الإجراءات العقابية التي اتخذتها بعض الدول ضد اليمن على خلفية الطرود المشبوهة تضع الحرب على الإرهاب في أخطر منزلق، يمكن أن يؤدي بالجهود الدولية لمكافحة الارهاب إلى الانهيار. فليس من المنطقي أن تعاقب اليمن وشعبها بسبب جرائم تقترفها القاعدة.. وهي الدولة التي تخوض معارك شرسة ضد الإرهابيين على حساب التنمية ورخاء الشعب اليمني. إن تداعيات الطرود المشبوهة والاجراءات المتغطرسة التي طالت اليمن مؤخراً قد ضربت الثقة التي سادت التحالف الدولي ضد الارهاب بالعمق، وأظهرت بما حدث لليمن أن الشراكة في هذه الحرب هي كذبة، وأنه يمكن تصفية الحلفاء والمقاتلين الشرسين في الصفوف المتقدمة في المعركة ضد الارهاب برصاصات غادرة من الخلف، وبدماء باردة. يبدو أن تنظيم القاعدة بدأ يكسب هذه المعركة التي يواجه فيها خصماً تقف في صفوفه قوى مجردة من الأخلاق وتفتقد للمبادئ والشجاعة التي يجب أن تتوافر في المقاتلين ليس في المعركة ضد الارهاب وإنما في أي معركة أخرى..!! بالتأكيد إذا لم تتدارك بعض الدول الغربية أخطاء قراراتها فستدرك مستقبلاً أن ثمة دولاً أصبحت تنسق استخبارياً مع الارهابيين حتى لا تتعرض لنفس العقوبات التي تتعرض لها اليمن.. وستبرم صفقات مع القاعدة لتجنيب بلادها وشعبها من عقوبات الدول الغربية.. وذلك يعني أنها ستقدم لتنظيم القاعدة ثمن تلك السلامة من شركاء.. يتخلص بعضهم من بعض في وسط لهيب المواجهات. إن خسائر اليمن من أعمال الارهابيين أعظم مقارنة بخسائر عقوبات الطرود.. وتدرك اليمن أن عدوها هو الارهاب.. مؤمنة بذلك عن قناعة وليس لمغالطة أصدقائها الأقوياء.. لأن أعمال الارهابيين تلحق أضراراً فادحة بالإسلام والمسلمين وبأخلاق شعب اليمن وهذا تشويه واعتداء على أعظم مقدس لديهم.. وهنا لا يمكن الحديث عن تفاهات الخسائر المادية، خصوصاً وأن المئات من أبناء اليمن قدموا أرواحهم ببسالة في المعركة ضد الارهاب. مازال هناك متسع من الوقت لتصحيح الخطأ ورد الاعتبار لليمن ولو بإلغاء تلك القرارات المعتوهة، حتى لا تستيقظ أوروبا وتبني سوراً أشبه بالسور الذي تبنيه اسرائيل حول نفسها ويصبح لا فرق بينها وبين الكهف الذي يختبئ فيه بن لادن..؟ غير أن شعوب العالم لابد ان تتعايش وتدفع ثمن ذلك التعايش لا أن تبحث عن ضحايا وسط غابة مليئة بالسباع. اليمن- السعودية مهما حاول البعض من المتخرصين النيل من العلاقات اليمنية -السعودية لا يزيد عن كونه وهماً لا يتعدى ما يحلم به الارهابيون من زعزعة أمن واستقرار البلدين. فحقوق الجار تتطلب من الجميع التوقف كثيراً أمامها.. فما بالنا عندما تكون المملكة العربية السعودية هي الجار والوطن والحضن الدافئ لأبناء اليمن.. نثق أن القيادة السياسية الحكيمة في البلدين بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز سيفوتون الفرصة على المتربصين، فالقادة الكبار دائماً لا يأبهون لمثار النقع عندما يكون الهدف حماية مصالح الأمة وتجنيبها المخاطر المحدقة بها. [email protected]