شكل ائتلاف شباب الثورة المصرية وفدا ، لاحتواء أحداث العنف الطائفي التي وقعت الثلاثاء على خلفية هدم إحدى الكنائس. وكان قد لقي 13 شخصا حتفهم امس في اشتباكات طائفية الطابع وقعت بين اقباط ومسلمين على خلفية احراق كنيسة بسبب اكتشاف علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة، في وقت كان المجلس الاعلى للقوات المسلحة الحاكم اعلن عزمه اعادة بناء الكنيسة. وأعلنت وزارة الصحة المصرية والنيابة العسكرية امس، في بيانين منفصلين ان 13 قتيلا، عرف منهم ستة أقباط وخمسة مسلمين، و110 جرحى، هم 75 مسلما و35 قبطيا، سقطوا في اشتباكات بين متظاهرين اقباط ومسلمين الليلة قبل الماضية. وقال بيان وزارة الصحة إن «إجمالي المصابين الذين استقبلتهم المستشفيات من أحداث الشغب التي وقعت بمنطقة المقطم والقلعة والسيدة عائشة بلغ 110 مصابين فضلا عن 13 حالة وفاة». واضاف البيان أن «الإصابات جاءت ما بين جروح قطعية في فروة الرأس وكدمات وطلق ناري وكسور في العظام». وتابع انه «تم عمل الإسعافات اللازمة لإصابات الكدمات والجروح القطعية والسطحية وتم اخراجهم من المستشفى بعد أن تأكدت الفرق الطبية من استقرار حالتهم». وأكد أن «باقي الحالات تم عمل الإسعافات اللازمة لها والفحوصات والتحاليل والإشاعات اللازمة، وسيتم عمل الجراحات والعمليات اللازمة للحالات التي تستدعي إجراء مثل هذه الجراحات». اما النيابة العسكرية فأعلنت فتح تحقيق في الاحداث حيث استمعت النيابة إلى أقوال 15 من المتهمين في الأحداث، والذين تم إلقاء القبض عليهم ووجهت لهم النيابة تهم حيازة أسلحة نارية وتحطيم عدد من السيارات الخاصة والممتلكات العامة وقطع الطريق على المواطنين. وبحسب التحقيقات، قامت أعداد كبيرة من المسيحيين بالتظاهر تضامنا مع أقباط تواجدوا أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون للتظاهر احتجاجا على هدم كنيسة الشهيدين بقرية صول باطفيح وقاموا بقطع الطريق واشتبك معهم عدد من المسلمين وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة، ما دفع قوات الجيش إلى الانتقال إلى مكان الأحداث وتفريق المتظاهرين والسيطرة على الموقف. وأشارت تلك التحريات إلى أن الأحداث اشتعلت عندما «تدخل عدد من المسلمين بالمنطقة بعد أن شاهدوا ما قام به المسيحيون وقاموا بتجميع حوالي ألف شخص وتظاهروا وأحضروا الأسلحة النارية وأطلقوا الرصاص على المسيحيين وقاموا بحرق أربعة منازل وأربعة مصانع جلود بالمنطقة وإشعال النار في مقالب القمامة». ومنذ تهدم الكنيسة، ينظم عدة آلاف من الاقباط اعتصاما امام مبنى التلفزيون في قلب القاهرة للمطالبة ببناء الكنيسة في مكانها. واندلعت اعمال العنف في قرية صول الجمعة الماضي بسبب علاقة عاطفية بين مسيحي ومسلمة. وكانت البداية قصة حب عنيفة وعلاقة عاطفية ملتهبة بين شاب مسيحي وفتاة مسلمة من قرية صول التابعة لمركز أطفيح بمحافظة حلوان جنوب القاهرة، تلك القرية التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة من بينهم 5 آلاف مسيحي. وانتشرت تفاصيل قصة الحب ما استفز مشاعر اثنين من أقارب الفتاة المسلمة يعملان تاجري فاكهة ودواجن اللذين أغضبهما تساهل والد الفتاة الذي يعمل مزارعا ووقوفه عاجزا أمام تلك العلاقة، فذهبا إليه لمعاتبته على تساهله وعدم انتقامه من الشاب المسيحي على علاقته بابنته، غير أن النقاش بينهم احتد بدرجة كبيرة تطورت إلى مشاجرة تم خلالها تبادل اطلاق النار فسقط والد الفتاة صريعا كما توفي تاجر الفاكهة الآخر. وفي غضون ذلك، دعا بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية شنودة الثالث إلى تهدئة الأجواء. وقال عضو المجلس الملي العام للأقباط الأرثوذكس القمص صليب متا ساويرس إن البابا «طلب تقريرا حول هذه الأحداث، كما أنه قام بالاتصال بعدد من الكهنة لمطالبتهم بتهدئة الأجواء». وأشار ساويرس إلى أن «عددا من قيادات الكنيسة تبحث تشكيل وفد للتوجه إلى المعتصمين عند مبنى التلفزيون لإقناعهم بفك الاعتصام حفاظا على الاستقرار وتجنب تصعيد الموقف». وأرجع ساويرس ما حدث لكنيسة أطفيح إلى «ما فعله النظام السابق من زرع الفتنة الدائمة حفاظا على استقراره»، متهما «أيادي خفية» لم يسمها بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة. وتعهد المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية، الذي يتولى زمام الامور منذ سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، بإعادة بناء كنيسة قرية صول في مكانها. وأفادت أنباء أن الجيش أعلن استلامه أرض الكنيسة، وأن البناء سيبدأ بها فورا وسيتم افتتاحها قبل عيد القيامة المجيد، الا ان المتظاهرين كانوا استمروا في الاعتصام، مؤكدين ان المتطرفين المسلمين داخل القرية يريدون منع الجيش من اعادة بناء الكنيسة. ( وكالات )