افتتح الرئيس علي عبد الله صالح أمس بطولة كأس الخليج في نسختها العشرين "خليجي 20"، والتي تقام للمرة الأولى في اليمن، حيث أعطى الرئيس اليمني إشارة انطلاق البطولة، وذلك في حضور الرئيس الإريتيري والجيبوتي. وحرصت الجماهير بمختلف الفئات العمرية والأجناس على الحضور إلى ستاد 22 مايو قبل حفل الافتتاح بما يقرب من ثلاث ساعات، حتى أن عدد الجماهير تجاوز سعة الاستاد الرسمية، وقد بلغ عددهم بما يزيد على 30 ألف متفرج. وتم تخصيص مدرجات كاملة للسيدات لإثبات مدى عشق تلك الجماهير لكرة القدم. وأثناء حفل الافتتاح طغت أصوات الجماهير بعد أن دوت في أرجاء الملعب، وبدأ الافتتاح بتلاوة القرآن الكريم، وتوالت بعد ذلك فقرات الحفل، وكان واضحاً التشجيع الجنوني للجماهير العاشقة للوطنها. وسادت أمواج البحر ملعب 22 مايو في عدن عقب افتتاح كأس الخليج، حيث كان الحضور الجماهيري الكثيف مشجعاً كبيراً على نجاح أمواج البحر والتي جعلت ملعب المباراة يتحول إلى كرنفال كبير وفرحة ربما تكون هي الأولى وبهذا الحجم للرياضة اليمنية. وتضمن حفل الافتتاح العديد من الفقرات التي عكست الوجه الجميل لليمن السعيد، وكذلك التلاحم والترابط الذي يجمع بين الأشقاء في المنطقة. وقدرت اللجنة المنظمة أعداد الجماهير التي لم تتمكن من دخول ملعب 22 مايو لحضور حفل الافتتاح بنحو 130 ألفاً كانوا موجودين خارج الملعب. وتقاطرت الجماهير مبكراً قبل بداية الاحتفال بأكثر من ساعتين بعدما امتلاء الملعب عن أخره بالجماهير التي تواجدت منذ الصباح الباكر لحضور الحفل. ويتسع ملعب 22 مايو ل 28 ألفاً متفرج وفق اللجنة الإعلامية للبطولة غير أن الجهات المنظمة للحفل سمحت بدخول أعداد زائدة وصلت لما يقرب من 7 آلاف افترشوا المدرجات. يذكر أن دورة كأس الخليج انطلقت من البحرين عام 1970 وهي من الدورات المحببة لدى دول المنطقة وتحظى بشعبية كبيرة، ويستضيفها اليمن للمرة الأولى بعد أن كان منتخبه انضم إلى منافساتها في النسخة السادسة عشرة في الكويت عام 2003 شكلت الدورة الانطلاقة الفعلية لكرة القدم في دول مجلس التعاون، بدءاً من المنشآت الرياضية التي شيدت خصيصاً لاستضافتها وصولاً إلى أجيال من اللاعبين الموهوبين الذين لمعوا لاحقاً في المحافل الآسيوية وقادوا منتخباتهم للتأهل إلى نهائيات كأس العالم. وتشارك في "خليجي 20" ثمانية منتخبات وزعت بموجب القرعة على مجموعتين، تضم الأولى اليمن والسعودية والكويت قطر، والثانية عُمان حاملة اللقب والإمارات والبحرين والعراق. واستحوذت الدورة على الاهتمام في دول مجلس التعاون في الأيام والأسابيع الماضية، وقد انتقل الرئيس اليمني شخصياً إلى عدن وأبين للإشراف على اللمسات الأخيرة لانطلاقها، وزار بعض المرافق، منها ملعب أبين الذي يتسع لأكثر من 23 ألف متفرج. وأشاد الرئيس صالح في تصريحات صحفية "بهذا المنجز الرياضي الكبير الذي تحقق لأبناء محافظة أبين وللشباب الرياضي اليمني بصفة عامة والذي يأتي في إطار تلك المنجزات التي تحققت للمحافظة والوطن". وأثنى أيضاً "على كل الجهود التي بذلت لإنجاز الملعب والمنشآت والمشاريع المرتبطة ب"خليجي 20" كافة في محافظات عدن وأبين ولحج"، مشيراً إلى "ضرورة الاهتمام بهذه المنشآت العملاقة ووضع الخطط الكفيلة الحفاظ عليها وصيانتها وديمومة الاستفادة منها لخدمة الحركة الرياضية في اليمن". وأكد علي عبد الله صالح أيضاً "على ضرورة تضافر الجهود كافة من أجل إنجاح فعالية "خليجي 20" وجعلها مناسبة لإظهار الوجه الحضاري الزاهي لليمن". وزير الشباب يلهب حماس الجماهير حرص الوزير حمود عباد وزير الشباب والرياضة اليمني، رئيس اللجنة المنظمة على التحرك، في كل مكان قبل انطلاق الحفل الرسمي، لدرجة أنه كان يقوم بمساعدة الضيوف في مقاعد المقصورة الرئيسية، وهو جهد كبير من الوزير. كما قامت اللجنة المنظمة بحجز الكراسي في المقصورة الرئيسية من خلال وجود بعض اليمنيين، وعندما يأتي ضيف يتم خروج المواطن اليمني وجلوس الضيوف. وحاول وزير الشباب أثناء كلمته الافتتاحية تحفيز مشاعر الجماهير وإلهاب المشاعر الوطنية من خلال عبارات جميلة نالت آهات واستحسان الجماهير الغفيرة التي تفاعلت مع الحدث وبمنتهى الروعة ورسم صورة جميلة للجماهير اليمنية في حفل افتتاح يمكن وصفه بالتاريخي بالنسبة لليمن. 40 ألفاً في ستاد 22 مايو الزحف الجماهيري الكبير بدأ إلى الملعب منذ الساعة الحادية عشرة صباح أمس حتى وصل العدد إلى الذروة قبل انطلاق المباراة، بوقت طويل، والسعة الحقيقة للملعب هي 30 ألف متفرج، ولكن عدد الحضور فاق 40 ألفاً، حيث امتلأت المدرجات عن آخرها والطرقات وكافة الأماكن في أرض الملعب. ومن كثرة التزاحم فقد جلس الكثيرون في الطرقات وبين الكراسي، وكانت لوحة الملعب ممتازة للغاية، حيث جلست الجماهير على أعلى مكان في المدرجات، مما منح الملعب شكلاً جميلاً بالتفاف الجماهير بشكل دائري حول الملعب الرئيسي. ألوان وأشكال متنوعة شهد ملعب 22 مايو في عدن توافد العديد من الجنسيات والألوان المختلفة من الحضور الجماهيري، حيث قامت جماهير المنتخبات المشاركة بحمل أعلام أوطانها، وهناك أيضاً من اليمنيين حمل أعلام ورسم على جسمه أعلام وألوان الدول المشاركة تضامناً مع المنتخبات ومن أجل إنجاح البطولة التي تحتضنها اليمن. وقامت الجماهير بصبغ شعرها وأجسادها في شكل أشبه بما نشاهده في كأس العالم المتنوعة والبطولات الأوروبية الكبرى. 5 آلاف من الجنس اللطيف في المدرجات الوجود النسائي في افتتاح "خليجي 20" كان فوق الوصف، حيث امتلأ مدرج تقريباً عن آخره، بالجنس اللطيف، وكانت المشجعات على يمين المقصورة الرئيسية، وكان توافد السيدات على الملعب بمنتهى النظام والدقة وسهلت قوات الأمن دخولهن دون عناء، وهو ما جعل العنصر النسائي يزين الملعب بشكل رائع وجميل، أضفى على الملعب لمسة جمالية، ووصل عدد الجنس اللطيف في الملعب 5 آلاف متفرجة وهو حسب التقارير رقم قياسي. وحرص الجنس اللطيف على حمل الأعلام، وظلت المتفرجات يشجعن بقوة في الملعب. ويبدو أن الوجود النسائي سوف يستمر في كل مباريات البطولة وهو ما ننتظره خلال الأيام المقبلة من عمر "خليجي 20". ساحر جديد في الافتتاح لاعب صغير بهر كل من تابع حفل افتتاح «خليجي 20» باليمن، حيث كان ضمن فريق العمل في الافتتاح، وتوسط أرض الملعب، وقام بتقديم استعراضات راحة، وكأنه ساحر كروي، حيث كانت الكرة على قدميه، مثل العجينة، تتلوى وتتلون كيفما يشاء، وهو موهبة ينتظرها المستقبل مع الكرة اليمنية خلال السنوات المقبلة.
