رفضت واشنطن مباركة مطلب فرنسي للرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي عن السلطة نزولا عند مطالب شعبية تقودها المعارضة والشباب منذ أكثر من شهر ونصف . الموقف الأمريكي والذي اعلنه اليوم وزير الدفاع روبرت جيتس جاء مخالفا لتوقعات بأن تتعامل واشنطن مع الاحتجاجات في اليمن كما حصل في مصر حين دعا البيت الابيض مبارك للتنحي وترك السلطة بعد يوم واحد فقط من اندلاع الاحتجاجات في مصر. روبرت جيتس لخص موقف بلاده من رحيل صالح حين سُئل عما اذا كانت الولايات المتحدة لا زالت تدعم الرئيس صالح أو ما اذا كان قد حان وقت رحيله بقوله "لا أعتقد ان من حقي الحديث عن الشؤون الداخلية لليمن." واعتبر مراقبون هذا الموقف ثباتا على موقف واشنطن الداعم للرئيس صالح والمنادي بالحوار لخلق مناخ مناسب لإصلاحات سياسية تمنع تدهور الوضع في اليمن . وكان وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس قال اليوم الثلاثاء انه قلق بشأن عدم الاستقرار في اليمن وتأثير ذلك على الحرب ضد الارهاب ولكنه أحجم عن التصريح بما اذا كان يتعين على الزعيم اليمني التنحي. وأضاف خلال زيارة لروسيا "نحن قلقون بشكل واضح إزاء عدم الاستقرار في اليمن." وتخشى واشنطن من تأثير الأوضاع في اليمن على مساعيها في محاربة الإرهاب في جزيرة العرب حيث تعتقد ان أي انتقال غير سلمي للسلطة قد يفتح الأجواء أمام القاعدة لتوسع نشاطها في المنطقة . وقال جيتس ان بلاده تعتقد ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ربما يكون أخطر أجنحة القاعدة وان زعزعة الاستقرار وتحويل الاهتمام عن التعامل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو أكثر ما يقلق البيت الابيض ازاء الوضع." وتخشى القوى الغربية ان تؤدي الازمة الى انهيار الدولة في اليمن وهو مكسب للتنظيم الذي سبق ان استغل اليمن لمحاولة شن هجمات ضد السعودية والولايات المتحدة في العامين الماضيين. ورغم تسارع الأحداث في اليمن واقترابها من مرحلة الخطر بعد انشقاق قادة عسكريين يقودون منطقتين عسكريتين تزعمهم علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية الا ان موقف واشنطن لا زال ضبابيا حيث لم تبرهن على قلقها من الوضع في اليمن بأي تحرك في اتجاه تطويق الأزمة . ولعبت واشنطن دورا محوريا بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية في حشد الدعم الدولي لاستهداف قوات العقيد القذافي ومساندة المعارضة الليبية التي كانت على وشك السقوط في ايدي القوات الليبية حيث تبنت السعودية طلب عربي اقرته الجامعه العربية بفرض حظر جوي في ليبيا ترجمته القوات الدولية بهجمات مكثفة ومركزة على اهم مراكز القوة في الجيش الليبي. ويبدو الموقف الخليجي المتناغم مع الموقف الأمريكي تجاه اليمن أكثر غموضا حيث لم تسجل دول الخليج أي محاولة لرأب الصدع بين الأطراف المتنازعة في اليمن التي تشكل خطرا على امن المنطقة في حال انفرط عقد الدولة فيها خصوصا مع تمسك جميع الاطراف بموقفها الرافضة لمطالب الاخر . الجامعة العربية سجلت موقفا اليوم بشأن الاحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء الجمعه الماضية حيث قتل اكثر من 50 شابا من المعتصمين المطالبين برحيل صالح برصاص مسلحين تقول المعارضة انهم من اتباع النظام وينفي النظام تلك التهمه . الموقف هو إدانة مجلس ألجامعه على مستوى المندوبين "الجرائم بحق المدنيين" التي ترتكب في اليمن ودعوته السلطات اليمنية على "التعامل مع مطالب شعبها بالطرق السلمية". وقال مجلس الجامعة في بيان انه "يدين بشدة الجرائم المرتكبة بحق المدنيين ويؤكد على ضرورة تضافر الجهود من اجل الحفاظ على الوحدة الوطنية واحترام الحق في حرية التعبير" في اليمن. ودعا مجلس الجامعه بعد استقالة مندوب اليمن عبد الملك منصور وإعلانه الانضمام الى المطالبين برحيل صالح ايضا الى "الاحتكام الى الحوار واساليب العمل الديموقراطي في التعامل مع مطالب الشعب اليمني بالطرق السلمية".