قال سالم صالح محمد، مستشار رئيس الجمهورية ان تسونامي التغيير" طغى على سيل الانفصال الذي حصر نفسه في زاوية ضيقة وان المستجد اليوم هو طغيان وارتفاع صوت حركة التغيير على صوت الحراك الجنوبي، . واكد سالم صالح ان التغيير لن يساعد على حل القضية الجنوبية بالنظر إلى الطابع القومي لحركة التغيير الذي يتعارض كليا مع مقولة الانفصال، ودعا القوى السياسية الجنوبية الى الاستفادة من هذا المد وتوظيفه لصالح تحقيق القضية الجنوبية من خلال استيعاب المتغير وتغيير الخطاب وتحريك السقف بما ينسجم وأهدافنا القريبة والبعيدة . واشار الى ان القضية الجنوبية لن تنتهي إلا بزوال الأسباب التي صنعتها، وتعني مجمل التراكمات التي شهدها الجنوب منذ ما قبل عام 1967 وحتى اليوم، باعتبار أن الجنوب كان هدفاً ومطمعاً لقوى الشمال، وهي نتيجة طبيعية تلخص كل المعاناة الناتجة عن الممارسات والسياسات التي أدت إلى الصراعات التي حدثت في الجنوب وآخرها حرب 1994 التي دمرت دولة الجنوب بهدف الاستيلاء على مقدرات وثروات الجنوب باعتباره فرعاً أعيد إلى الأصل . واعتبر سالم صالح الحراك رد فعل طبيعي نشأ من رحم المعاناة المتراكمة والممتدة منذ ما قبل عام ،1967 مروراً بعام ،1994 وهي الحرب التي شنت على الجنوب، وما بعده ومسألة بقائه من عدمه مرهون ببقاء أسباب نشوئه من عدمها . وقال في حديث لصحيفة الخليج ان قوى الحراك هي كل القوى المتضررة منذ عام 1967 حتى عام 1990 وتشمل قوى جبهة التحرير إضافة إلى قحطان الشعبي وسالم ربيع علي وعلي ناصر محمد وكل القوى المتضررة منذ عام 1990 وحتى اليوم و قوى الشباب . ولفت سالم صالح الى ان الشمال يعاني أزمة حكم مركبة ممتدة منذ عام 1962 تداخل فيها أضلاع مثلث الحكم (القبلي + العسكري + المذهب الديني) في ظل غياب دولة مؤسسات حقيقية ليطغى دور الفرد والأسرة في الحكم، ويحولها إلى ملكية تحت مظلة الجمهورية،. وقال ان هم الرئيس كان طوال العقود الثلاثة المنصرمة الحفاظ على كرسي الحكم باعتماد الحروب والفساد وسيلة للبقاء من أجل السلطة والثروة مع غياب العدل والمساواة، الأمر الذي عمق الثأر السياسي بين كل القوى ورحل الأزمات المتراكمة، ولعل المشهد الحالي هو التعبير الطبيعي لكل ما أنتجته سياسات النظام ويعبر عن تراكمات تمتد جذورها الى عام 1962 باختصار ما نشهده هو مرحلة حصاد لما تم زرعه خلال العقود الثلاثة المنصرمة . واضاف مستشار الرئيس ان الحل يكمن في الاعتراف بالأسباب وليس بالنتائج وأي حل لا يمس مكونات الأزمة القائمة لن يحل الأمور وان مكونات الأزمة الحالية هي القضية الجنوبية، قضية الحوثيين وأزمة السلطة وما أنتجته سياساتها الفاشلة والمدمرة للبلاد والعباد، لهذا يصبح التغيير ورحيل النظام ضرورة ومدخلاً مهماً لحل مكونات الأزمة . واعتبر سالم صالح التشطير نتيجة منطقية للانتهاكات التي تعرضت لها الوحدة ليس في عام 1994 أو ما بعدها أو في حروب الحوثيين، بل لأنها تمت من دون تسوية وتمهيد الأرضية والأوضاع والظروف السياسية المناسبة في كل شطر، وذلك من خلال إنهاء أسباب وعوامل الصراع السياسي إن كان في الشمال أو في الجنوب، وظلت عوامل الثأر والانتقام السياسي هي المهيمنة على العقلية السياسية وهذا ما عبرت عنه حرب 94 والحروب اللاحقة في الشمال والجنوب حتى اليوم، إذ كان ينبغي أن تتم مصالحة شمالية - شمالية لكل القوى المتصارعة في الشمال منذ عام ،1962 وحتى عام ،1990 وكذا مصالحة جنوبية - جنوبية بين كل القوى التي احتربت وتضررت منذ عام ،1967 وحتى عام 1990 ثم بنتيجة ذلك قيام مصالحة شمالية جنوبية تنهي آثار الحروب بين الشطرين للوصول إلى صيغة اتحادية مدعومة باستفتاء شعبي تتفق مع واقع الحال والتطور في كل شطر، وتحترم خصوصيات التنوع ليصبح مشروع الوحدة وسيلة لتطور الجميع وليس غاية بهدف السيطرة والاستحواذ وإلغاء الآخر كما حصل منذ عام 90 في عام 1994 حين أعلن عن تدمير المشروع . وخلص سالم صالح الى ان واقع الحال لا يمس للوحدة بأية صلة وواقع التشطير هو القائم في الأرض وفي النفوس، لهذا يجب ان نعيد التفكير مجددا في الأشكال الاتحادية المثلى بالاستفادة من تجربة العشرين عاما المنصرمة . واعتبر ما يجري اليوم هو امتداد طبيعي للحراك الجنوبي ومكمل له، حيث كان سباقا لإطلاق شرارة ثورات التغيير السلمية، وهذا يؤكد دور الجنوب كبوابة أساسية لإحداث التغيير في عموم اليمن بل وفي المنطقة، بدليل حجم التضحيات التي قدمت والدماء التي سالت فهناك أكثر من 740 شهيداً وآلاف الجرحى والمصابين والمعتقلين . وقال سالم صالح ان ما يضعف صوت الحراك يعود إلى الإدارة الضعيفة والتمسك بسقف لا يمتلك المرونة في التعاطي مع الأحداث، بل ويتعارض مع مطالب الآخرين ولا يجد تعاطفاً إقليمياً ودولياً لتناقضه مع مد التغيير العارم عربياً وإقليمياً . وشدد على عدم ضيعاع القضية الجنوبية وطمسها في خضم سيل التغيير العارم، ودعا الى إعادة تقييم التجربة وإعادة النظر في الخطاب السياسي والسقف الذي يتسم بمرونة ويستجيب للمتغيرات على قاعدة مبدأ "التنوع في إطار الوحدة" كمبدأ صالح لوحدة الجنوبيين أولاً ووحدة قوى الحراك كضرورة أساسية للتحقيق وانتصار قضية الجنوب بكونها مكوناً أساسياً يجب عدم تجاوزه او طمسه .