين من النزاع. ودعت اليونيسف جميع أطراف النزاع في صعدة والمجتمع الدولي بما في ذلك وفد الوساطة القطرية الذي يزور اليمن حاليا، لضمان الوصول الفوري للمنظمات الإنسانية إلى كافة مناطق محافظة صعدة لإيصال المساعدات اللازمة لإنقاذ حياة الأطفال.