تطل الفوضى برأسها في المشهد اليمني الساخن والمنذر بانفجار الأوضاع على خلفية الهزة الارتدادية الناتجة عن زلزال التغيير الذي ضرب مصر ومن قبله تونس . وفيما أكد الرئيس علي عبد الله صالح الأحد استعداده لتلبية الطلبات المشروعة لأحزاب المعارضة والتجاوب معها ورعاية الحوار بصفته رئيسا للدولة وليس رئيسا للحزب الحاكم، مجدد دعوة جميع القوى السياسية اليمنية إلى التحرك بمسؤولية وشجاعة نحو طاولة الحوار. حسمت المعارضة الممثلة في البرلمان أمرها برفض الحوار وتبني صريح لتظاهرات انطلقت منذ أكثر من أسبوع منادية بإسقاط النظام . موقف أحزاب تكتل المشترك المعارضة في اليمن الذي يعد تطورا لافتا في مشهد الأزمة المتفجرة على الساحة ، جاء بعد أيام من التحفظ على تبني رسمي لتلك التظاهرات بسيناريو مصر وتونس، أو تلبية دعوة العودة للحوار انطلاقا من اتفاق سابق مع الحاكم تحضيرا لحوار وطني شامل في مسار التغيير. تكتل أحزاب المشترك المعارض في بيان -تلقت "الوطن" نسخة منه- قال في وقت لاحق ، الأحد، انه قرر دعوة كافة أعضائه وأنصاره المجتمعية إلى الالتحام بتظاهرات الشباب وبسقف مطالبهم المنادية بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. كما اعلن رفضه الحوار مع السلطة ، قائلاً "لا حوار مع الرصاص والهراوات وأعمال البلطجة ولا حوار مع سلطة تحشد المرتزقة والمأجورين لاحتلال الساحات العامة ومداخل المدن وإرهاب الأهالي وتعكير السكينة العامة". وأضاف " إن الضجيج المثار من قبل السلطة وأجهزتها الإعلامية عن الحوار مع المشترك وشركائه في اللجنة التحضيرية لا يعدو إن يكون مجرد تضليل الرأي العام المحلي والإقليمي ، مع أن الجميع يدرك أن المؤتمر هو من رفض ويرفض الحوار، أما اليوم وبعد أن سالت الدماء وسقط الضحايا وبعد أن أنزلت السلطة مأجوريها وبلاطجتها إلى الشوارع فإن السلطة تجدد كعادتها انقلابها على الحوار". وحيا المشترك بختام إجتماع استثنائي ضم مجلسه الأعلى واللجنة التحضيرية المصغرة للحوار الوطني كل الفعاليات الشبابية والمدنية التي شهدتها كل من صنعاء وعدن وتعز وحضرموت والحديدة والبيضاء وإب ولحج وغيرها من المحافظات التي خرجت جهارا للتصدي لما وصفه البيان ب"الطغيان والاستبداد". وإذ دان التكتل المعارض - يضم ستة أحزاب إسلامية ويسارية- ما اسماها "جرائم القتل وكافة أعمال القمع والإرهاب التي تعرض لها الشباب والناشطون المدنيون المنخرطون بالتظاهرات" ،متهما "السلطة وأجهزتها القمعية ومن وصفهم مرتزقتها ومأجوريها من البلاطجة بالوقف خلف ذلك "..اعتبر أن الجرائم الناتجة عن هذه الأعمال لا تسقط بالتقادم وسيأتي اليوم الذي يمثل فيه القتلة ومن أمرهم أمام القضاء العادل . وانتقدت احزاب المشترك في بيانها ما وصفته ب "محاولة استعداء قبائل اليمن ضد بعضها البعض" معتبرة ذلك "عملا مشيناً مخالفاً للقيم الوطنية والأخلاقية للمجتمع اليمني"، وقالت أنها على ثقة بأن كل القبائل اليمنية لن تقف إلا مع الحق والصواب والسلم الأهلي كما كانت على الدوام .