صعَد المناوئون للرئيس علي عبد الله صالح مواجهاتهم مع النظام الذي يطالبون بإسقاطه، حيث اتخذت بعض المناطق اليمنية شكلاً جديداً تمثل بفرض العصيان المدني بالقوة وبصور متعددة كحال مدينتي عدن وتعز ، من خلال المسيرات التي تجوب الشوارع دافعة لإغلاق المحلات والزحف للسيطرة على مباني حكومية ، وكذا قطع الطرقات ومنع وسائل النقل وحركات المرور ، وبالتالي تعطيل الحياة الاعتيادية والوظيفية والدراسية . ففي محافظة عدن جنوبي اليمن شهدت مختلف مديريات المحافظة اليوم السبت ثاني حالة عصيان مدني استجابة للدعوة التي أطلقتها كيانات شباب 16 فبراير ، حيث سبق أن دعت هذه الكيانات كافة المواطنين الالتزام بعدم تسديد فواتير الكهرباء والمياه والتخلف عن دفع الضرائب لتصعيد الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح . وأدت حالة العصيان المدني التي تعد امتدادا للاحتجاجات التي تشهدها المحافظة منذ نحو شهرين إلى تنفيذ المحتجين أعمال قطع للطرقات الرئيسة والفرعية بين المديريات ومنعوا حركة المواصلات فيما بينها ،وأحرق المتظاهرون اطارات السيارات وإغلقت عدد كبير من المحال التجارية أبوابها . ولم تشهد المدينة حتى ظهر اليوم صدامات مع الأمن المنتشر ، غير أن مصادر محلية أبدت مخاوف من تمادي المحتجين في قطع الطرقات وتهديد السكان ما يدفع لتدخل قوات الأمن للتدخل لفتح تلك الطرقات بين المديريات التي أصاب قطعها المدينة المتباعدة في مديرياتها بالشلل . ولم تنجح مساعي جامعة عدن التي أقرت أن يكون اليوم السبت بداية لاستئناف الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي بسبب العصيان المدني وسط رفض واسع من القطاعات الطلابية التي أكدت أنها لن تلتزم بهذا القرار ولن تنتظم في العملية التعليمية. وكانت قد طالبت جامعة عدن طلابها بالابتعاد عن الشحن السياسي القائم اليوم في البلد بسبب الأوضاع الراهنة . وقال رئيس الجامعة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور إن جامعة عدن عملت منذ إنشائها قبل أربعين عاماً على وضع مصلحة طلابها ومستقبلهم العلمي كأولوية لاهتمامها ونشاطها، وأنها سعت جاهدة طوال تلك المدة الطويلة على أن تنأى بنفسها عن أي تأثيرات سياسية أو حزبية أو أن تكون حلبة للصراع بين فرقاء التنافس السياسي . وأشار إلى أن هدف ومهمة الجامعة مثلها مثل أي جامعة في العالم هو العلم والبحث العلمي وإعداد الأجيال المؤهلة والواعية التي تعمر الأوطان ولاتهدمها . حبتور في اللقاء الموسع الذي عقده مع عمداء ومجالس كليات الجامعة أمس أشار إلى أن "الجامعة لاتريد أن تلقي الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حالياً بظلالها السلبية عليها"، متمنياً من كل الفرقاء السياسيين ممارسة تجاذباتهم وصراعاتهم السياسية خارج أبواب وأسوار الجامعة لأن المسؤولية الأخلاقية والإنسانية والعلمية تستدعي من الجميع الالتفات إلى مصلحة أبنائهم الطلاب، والتي لا يرغب ولا يريد أي أحد من الفرقاء أن يعلن تحمله المسؤولية عن ضياع سنة دراسية كاملة من حياة ومستقبل الطلاب. وفي تعز اكبر المحافظات من حيث السكان نجح المحتجون الذين ينادون بإسقاط النظام بفرض عصيان مدني جزئي في المدينة بعد تصعيد الاعتصام الدائم في ساحة الحرية إلى مسيرات تجبر المحلات على الإغلاق وتععيق جزئيا الحركة التعليمية ، فيما تحاول منذ الاسبوع الماضي الزحف لاقتحام مصالح حكومية رئيسية ، حيث جابت اليوم مسيرة عدد من شوارع مدينة تعز باتجاه مبنى المحافظة الذي يصر المتظاهرون على السيطرة عليه . وأفاد شهود عيان ان صدامات وقعت بين المحتجين وموالون في ذات المكان بقرب مبنى المحافظة ، ولم يرد تفاصيل مؤكدة حول نتائجها ، بعد يوم من مواجهات مماثلة تدخلت قوات الامن لفضها ، موقعة نحو 3 قتلى وعشرات الجرحى بينهم 27 من جنود الأمن.