قال شهود عيان ان احتجاجات فئوية اجتاحت مصر يوم الاحد شارك في بعض منها ضباط وجنود من الشرطة التي انهارت خدماتها بعد اشتباكات دامية بين قوات الامن والمحتجين على حكم الرئيس حسني مبارك في الايام الاولى للثورة التي اندلعت يوم 25 يناير كانون الثاني وانهت حكمه الجمعة الماضي. ويطالب المحتجون من فئات مختلفة بمساكن أو زيادة الاجور أو عقود عمل دائمة أو وقف ما يقول بعضهم انه تعسف من رؤسائهم. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان مئات من ضباط وافراد الشرطة تظاهروا امام مقر وزارة الداخلية وفي ميدان التحرير بالقاهرة للمطالبة بتحسين ظروف العمل واوضاعهم المالية. وسمعت اصوات اعيرة نارية اثناء الاحتجاج قال حارس امني انها طلقات تحذيرية. وفي مدينة الاسكندرية الساحلية تظاهر المئات من أمناء وأفراد الشرطة أمام مديرية الامن بالمدينة مطالبين بزيادة الاجور ومحاكمة مرتكبي مخالفات مهنية منهم أمام محاكم مدنية بدلا من تقديمهم لمحاكمات عسكرية. وطالبوا أيضا باعفاء مدير الامن قائلين ان ضباطا يتعسفون معهم بعلمه. واشترك نحو عشرة ضباط في المظاهرة مؤيدين الامناء والافراد. وهتف أمناء وأفراد الشرطة الذين بدأوا التظاهر يوم السبت "يا شعبنا يا شعبنا ظلمناكم مش بايدينا" في اشارة الى ما يقولون انها أوامر صدرت لهم بالانسحاب من المدينة لنشر الفوضى فيها بعد المصادمات الدامية مع المحتجين على حكم مبارك الذي امتد 30 عاما. وقال شاهد ان قائد المنطقة الشمالية العسكرية خاطب أمناء وأفراد الشرطة في مكبر صوت طالبا منهم الانتظام في واجباتهم الامنية وقائلا انه سيبلغ القيادة العسكرية بطلباتهم. ويتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحة حكم مصر منذ تنحي مبارك. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط ان وزير الداخلية محمود وجدي التقى بالمحتجين امام مقر الوزارة واصدر قرارا "بعدم احالة أي من افراد هيئة الشرطة للمحاكمات العسكرية في المخالفات الانضباطية والادارية." واضافت انه قرر ايضا "رفع قيمة الحوافز المالية لافراد هيئة الشرطة بنسبة 100 في المئة ." وقال شهود ان ألوف المحتجين المطالبين بمساكن دفعوا اقساطا من أثمانها قطعوا حركة مرور العبارات في قناة السويس بين مدينة بورسعيد التي تقع على الشاطيء الغربي للقناة ومدينة بورفؤاد على شاطئها الشرقي. وقال شاهد انهم يطالبون باستلام المساكن التي أقامتها شركات حكومية. وبدأت الاحتجاجات الفئوية في مصر قبل ثلاثة أيام مع اقتراب الاحتجاجات السياسية من ارغام مبارك على التنحي يوم الجمعة. وقال عمال في شركة مساهمة البحيرة التي تعمل باستصلاح الاراضي انهم احتجزوا رئيس مجلس ادارة الشركة في مكتبه خلال تظاهرهم مطالبين بزيادة ألاجور. وتتنوع الاحتجاجات الفئوية بين اعتصامات واضرابات عن العمل وقطع طرق سريعة واقتحام مكاتب ادارة وتهدد بنشر الفوضى في البلاد بحسب مراقبين. واحتج صحفيون في وكالة انباء الشرق الاوسط على سياستها في تغطية احداث الثورة والتي اعتبروا انها كانت تشوه الثورة. وعقد العاملون بالوكالة مؤتمرا عاما يوم الاحد سحبوا فيه الثقة من رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير عبد الله حسن. ووقعت احتجاجات يوم الاحد في مختلف المحافظات بحسب الشهود ونقابيين