الستين هو الشارع الاكبر في العاصمة صنعاء وربما اليمن كلها من حيث اتساعه والتفافه على خصر العاصمة صنعاء من من جهتي الغرب والجنوب في حين السبعين هو اكبر الميادين في صنعاء وربما اليمن كلها ايضاً وهو ساحة العروض العسكرية والكرنفالية واخيرا ساحة لصلاة الجمعه يقصده انصار الرئيس علي عبد الله صالح ردا على تجمع المطالبين برحيل الرئيس والذين يتجمعون في شارع الستين. في الستين حيث المطالبين برحيل الرئيس واسقاط نظامه تجمعت حشود كبيرة لاداء صلاة جمعة اطلق عليها جمعة الحسم في اشارة الى قرب موعد الزحف على المؤسسات الحكومية لإسقاط النظام سلميا وليس اقل منهم عددا تجمعت حشود أخرى في السبعين لاداء صلاة جمعة الوحدة الاسم الذي أطلقه انصار الرئيس على جمعتهم. ما يجمع بين الجمعتين كانت تهامه حيث خطيبي ألجمعه في الستين والسبعين من ابناء تهامة بمحافظة الحديدة الساحلية المعروفة برقة ابنائها وميلهم للسلام غير ان خطاب الاثنين لم يكن فيه مايجمع وان ورد في السبعين شذرات منه حيث عمد الخطيبين الى استخدام الدين كمحرض سياسي بصورة كبيرة اظهرت مدى الاستغلال البشع للدين من قبل الاطراف المتصارعه في اليمن . موسى يحي المعافا وهو خطيب السبعين حيث انصار الرئيس شن هجوما على ثوار المعارضة حيث قال انهم ثائرون على توجيهات كتاب الله ونبيه المصطفى الذي قال في الصحيحين " اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد حبشي رأسه كأنه زبيبه وقوله أيضا " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني، . واضاف المعافا في خطبتي جمعة الوحدة امام انصار الرئيس صالح ونظامه أن أولئك المفلسون في اشارة الى الطرف الاخر وهم المعارضة يعبثون بأرواح اليمنيين وبمقدرات ومنجزات الأمة، ويتطاولون على أمن واستقرار الوطن ووحدته ". متسائلا أما آن الأوان لهم بالرجوع والعودة إلى جادة الصواب وتحكيم العقل والمنطق وعدم زج الشباب وتغريرهم للزحف إلى المقرات الحكومية والمواجهة بغية سفك الدماء وإزهاق مزيد من الأرواح والضحايا الأبرياء . وتساءل المعافا" إلى أين يذهبون بشباب الأمة، إلى أين يقدمونهم قرابين من أجل الوصول إلى مصالحهم الدنيئة التي ستزول، إلى أين تقدمون شباب الأمة إلى تدمير مبادئهم وقيمهم، تقدموهم إلى الهلاك، كيف تستنصرون وانتم تعيثون فسادا في الأرض، كيف تستنصرون وأنتم تدمرون الأخلاق". ومضى قائلا:" إن الشعب اليوم انقسم إلى قسمين الأول يقول إرحل مخالفا بذلك كتاب رب العالمين ونهج النبي الكريم، فيقولون أرحل فيما تخرج أمه هم أضعاف من يدعون إلى شق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة، أضعاف من يدعون إلى سفك الدماء وترويع الآمنين، ويقطعون السبيل ويمنعون وصول المؤن إلى المدن والقرى، والقسم الثاني مؤيد للأمن والاستقرار ومؤيد للحوار والشرعية الدستورية ". وفي الستين التي كان فيها على المنصة الخطيب التهامي ايضا محمد الباشق لم ينسى ان يوصل رسالة من أبناء تهامة الى المناهضين للرئيس ونظامه مفادها إن صالح قد سقط عمليا وأنه الآن جثة هامدة في دار الرئاسة ورهين محبسه في السبعين حيث لا يستطيع تجاوز هذه المنطقة. الباشق جدد خطاب الساسة حين دعا الأشقاء والأصدقاء إلى رفع الغطاء عن نظام صالح مرحباً بإنسحاب دولة قطر من المبادرة الخليجيين التي قال إنها صيغت وفقاً لأهواء ورغبات صالح ومع ذلك رفض التوقيع عليها. ودعا الباشق المعارضة إلى عدم إفساد دورهم النضالي والثوري في الدخول بمفاوضات وحوارات تطير من عمر النظام وحث المعتصمين على الثبات والصبر حتى تحقيق النصر الكامل، داعيا التجار ورجال الأعمال والموظفين إلى الاستجابة وتفعيل دعوة الثوار للعصيان المدني، معتبراً ذلك أقل واجب يجب تقديمه وفاءاً للشهداء والجرحى. وناشد الباشق كافة المواطنين والأهالي الى شراء حاجياتهم ومتطلباتهم من المحلات التجارية اليوم الجمعة والالتزام بساعات العصيان ابتداء من الثامنة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا للإسهام في إنجاح العصيان المدني . وأكد بأن الدعوة إلى تنفيذ العصيان المدني تأتي بهدف مواصلة الضغط على نظام علي صالح حتى يتم الاستجابة لمطالب الثوار المتمثلة في إسقاط النظام والرحيل الفوري لرئيسه علي صالح، والتوقف عن مزيد من سفك الدماء. جمعة اليوم التي جمعت اثنين من أبناء تهامه لم تجمع قلوب المصلين صوب هدف واحد بل ان احدهم لم يحث على التوحد او الحوار او التألف وذهبا اثنينتهم الى النفخ في النار وتسعير الحرب بلغة لا يمكن وصفها الا بلغة الجاهلية الاولى .