في احتفال عالمي غاب عنه صاحبه، منحت لجنة جائزة نوبل للسلام، جائزتها لهذا العام إلى الناشط الصيني ليو شياوبو، الذي يقضي عقوبة السجن في بلاده، وسط انتقادات واتهامات متبادلة بين أعضاء اللجنة وحضور الحفل من جانب، والحكومة الصينية من جانب آخر. وقام رئيس اللجنة، ثوربيورن ياغلاند، بوضع الميدالية الخاصة بتشياوبو على "مقعد شاغر"، خلال الحفل الذي أُقيم بالعاصمة النرويجيةأوسلو الجمعة، حيث لم يتمكن الفائز بالجائزة من السفر إلى النرويج لاستلام جائزته بنفسه، أو حتى تفويض زوجته لحضور الاحتفال نيابة عنه. وقبل قليل من بدء حفل تسليم الجائزة، شهدت العاصمة الصينيةبكين مظاهرة شارك فيها عشرات الصينيين، خارج مقر السفارة النرويجية، احتجاجاً على قرار منح الجائزة ل"المعارض" ليو شياوبو، الذي تعتقله الصين بتهمة المشاركة في أنشطة تهدف إلى "الإطاحة بالحكومة." وقامت الشرطة الصينية بتطويق مبنى السفارة لحمايتها، ومنعت طاقم CNN من الاقتراب من منزل ليو شياوبو، الذي يمضي حالياً عقوبة سجن لمدة 11 عاماً، بموجب حكم صدر بحقه في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2009. في الغضون، جددت السلطات الصينية الجمعة معارضتها لقرار منح جائزة نوبل للسلام إلى ليو، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، جيانغ يوي، أن قرار اللجنة النرويجية لا يمثل إرادة المجتمع الدولي، خاصةً شعوب الدول النامية، ووصفت القرار بأنه "مؤامرة غربية" ضد الصين. وكانت المتحدثة الصينية نفسها قد أعربت في وقت سابق الخميس، عن معارضة بلادها لقرار الكونغرس الأمريكي الداعي لإطلاق سراح شياوبو، وحثت نواب البرلمان الأمريكيين على تغيير موقفهم "المتعجرف والفظ"، وقالت إن "ما يطلق عليه القرار الذي وافق عليه مجلس النواب الأمريكي، يتجاهل الواقع، ويشوه الحقيقة، ويُعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للصين." وكان ياغلاند، رئيس لجنة جائزة نوبل للسلام، قد علق على وجود "مقعد شاغر" يمثل الفائز بالجائزة، في واقعة تحدث للمرة الثانية في تاريخ الجائزة العالمية المرموقة، بقوله إن تلك الإشارة "ليست من قبيل الاحتجاج." وقال ياغلاند، في مؤتمر صحفي عشية حفل تسليم الجائزة، إنها "إشارة إلى الصين، لتعي أنه من المهم جداً لمستقبل الصين أن تعمل على تحقيق المواءمة بين التنمية الاقتصادية والإصلاح السياسي، وعليها أن تقدم الدعم لهؤلاء الأشخاص الذين يدافعون عن أبسط قواعد حقوق الإنسان." ويقضي شياوبو، وهو أستاذ للآداب، عقوبة السجن لمدة 11 عاماً بأحد السجون الصينية، بموجب حكم صدر بحقه أواخر 2009، بعد إدانته بتهمة "التحريض ضد سلطة الدولة"، بسبب نشاطاته المتعددة في مجال حقوق الإنسان والإصلاح السياسي، ولم تسمح السلطات الصينية له أو زوجته، ليو شيا، بالسفر إلى النرويج لتسلم الجائزة. وحثت الصين العديد من حلفائها على عدم المشاركة في حفل توزيع جائز نوبل للسلام لهذا العام، كما أعلنت عن جائزة خاصة بها، أطلقت عليها اسم "جائزة كونفشيوس للسلام"، التي منحتها الخميس، للنائب السابق للرئيس التايواني، لين تشان، والتي تسلمتها طفلة في السادسة من عمرها نيابة عن لين، الذي أعلن مكتبه أنه ليس لديه علم بتلك الجائزة. ويعتبر ليو شياوبو أحد مؤلفي ما يعرف ب"ميثاق 08"، الذي يدعو لاحترام الحقوق الإنسانية والسياسية في الصين، إلى جانب الدور الذي لعبه عام 1989، عندما كان أحد مستشاري الحركة الطلابية التي نفذت اعتراضات ساحة "تيانانمين" الشهيرة. وكان شياوبو قد تحدث عام 2007 لشبكة CNN، عندما كان قيد الإقامة الجبرية في منزله، وقال آنذاك: "من وجهة نظري، أشعر أن النضال لنيل حق حرية الرأي والسعي لتحسين حقوق الإنسان، أمر لا يجب أن يكون مدار شكوى للناس في بلد ديكتاتوري." ويُعد شياوبو أول صيني يحصل على هذه الجائزة، رغم أنها ذهبت قبل فترة للدالاي لاما، الزعيم الروحي لسكان إقليم التبت، إلا أن الأخير لا يعتبر نفسه مواطناً صينياً، ويتنقل باستخدام جواز سفر خاص باللاجئين. يُذكر أن المرة الأولى التي ظل فيها الكرسي الخاص بالفائز بجائزة نوبل للسلام شاغراً، كانت عام 1935، حيث لم يتمكن الناشط الألماني كارل فون أوسياسكي من حضور حفل تسليم الجائزة، حيث كان رهن الإقامة الجبرية في أحد المعسكرات النازية في ذلك الوقت، كما لم يمثله أحد لحضور الحفل.
وهناك دول قررت مقاطعة الحفل والاسباب التي حدت بها الى اتخاذ هذا القرار. وهناك سببان رئيسيان وراء القرار الذي اتخذته عدة دول بمقاطعة حفل تسليم جائزة نوبل للسلام للمنشق الصيني ليو شياوبو في العاصمة النرويجيةاوسلو اليوم الجمعة. السبب الاول هو ان الجائزة منحت الى منشق سياسي، والثاني هو ان الحكومة الصينية اعترضت على ذلك. فالحكومات التي لا تحمل اي ود للمنشقين اعترضت على منح الجائزة لليو وقررت مقاطعة الحفل. اما السبب الثاني، الذي يتعلق بتحذير الصين للدول التي تحضر بعواقب لم تسمها، فهو مهم لأنه يشير الى قدرة الصين المتعاظمة على فرض نفوذها حول العالم باستخدام قوتها الاقتصادية. تقول لجنة نوبل إن 45 من السفارات ال 65 المعتمدة في النرويج قبلت الدعوة وسترسل ممثلين عنها لحضور حفل تسليم الجائزة. الا ان 18 بلدا - بما فيها الصين - قررت مقاطعة الحفل. وهذه الدول هي روسيا وكازاخستان والجزائر وتونس والمملكة العربية السعودية وباكستان وسري لانكا والعراق وايران وفيتنام وافغانستان وفنزويلا ومصر والسودان وكوبا والمغرب. وكانت صربيا قد اعلنت بأنها ستقاطع الحفل الا انها عادت وقالت إنها سترسل ممثل عنها.