اعلنت مصادر محلية ورسمية متطابقة ، ان 15 مطلوبا من تنظيم القاعدة كانوا يتحصنون في بعض الجبال بمديريتي مودية ولودر محافظة أبين ( جنوبي اليمن ) – سلموا انفسهم مساء الاثنين الثلاثاء إلى محافظ المحافظة المهندس أحمد الميسري . وقالت المصادر أن عملية التسليم تأتي في ضوء جهود بذلها المحافظ الميسري بالتنسيق مع المشائخ والشخصيات الإجتماعية لإقناع تلك العناصر بتسليم أنفسهم لتجنيب أبناء مديريتي لودر ومودية المخاطر المترتبة على تواجد مطلوبين من العناصر الإرهابية في مناطقهم وتجمعاتهم السكانية. ولم تفصح المصادر الرسمية والمحلية عن تفاصيل حول اسماء الذين سلموا انفسهم وجنسياتهم ، مكتفية بالقول ان من بينهم عناصر خطرة كانت تتصدر قائمة المطلوبين من تنظيم القاعدة على مستوى اليمن. وفرضت الهجمات الاخيرة لتنظيم القاعدة على أهداف عسكرية وأمنية في محافظتي ابين وشبوة على السلطات المحلية والأمنية في اليمن واقعا جديداً تطلب مواجهة اتخذت مسارات متوازية لا تستهين بالخصم او تساومه ، بجانب تكتيك في كثير من الأحيان على التفاوض مع القبائل في محاولة لإقناعهم بتسليم المسلحين الهاربين. وفي ذلك برز توجه على نحو ايجاد حزام قبلي لمنع تسرب عناصر القاعدة الى بطون القبائل في جنوب وشرق اليمن في خطوة بدأتها السلطات المحلية في شبوة وابين لتخفيض فاتورة المواجهة مع عناصر القاعدة وعزل المسلحين عن بيئة مثلت عمقا مهما لهم في مواجهتهم مع القوات الحكومية. ويممت قيادات السلطة المحلية في محافظتي ابين وشبوة وجهها الاسبوعين الماضيين صوب القبائل بدعوة الشخصيات الاجتماعية وشيوخ القبائل الى التعاون مع الاجهزة الامنية لمواجهة القاعدة بعد ان عاشت مديريات بالمحافظتين خلال الثلاثة الاشهر الاخيرة وبشكل متلاحق تجربة مريرة في ضربات دامية ومتبادلة مع عناصر القاعدة خلفت عشرات القتلى والجرحى اغلبهم من الجنود ورجال الامن. محافظ شبوة الدكتور علي حسن الاحمدي هو الاخر ، اعلن أمس الاثنين في لقاء جمعه مع المشائخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية بقبائل العوالق بمديرية الصعيد -التي استعانت بها السلطات منذ يومين في تمشيط في سلسة جبال الكور الوعرة بحثا عن عناصر القاعدة- اعلن استكمال عملية التمشيط بنجاح وخلو تلك الجبال من اي من مسلحي القاعدة-حد قوله. ولفت المحافظ الاحمدي إلى أن سلسلة جبال الكور الشامخة شموخ الأبطال من قبائلها الذين اشتركوا بالتمشيط ليست تورا بورا اليمن كما حاولت أن تصورها بعض وسائل الإعلام الغربية بل هي عصية ومنيعة وقلعة من قلاع الوطنيين الأحرار الذين يرفضون مختلف أشكال التآمر على الوطن وأمنه واستقراره ووحدته ولن تكون وكرا للإرهاب أو ملاذا له في أي يوم من الأيام. مؤكداً "أن الأجهزة الأمنية ستظل في يقظة تامة ودائمة لإحباط أية أعمال إرهابية للعناصر الإرهابية الضالة". وخاطب ابناء القبائل بالقول أنه رغم إدراك الجميع أن هناك مجموعة محدودة ومعروفة بالاسم من أبناء المنطقة غرر بها للانزلاق إلى مستنقع الإرهابيين وأفكارهم الضالة ولا يشكلون أية خطورة على أمن الوطن. إلا أن خطورتهم تكمن في حال احتضانهم لعناصر الإرهاب المحلية والأجنبية ما يجعلهم يعرضون المنطقة بأكملها للخطر، داعيا اياهم لعودة الى جادة الصواب .