شنت قوات الجيش مدعومة برجال قبائل موالين هجوما هو الاوسع لاستعادة زنجبار، عاصمة محافظة أبين جنوبي اليمن، من المسلحين التابعين لتنظيم "القاعدة". وقال مسئول محلي إن" وزارة الدفاع أرسلت تعزيزات تشمل دبابات وراجمات صواريخ و500 جندي إضافي" إلى زنجبار. وأضاف أن هذه القوات بدأت مهاجمة المدينة تحت ستار من القصف المكثف بالدبابات والهجمات الصاروخية من السفن بهدف تحرير الفيلق ال25 خارج زنجبار الخاضع للحصار منذ شهر". واثارت اعمال العنف الناجمة عن سيطرة مسلحين مرتبطين ب "القاعدة" على زنجبار كبرى مدن محافظة ابين في جنوب اليمن حفيظة القبائل التي بدات حشد قواها ضد التنظيم بعد ان كان موضع ترحيب في السابق. ويواجه "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تحديات عدة قد تعيق نشاطه في مدن جنوبية يتخذها نقاط انطلاقه وخصوصا محافظتي ابين وشبوة. ونقلت وكالة فرانس برس عن الزعيم القبلي الشيخ محمد النخعي قوله ان مسلحي قبائل ابين تمكنوا خلال الايام الستة الاخيرة من طرد مقاتلي القاعدة من عدة اماكن كانت خاضعة لسيطرتهم. واضاف ان القبائل "شكلت تحالفا في ابين لطرد القاعدة لأسباب عدة منها شعورهم بخطورة وجود هذه العناصر في مناطقهم واراضيهم". وبسبب معارضتها للسلطة المركزية في صنعاء، رحبت قبائل الجنوب بالقاعدة خلال الاعوام المنصرمة كما ان عددا من ابنائها انخرط في صفوف التنظيم. وتابع النخعي زعيم قبيلة النخعين ومدير عام بلدة مودية ان "بلدتنا كانت سباقة في طرد عناصر القاعدة بسبب مشكلة بسيطة استفزت القبائل". واشار الى "اشتباكات اثر قيام مسلحين من قبلية آل وليد باسترجاع سيارة تابعة لنائب مدير امن ابين وهو من ابناء القبيلة بعد ان استولت عناصر القاعدة عليها اثناء سيطرتهم على مدينة زنجبار اواخر ايار(مايو) الماضي". ولعل رفع القاعدة السلاح بوجه قبيلة آل وليد دفع كافة قبائل مودية الى استحداث نقاط تفتيش ومنع القاعدة من المرور في اراضيهم بعد ان كانت المدينة مركزا اساسيا لهم. واكد النخعي ان "القاعدة الآن في وضع حرج جدا لانها لم تتوقع بانها ستتعرض لمثل هذه المضايقات التي ستحد من نشاطها بشكل كبير كون ابين تشكل منطقة استراتيجية لها بحكم موقعها القريب من عدن". واضاف ان "قبائل مودية تمكنت من تطهيرها من عناصر القاعدة والحال كذلك في بلدة المحفد وامتد هذا الامر الى الوضيع وجعار". وتابع النخعي ان"الوضع المأسوي في زنجبار كان ايضا من دوافع اقامة التحالف القبلي المناوئ للمتطرفين الذين تسببوا في تشريد عشرات الآلاف من سكان زنجبار وتدمير البنية التحتية وتحويلها الى خراب". يذكر ان مسلحين يطلقون على انفسهم تسمية "انصار الشريعة" سيطروا في 29 ايار(مايو) الماضي على زنجبار الامر الذي دفع السكان الخائفين الى مغادرتها. من جهته، اعتبر مسؤول عسكري ميداني في ابين مشاركة القبيلة كطرف في محاربة القاعدة "عنصرا مهما في مكافحة التنظيم المتطرف". ( وكالات )