عمل تنظيم القاعدة بشكل حثيث عقب تأسيسه بداية تسعينيات القرن الماضي على توسيع رقعة نشاطه فتفرعت عنه تنظيمات وجماعات أعلنت ولاءها له, وبايعت قادته وعلى رأسهم أسامة بن لادن الذي قالت الولايات المتحدة إن قوة أميركية خاصة قتلته صباح الثاني من مايو/أيار 2011 مع مقربين منه في مدينة إبت آباد الباكستانية. توزع نشاط التنظيم بمرور السنوات على أكثر من رقعة جغرافية في العالم خاصة في آسيا وأفريقيا, وتعرض أبرز قادته وفي مقدمتهم بن لادن وأيمن الظواهري لملاحقة مستمرة, وتعرض عدد من قادته إلى الاغتيال في أفغانستان وباكستان على وجه الخصوص. وقد تشكلت تنظيمات تابعة مباشرة للقاعدة أو موالية لها في مشرق العالم العربي ومغربه, وفي شرقي أفريقيا, وكذلك في جنوبي شرقي آسيا. وفي حين أن بعض تلك التنظيمات يأتمر على الأرجح مباشرة بأوامر القيادة المركزية للقاعدة, فإن تنظيمات أخرى كانت تتحرك بقدر أكبر من الاستقلالية. ومن أبر التنظيمات المتفرعة عن التنظيم: المشرق العربي: العراق: نشطت القاعدة في هذا البلد عقب الغزو الأميركي البريطاني في 2003 تحت مسميات مختلفة بدءا بقاعدة الجهاد والتوحيد, وقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين, ووصولا إلى دولة العراق الإسلامية. كان من أبرز قادتها الأردني أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في غارة أميركية في 2006. اقتصرت عمليات القاعدة في البداية على القوات المحتلة, لكنها توسعت لاحقا إلى ضرب كل ما يتصل بالحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ الغزو, فضلا عن المدنيين. السعودية: نشطت القاعدة في المملكة منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين بحجة محاربة الوجود الأميركي والغربي, ونفذت سلسلة عمليات استهدفت إحداها قاعدة عسكرية أميركية في الظهران صيف 1996, وربما أسهمت عملياتها في إنهاء الوجود العسكري الأميركي الذي يعود إلى الحرب على العراق في 1990. تعرض التنظيم الذي نشط باسم قاعدة الجهاد في بلاد الحرمين, ثم القاعدة في جزيرة العرب إلى حملات أمنية متعاقبة أسفرت عن مقتل العشرات واعتقال المئات مما اضطر الكثير من عناصره إلى الانتقال إلى اليمن المجاور. اليمن: برز نشاط القاعدة في اليمن إلى الواجهة عقب التفجير الذي استهدف المدمرة الأميركية "يو إس إس كول" في ساحل عدن في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2000, وقتل في ذلك التفجير 17 بحارا أميركيا. ينشط الفرع اليمني للقاعدة تحت مسمى القاعدة في جزيرة العرب, وقد توحد في 2009 تحت هذه الراية مع الفرع السعودي, وأعلن التنظيم في 2010 تشكيل تنظيم باسم جيش عدن/أبين لمحاربة من سماهم الصليبيين. استهدفت عمليات القاعدة في اليمن أهدافا غربية بينها سفارات, لكن التنظيم يخوض مواجهة مفتوحة مع السلطات اليمنية, حيث يستهدف مصالح حكومية على رأسها الأجهزة العسكرية والأمنية. المغرب العربي: انطلق نشاط القاعدة في منطقة المغرب العربي من الجزائر عبر الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انشقت في 1998 عن الجماعة الإسلامية المسلحة المتهمة بقتل عشرات آلاف الجزائريين خلال سنوات العنف التي شهدتها البلاد بدءا من تسعينيات القرن الماضي. في 2007, أُعلن عن تشكيل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تركز نشاطه في البداية داخل الجزائر. لكنه تمدد شيئا فشيئا في المنطقة فشن سلسلة من العمليات في موريتانيا, وفي مالي والنيجر, وشملت عملياته هناك خطف وقتل رهائن غربيين. وفي المغرب العربي أيضا, نشطت الجماعة الليبية المقاتلة التي أعلن أيمن الظواهري في 2007 (الرجل الثاني في القاعدة قبل اغتيال بن لادن) انضمامها إلى القاعدة. لكن قيادة الجماعة قامت بمراجعات, وأعلنت تخليها عن العنف, وأفرج عن أغلب أعضائها في 2010 و2011، وغيرت اسمها أخيرا إلى الحركة الإسلامية الليبية للتغيير. القرن الأفريقي: نشطت القاعدة أيضا في القرن الأفريقي منذ تسعينيات القرن الماضي, واستهدفت في 1998 سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا. وقالت الولايات المتحدة إن الصومال بات ملاذا لعناصر القاعدة منذ كان اتحاد المحاكم الإسلامية مسيطرا. وبالنسبة إلى الأميركيين, فإن هذا الأمر بات أكثر وضوحا بعدما شكلت في 2007 حركة الشباب المجاهدين التي انشقت عن المحاكم الإسلامية, وأعلنت مطلع 2010 ولاءها للقاعدة ولزعيمها أسامة بن لادن. جنوب شرق آسيا: تنشط جماعات تتهم بأن لها صلات بتنظيم القاعدة منها جماعة أبو سياف التي تتمركز في جزيرة مندناو بالفلبين, وكانت أسست في 1991. وهناك أيضا الجماعة الإسلامية في إندونيسيا. غرب آسيا: لا يوجد في غرب آسيا جماعات تابعة لتنظيم القاعدة وإنما هناك تنظيمات وحركات موالية له وعلى رأسها حركة طالبان بشقيها الأفغاني والباكستاني، مع العلم أن معلومات تفيد بوجود روابط بين التنظيم والجماعات الإسلامية في الشيشان وبعض دول القوقاز. المصدر: الجزيرة نت