في احتفال عالمي غاب عنه صاحبه، منحت لجنة جائزة نوبل للسلام جائزتها لهذا العام إلى الناشط الصيني ليو شياوبو الذي يقضي عقوبة السجن في بلاده، وسط غياب20 دولة بينها الصين التي أحكمت السلطات الصينية تضييقها على المعارضين ومنعت بث برامج تلفزيونية أجنبية وعززت الحضور الأمني حول مقر المعارض الصيني. ووضع رئيس اللجنة ثوربيورن ياغلاند الميدالية الخاصة بتشياوبو على «مقعد شاغر»، خلال الحفل الذي أُقيم بالعاصمة النرويجية أوسلو، حيث لم يتمكن الفائز بالجائزة من السفر إلى النرويج لاستلام جائزته بنفسه، أو حتى تفويض زوجته لحضور الاحتفال نيابة عنه. فيما غابت 20 دولة عن الحفل بحسب أرقام جديدة صادرة عن معهد نوبل. وبالإضافة إلى الصين فإن الدول الغائبة هي روسيا وأفغانستان والجزائر والسعودية وكوبا ومصر والعراق وإيران وكازاخستان والمغرب وباكستان والسودان وتونس وفنزويلا وفيتنام والسلطة الفلسطينية، بحسب المعهد. وقال مدير المعهد غير لوندستاد إن «كولومبيا وصربيا والفيليبين وأوكرانيا التي كانت ضمن لائحة الرافضين الحضور، قررت في النهاية المشاركة». ودعا رئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياغلاند الصين إلى إطلاق سراح ليو - الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 11 عاما في الصين بتهمة محاولة تقويض نظام الحكم - فورا. وقد مثل ليو في الحفل بكرسي خال. ومضى رئيس لجنة نوبل للقول: «إن هذه الجائزة تمثل حقوقا ومبادئ عالمية، ولا تمثل القيم الغربية حصرا»، مشيراً إلى أن مقعد ليو الخالي في حفل الغد سيكون «رمزا قويا يؤكد ان اختيار ليو لنيلها كان قرارا مناسبا». وامتدح ياغلاند الصين في كلمته لنجاحها في رفع الملايين من سكانها من حافة الفقر. ووصف هذا الانجاز بأنه «نجاز عظيم»، لكنه حذر بكين في الوقت ذاته من ان وضعها الجديد كقوة عالمية رئيسية يملي عليها التعامل مع الانتقاد بروح ايجابية. وقال ياغلاند إن لجنة نوبل تطالب بإطلاق سراح ليو فورا قائلا: «إنه لم يرتكب ما يستحق ان يسجن لأجله»، مشبهاً الغضب الصيني ازاء منح ليو الجائزة باللغط الذي رافق منحها لآخرين من امثال الاسقف الافريقي الجنوبي دزموند توتو والزعيمة البورمية المعارضة اونج سان سو كي. وقال إن ليو قرر اهداء الجائزة الى «الارواح الضائعة من الرابع من يونيو»، في اشارة الى قتلى اضطرابات ساحة تيان ان مين عام 1989. ومضى قائلا: «يمكننا القول إن ليو يذكرنا بنيلسون مانديلا الذي فاز بالجائزة العام 1993». في هذه الأثناء، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه يأسف لعدم السماح للمعارض الصيني المسجون ليو شياو بو الفائز بجائزة نوبل للسلام وزوجته بحضور مراسم تسليمه الجائزة في أوسلو وحث الصين على بذل المزيد لتحقيق الديمقراطية. وأضاف أوباما أنه يجب الإفراج عن ليو في أقرب وقت ممكن. وقبل قليل من بدء حفل تسليم الجائزة، شهدت العاصمة الصينية بكين مظاهرة شارك فيها عشرات الصينيين خارج مقر السفارة النرويجية، احتجاجاً على قرار منح الجائزة لليو شياوبو، الذي تعتقله الصين بتهمة المشاركة في أنشطة تهدف إلى الإطاحة بالحكومة. وقامت الشرطة الصينية بتطويق مبنى السفارة لحمايتها، ومنعت من الاقتراب من منزل ليو شياوبو، الذي يمضي حالياً عقوبة سجن لمدة 11 عاماً، بموجب حكم صدر بحقه في 25 ديسمبر 2009. ومنعت بكين بث برامج تلفزيونية أجنبية حول جوائز نوبل قبل تسليم رمزي في أوسلو لجائزة نوبل للسلام للمعارض الصيني. كما حجبت مواقع إلكترونية لعدد من وسائل الإعلام الأجنبية. ولن تصل اصداء الحفل الذي تقررت اقامته على شرف المعارض الصيني في اوسلو الى زنزانته في سجن لياونينغ (شمال شرق)، حيث يمضي ليو تشياوبو المحروم من الزيارات العائلية منذ اكتوبر، حكما بالسجن لمدة 11 عاما بعد ان ادين بالسعي للاطاحة بالنظام. وشوهدت عدة سيارات شرطة عادية او مموهة في محيط منزل اسرة تشياوبو الكائن في مجمع ابراج سكنية في غرب بكين، حيث تقيم زوجة المنشق منذ اعلان فوزه بجائزة نوبل. وتسجل قوات الامن اسماء الصحافيين الذين يقتربون من مقر اقامة الزوجة ليو تشيا. في الغضون، جددت السلطات الصينية معارضتها لقرار منح جائزة نوبل للسلام إلى ليو، وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية، جيانغ يوي، أن قرار اللجنة النرويجية لا يمثل إرادة المجتمع الدولي، خاصةً شعوب الدول النامية، ووصفت القرار بأنه «مؤامرة غربية» ضد الصين. (وكالات)