قال مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي-غير الحكومي- أن الارتفاعات السعرية تضع صعوبات في وصول 9 ملايين من اليمنيين الفقراء للغذاء، محذرا مما سيخلفه ذلك من أضرار نفسية واجتماعية مستقبلية لن تتجاوزها اليمن خلال فترة قصيرة. وتسببت الاضطرابات التي يشهدها اليمن منذ أكثر من خمسة أشهر مع موجة الاحتجاجات المنادية بإسقاط النظام في أزمة حياتية متفاقمة في الوقود والكهرباء وضخ المياه نتيجة انقطاع دائم للتيار الكهربائي بفعل أعمال تخريبية وتقطعات ما انعكس سلبا على الأوضاع المعيشية لغالبية اليمنيين بارتفاع أسعار الغذاء بفعل ارتفاع أسعار النقل. ويتركز الاهتمام الدولي والعربي سياسيا واعلاميا باقلية الاحتجاجات السياسية المتبنية لاسقاط النظام في اليمن وربيعها المشوة في ملامحة ، فيما يتجاهل تفاقم الاحتياجات وتعاضم الازمة الحياتية لغالبية اليمنين والذين تعصف بهم ومن قبل بروز الاحتجاجات المنادية باسقاط النظام اوضاع معيشية وإنسانية غاية في السوء تفاقمت اكثر خلال الاشهر الماضية. المركز أوضح في بيان صحفي-تلقت "الوطن" نسخة منه- أن أسعار بعض المواد الغذائية كالقمح والدقيق والسكر والزبادي والحليب ومشتقاته ارتفعت بنسب تترواح بين 40-60%، فيما ارتفعت أسعار مياه الشرب بنسبة 202% وأسعار التنقلات بنسبة تصل إلى 60%. وأكد المركز ان أسعار المشتقات النفطية كالبنزين والديزل وصلت مستويات غير معقولة حيث بلغت نسبة الارتفاع 900%، متجاوزة الأسعار العالمية بكثير، الأمر الذي أدى إلى زيادة في أسعار جميع السلع والخدمات بنسب متفاوتة، وتوقف كثير من القطاع الاقتصادية وبعض الأنشطة الخدمية. ودعا المركز كافة الأطراف لتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية تجاه حالة الانهيار التي يتعرض له الاقتصادي اليمني، والحالة المأساوية التي تتعرض لها الأسر اليمنية الفقيرة، مطالبا عناصر الجيش المسيطرة على منافذ المدن والعقلاء من أبناء القبائل بالسماح بدخول المشتقات النفطية إلى المدن. وكانت منظمة أوكسفام الإنسانية البريطانية اكدت في بيان سابق الأسبوع الماضي أن الاضطرابات المستمرة منذ خمسة أشهر فاقمت الأوضاع الإنسانية السيئة أساساً فى اليمن. وقال مدير المنظمة بالوكالة عزيز العثراوى، "إن الاهتمام يتركز على الحركة الاحتجاجية، إلا أننا نخشى من تفاقم احتياجات الأشخاص العاديين الذين باتوا منسيين وسط هذه الخلافات السياسية". وأكد العثراوى أنه حتى قبل الحركة الاحتجاجية كان هناك سبعة ملايين يمنى يعانون من سوء التغذية "وتفاقمت الأوضاع" بعد بدء الاحتجاجات. وأشار المسئول فى المنظمة إلى أن الغذاء فى اليمن "باهظ الثمن ونادر". وقال العثراوى، إن "الناس يقللون من استهلاك المياه لأن المياه غالية الثمن، فسعر ال1500 ليتر من المياه كان خمسة دولارات وبلغ الآن 20 دولاراً والمياه ليست متوفرة دائماً". ودعا العثراوى الدول المانحة إلى دعم اليمن فوراً وإلى فتح الأبواب أمام وصول المنظمات الإنسانية إلى السكان المحتاجين.