نقلت جريدة البيان الإماراتية عن قيادي بارز في المعارضة اليمنية اليوم الأحد قوله إن موقف الجنوبيين المنسحبين من عضوية المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية «كان مفاجئاً». وأكد القيادي الذي لم تنشر الصحيفة اسمه إن المعارضة أبلغت القادة الجنوبيين بإدراج أسمائهم في عضوية الجمعية الوطنية ومن ثم في المجلس الوطني واتفقت معهم على الاستمرار في الحوار وإبقاء باب الانضمام إلى عضوية الجمعية الوطنية مفتوحاً. وفيما يخص مستقبل الوضع في الجنوب، قال القيادي المعارض أبلغنا الجنوبيين أن المجلس مهمته إنجاز الثورة وإسقاط النظام وليس تحديد مستقبل البلاد. وأضاف «قلنا للأخوة في المعارضة الجنوبية انه وبعد نجاح الثورة في إسقاط النظام يجلس الجميع على طاولة الحوار لمناقشة شكل الدولة الجديدة وطبيعتها وكان هناك تفهم واضح لذلك لكن الموقف الجديد كان مفاجئا وربما انه كشف عن توجهات مغايرة لما كنا نناقشه وهي في الأخير تصب باتجاه فصل الجنوب عن الشمال وهو مالا نستطيع القبول به» وكان قد أعلن 24 قياديا جنوبيا رفضهم المشاركة في المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكلته المعارضة الأربعاء الفائت إلا بعد الإقرار بمطالبهم. وعشية الاجتماع الأول للمجلس الوطني فجر 23 من ابرز القيادات في الجنوب قنبلة سياسية من العيار الثقيل بينهم الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس ورئيس حزب الإصلاح في حضرموت محسن باصرة ووزعوا بيانا رفضوا فيه المشاركة في المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، قائلين «لقد فوجئنا بإعلان أسمائنا في قوام المجلس دون علمنا والاتفاق المسبق معنا لمعرفة رأينا وموقفنا قبل إعلان الأسماء». وأكد موقعو البيان إن «عملية تشكيل المجلس الوطني من قبل تكتل أحزاب اللقاء المشترك قد جرى سلقها بعجالة ودون سابق إعداد وتحضير جيد، وقد طغى عليها الجانب العشوائي والانتقائي»، وطالب المعارضون الجنوبيون بان «تكون تشكيلة المجلس بالمناصفة بين شمال اليمن وجنوبه في المرحلة الراهنة لما للقضية الجنوبية من أهمية في حل مشكلات اليمن الراهنة. وفي بيان منفصل، انضم هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام الموقوفة ليصبح العضو ال24 من الجنوبيين الرافضين للمجلس، معلناً اعتذاره عن المشاركة بسبب «عدم استشارته مسبقا لضم اسمه، وعدم إطلاعه على صيغة المبادئ والسياسات المرسومة للجمعية الوطنية لقوى الثورة». وأضاف : «كما وأن التجاهل للقضية الجنوبية والحراك السلمي وشهداؤه وجرحاه والخسائر المادية الجسيمة يتصدر قراري بالاعتذار». وفي هذا السياق، نسبت جريدة البيان الإماراتية لمصادر سياسية قولها إن الرئيسين علي ناصر والعطاس يريدان إتباع النموذج السوداني في فصل الجنوب عن الشمال من خلال الإقرار بإقامة دولة اتحادية بين إقليمين خلال فترة انتقالية مدتها خمس سنوات ثم المطالبة باستفتاء على حق تقرير المصير يؤدي في النهاية إلى قيام دولة في الجنوب. في حين يطالب نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض بانفصال فوري وقال في تصريح له ردا على إنشاء المجلس الوطني انه سيظل يتمسك بانفصال الجنوب حتى لو بقي وحيدا في هذا الأمر .
وكان الشيخ سالم عبد الله باقطيان خطيب جامع الشهداء اكبر مساجد مدينة المكلا بمحافظة حضرموت قد قال انه «آن الأوان أن تستعيدَ الأجيالُ الحضرمية هويتها وخصائصها وثقافتها وتاريخها وتطالب بحقوقها» طبقاً للصحيفة ذاتها. وفي محاضرة له قال باقطيان: «لقد مرت أربعةٍ وأربعون عاماً على تبعية حضرموت لعدن أولاً، ثمّ لصنعاء ثانياً، حاولت خلالها حكومة الجبهة القومية أولاً، ثمّ حكومة الوحدة ثانياً طمس الهوية الحضرمية، وإلغاء خصائص حضرموت بشتى الأساليب والمناهج والوسائل».