اعتبر معارض يمني بارز ان الموقف الذي اتخذته قيادات جنوبية وردت أسمائها ضمن قوام المجلس الوطني الذي أعلنت احزاب تكتل المشترك المعارضة بقيادة الإخوان تشكيله الأربعاء الماضي قبل ان يتعرض لمذبحة سياسية بإعلان الأكثرية من أعضائه ال 143 رفضهم له وانسحابهم من عضويته لأسباب عديدة ، بأنه كان مفاجئا ،موضحا ان هذا الموقف يتجه صوب فصل الجنوب عن الشمال وهو الأمر الذي قال ان المعارضة اليمنية لايمكن لها القبول به. ونقلت جريدة "البيان الإماراتية " يوم الأحد عن القيادي في المعارضة اليمنية- لم تسميه- قوله ان المعارضة أبلغت هؤلاء القادة بإدراج أسمائهم في عضوية الجمعية الوطنية ومن ثم في المجلس الوطني واتفقت معهم على الاستمرار في الحوار وإبقاء باب الانضمام إلى عضوية الجمعية الوطنية مفتوحا. وأوضح انه« فيما يخص مستقبل الوضع في الجنوب، فقد ابلغوا ان المجلس مهمته انجاز الثورة وإسقاط النظام وليس تحديد مستقبل البلاد» . وأضاف القيادي المعارض : «قلنا للإخوة في المعارضة الجنوبية انه وبعد نجاح الثورة في إسقاط النظام يجلس الجميع على طاولة الحوار لمناقشة شكل الدولة الجديدة وطبيعتها وكان هناك تفهم واضح لذلك لكن الموقف الجديد كان مفاجئا وربما انه كشف عن توجهات مغايرة لما كنا نناقشه وهي في الأخير تصب باتجاه فصل الجنوب عن الشمال وهو مالا نستطيع القبول به». وطبقا لمصادر سياسية فان الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر العطاس الذين كانا على قائمة الانسحاب الجماعي من أبناء المحافظات الجنوبية وقيادات الحراك في الداخل والخارج "يريدان اتباع النموذج السوداني في فصل الجنوب عن الشمال من خلال الاقرار باقامة دولة اتحادية بين اقليمين خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ثم المطالبة باستفناء على حق تقرير المصير يؤدي في النهاية الى قيام دولة في الجنوب , في حين يطالب نائب الرئيس اليمني السابق بانفصال فوري وقال في تصريح له ردا على انشاء المجلس الوطني انه سيظل يتمسك بانفصال الجنوب حتى لو بقي وحيدا في هذا الامر" . ونقلت "البيان" عن الشيخ سالم عبد الله باقطيان خطيب جامع الشهداء اكبر مساجد مدينة المكلا بمحافظة حضرموت قوله انه «آن الأوان أن تستعيدَ الأجيالُ الحضرمية هويتها وخصائصها وثقافتها وتاريخها وتطالب بحقوقها» , وفي محاضرة له قال باقطيان: «لقد مرت أربعةٍ وأربعون عاماً على تبعية حضرموت لعدن أولاً، ثمّ لصنعاء ثانياً، حاولت خلالها حكومة الجبهة القومية أولاً، ثمّ حكومة الوحدة ثانياً طمس الهوية الحضرمية، وإلغاء خصائص حضرموت بشتى الأساليب والمناهج والوسائل». وبحسب مراقبون فإن الأطراف السياسية في ساحة المعارضة تعثرت في مهمتها قبل أن تبدأ، وأظهرت أن الأزمة الداخلية في اليمن لا تزال تلقي بظلالها ليس فقط على العلاقة بين السلطة والمعارضة ، بل وعلى المعارضة نفسها. ويخشى المراقبون من استمرار الأزمة التي تعصف باليمن منذ ستة أشهر وانعكاساتها على الاستقرار في البلاد ووحدة أراضيها في غياب الحوار ، مع دخول مرحة من الفرز والتقاسم على أساس "شمالي –جنوبي" كمحاولة لإحياء المجلس الوطني الذي ولد ميتا وفي ظل جبهات من الصراع المسلح في أكثر من منطقة، الأمر الذي يعد خطوة نحو تمزق الجبهة الداخلية أكثر وأكثر ودخول البلاد في أزمات سياسية عميقة بعد التغيير المنشود إذا ما تم إنجازه ، كما أن من شأنه ان يؤدي الى قيام عدة دويلات داخل البلد الافقر في منطقة الشرق الاوسط والذي يزيد عدد سكانه عن خمسة وعشرين مليون نسمة .