سيئون - اعتبر الأديب والباحث الدكتور محمد أبوبكر حميد في احتفالية الذكرى المئوية لميلاد الأديب الكبير الراحل على أحمد باكثير ،أن عودته الحقيقية والحضارية إلى وطنه اليمن لن تتم إلاّ بنشر كتبه وتقويم أعماله الشعرية والنثرية على طلاب المدارس والجامعات وإدخالها في المناهج التربوية . وكانت قد بدأت أمس الاربعاء في مدينة سيئون بمحافظة حضرموت أعمال الندوة العلمية عن الأديب والمفكر علي أحمد باكثير (السيرة الريادة الإبداع) إحياْءً لذكرى ميلاده المائة وعرفانا لدور هذه الشخصية البارزة في الساحتين العربية والإسلامية. وقال الدكتور محمد أبوبكر حميد " إذا كان فخامة الرئيس علي عبدالله هو رائد فكرة عودة علي احمد باكثير لليمن ، فإنني أناشده من هذا المنبر إلى التوجيه بإدخال باكثير في المناهج التعليمية في اليمن ، وهي العودة الحضارية لباكثير إلى موطنه اليمن الموحد، حلم باكثير الذي تحقق". ويشارك في الندوة التي تنظمها على مدى يومين جامعة عدن,أدباء وكتّاب وباحثون أكاديمون من اليمن ومصر والإمارات والسعودية والأردن وبنجلاديش. واشار رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور الى الأهمية العلمية لإحياء ذكرى مئوية علي أحمد باكثير في مدينة سيئون التي قضى فيها جزءاً هاماً من حياته وشبابه .. مشيراً إلى أن للاحتفاء بهذا العلم الكبير مذاق خاص حيث يعود باكثير لمواقعه الطبيعية . وقال : " نريد من هذا الجيل الشاب التعلم منه معنى العصامية والإبداع في ظروف معقدة، فباكثير مفكر ليس فقط على المستوى المحلي بل على المستوى العربي والعالمي، وأعماله العلمية شاهدة على ذلك ". واستعرض رئيس جامعة عدن إنجازات باكثير الأدبية والفكرية ودفاعه عن الأمة بكاملها ومحاولاته في تمثل فكر توحيدها من المحيط إلى الخليج على أسس إنسانية واستلهامه من خلال أعماله ورؤيته الأدبية الرائعة إيقاظ الوعي لدى هذه الأمة الإسلامية المنتشرة في كل بقاع العالم، فضلاً عن نبوءته بقضية الوحدة اليمنية المباركة التي نفرح نحن في هذا الزمن البهيج بتحقيقها والتي كانت الخلاص من كل مآسي التشطير. وفي كلمة أسرة الأديب الراحل علي أحمد باكثير التي ألقاها عنهم الأمين العام المساعد لجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا أمين عبدالله باكثير عبر فيها عن بالغ الثناء والشكر لفخامة الأخ رئيس الجمهورية على اهتمامه الشخصي بالأديب الراحل ومنحه وسام الآداب والفنون في 31 مايو 1998م وتوجيهاته الكريمة لوزارة الثقافة بطباعة أعماله الكاملة لتكون في متناول الجميع مما يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالمبدعين. وأكد أن رعاية الرئيس صالح لهذه الاحتفائية يدل أيضاً على عظمة هذه الهامة الأدبية وتفردها بالريادة والمسيرة وغزير إنتاجها المتنوع في الرواية والمسرحية والشعرية فضلاً عن كونها سفيراً لليمن في مصر الكنانة والعالم العربي والإسلامي . وكان وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحى افتتح دارا جديدة للأديب الكبير الراحل على أحمد باكثير بمديرية "سيئون" بمحافظة" حضرموت" وذلك فى مناسبة الذكرى المئوية لميلاده. وقال المفلحى إن افتتاح الدار يأتى بالتزامن مع الاحتفاء بالذكرى المئوية الأولى لميلاد الأديب باكثير وفى إطار فعاليات "تريم" عاصمة الثقافة الإسلامية 2010 "، مضيفا أن الدار التى استكملت فيها أعمال الترميم وتجهيزها كمتحف ومركز ثقافى لخدمة الباحثين والدارسين فى أدب باكثير فى كل مكان سيضم عددا من الوثائق الخاصة والصور النادرة للأديب الكبير. وأوضح أنه سيتم تزويده بأكثر من ألف عنوان من الكتب المختلفة وباللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، إضافة إلى مقتنيات الأديب الراحل باكثير التى ستصل من مصر إلى اليمن بمعية ربيبتة السيدة إجلال. الجدير بالذكر أن باكثير ولد فى اندونيسيا عام 1910 لأبوين يمنيين من حضرموت، تلقى تعليمه باليمن على يد العديد من الفقهاء والشعراء ونبغ فى الأدب والشعر فى مرحلة مبكرة من حياته وانتقل إلى مصر عام 1934 والتحق بجامعة فؤاد الأول حيث حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية وترجم العديد من الأعمال أثناء دراسته ومنها مسرحية روميو وجولييت واستمر فى أعمال الترجمة بعد التخرج. وبعد أن أنهى باكثير بعثة دراسية فى فرنسا عام 1954 فضل العودة والإقامة فى مصر حيث أحب المجتمع المصري، وعمل بالتدريس فى المنصورة والقاهرة، وفى وزارة الثقافة والإرشاد القومى بمصلحة الفنون وقت إنشائها إلى أن توفى عام 1969 ودفن بمقابر أسرة زوجته المصرية بمنطقة الإمام الشافعى بالقاهرة.