حذر حزب رابطة أبناء اليمن المعارض ، من إجراء انتخابات في ظل الأوضاع القائمة في البلد، داعيا إلى حوار وطني بمقر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو مقر الجامعة العربية ،تحضره جميع القوى السياسية بلا استثناء بما فيها الحراك الجنوبي، وجماعة الحوثي ، فضلا عن اشتراك ممثلين عن دول مجموعة أصدقاء اليمن للوصول الى اتفاق يمني شامل،مقترحا تزامن ذلك مع اجتماع الرياض القادم لأصدقاء اليمن. واعتبر حزب الرابطة "رأي" ، اليوم، ان موقفه من إقرار البرلمان بأغلبيته لقانون الانتخابات والتي خضعت تعديلاته للمساومات بين الأحزاب الممثلة في البرلمان "المؤتمر الحاكم وأحزاب في المشترك المعارضة " هو ذات موقفه السابق حول عدم شرعية اتفاق فبراير من أساسه بين تلك القوى ،والبعيد عن قضايا وأزمات البلاد ، لافتا إلى ما أسماها الحوارات البتراء والمنقوصة ، لن تأتي إلا بمزيد من الإحباط والتدهور ولن تعالج إلا قضايا خاصة بالمتحاورين ، أو متعلقة بآليات وأدوات مؤسسات السلطة، دون معالجة أسس وجذور الأزمات المعقدة حيث يشكل نظام الدولة البسيط أس كل الأزمات الكبيرة، سياسية واقتصادية واجتماعية. واكد ، أن إجراء الانتخابات لن ينتج عنها إلا إعادة إنتاج لما هو قائم بصورة أكثر تشوهاً، وأكثر خطورة على البلاد والعباد، مشيرا الى" أن التذرع بحدوث فراغ دستوري فيه مغالطة كبيرة". وقال أن البلاد عاشت لعقود، وتعيش أوضاعاً لاعلاقة حقيقية فيها بدستور بل ينتهك في كل حين وأنها تحتاج إلى نظام دولة ومنظومة دولة، وحكم طبقاً لدستور لايسمح بتجاوزه، مؤكدا بأنه لا خوف عليها من فراغ دستوري بل الخوف من استمرار الأوضاع طبقاً لنظام الدولة المركزية البسيطة المدمر والذي سيقودها حتماً إلى تمزق. واعاد حزب الرابطة –الذي لا ينخرط في تكتل المشترك ، ولا في تكتل السلطة- التذكير بمبادرته ورؤيته حول اعتماد نظام الدولة المركبة ، والذي اعتبره المفتاح لتفكيك تعقيدات الأزمات المركبة القائمة وذلك بإعادة هيكلة الدولة على أساس فيدرالي من الإقليمين الشمالي والجنوبي. وقال إن التلكؤ والابتعاد عن ملامسة مفتاح تفكيك تعقيدات الأزمات المركبة سيقود الوطن نفسه إلى التفكك والتمزق، وإن الاستهانة بما يعتمل في النفوس، أو الاعتماد على القوة أو الإغراء أو على محاولات تجري لزرع خلافات هنا، ونزاعات هناك، لن تجدي نفعاً ولن تؤثر أو تمس إلا سطح الأزمات ومن هم على هامشها أو يستغلونها سواء أكانوا في السلطة أو في الأطراف الأخرى وستبقى الأزمات أكثر تجذراً واشتعالاً. وأضاف إن الاعتماد على مقولة: "قد واجهنا ماهو أكبر من هذا وخرجنا أكثر قوة" هو اعتماد مضلل، وإن أي متابع سيدرك أن مايجري لم يسبق أن واجهت السلطة مثله، وأنه لاتجدي معه كل الأساليب والأدوات والتوازنات السابقة، وسيكون ثمن استمرار الاعتماد عليها باهظاً والكلفة عالية على الجميع وفي المقدمة من يستمرون في رفض الاتجاه إلى المعالجة الجادة للأزمات وتفكيك عقدها المركبة من منطلق اعتماد النظام الفيدرالي من إقليمين أو ولايتين –شمال وجنوب. على أن يتم في إطار كل منهما تطبيق نظام حكم محلي كامل الصلاحيات للوحدات في إطار كل من إقليمي أو ولايتي الدولة، وبهذا يضمن لليمن استمرارية وحدته، في ظل دولة فيدرالية واحدة متماسكة، بدستور واحد، ومواطنة واحدة، ورئيس واحد، وعلم واحد، وجيش واحد، وسياسة خارجية واحدة.