كما جرت عليه العادة في اليمن منذ نحو (10) شهور مضت احتشد أنصار المعارضة اليمنية اليوم الجمعة في استعراض جديد للقوة بشارع الستين بالعاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية ، وكسابقاتها ردد المحتجون في جمعة أطلقوا عليها اسم "وما النصر إلا من عند الله". هتافات مناوئة للرئيس صالح مطالبين بإسقاط نظامه ومتعهدين في ذات الوقت بمواصلة السير في الثورة حتى تحقيق مطالبهم برحيل النظام ، غير ان نكهة جمعة أنصار المعارضة تميزت بظهور رجل الدين المتطرف والقيادي في حزب الإصلاح (اكبر احزاب المعارضة في اليمن ) الدكتور / عبدالوهاب الديلمي والمشهور بفتوى الحرب الأهلية واستباحة الجنوب وقتل الاشتراكيين صيف العام 1994م والتي لازلت تشكل جرحا نازفا للجسد اليمني . القيادي في حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين ) الديلمي هاجم في ظهوره الثاني بشارع الستين ( الأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية التي تمارس الظلم ضد شعوبها وإجبارهم على طاعتهم طاعة عمياء)، كما خاطب المحتجين خطابا دينيا مؤكدا لهم ( أن النصر لات لا محالة,) كما ذكرهم ( بوعد الله الذي ينصر المظلومين وأصحاب الحق,) وطالب الخطيب والقيادي المعارض الديلمي من المشاركين في جمعة الستين عدم الاستعجال قائلا: " ولا تستعجلوا النصرمن الحليم الذي لا يعجل". وعقب صلاة جمعة الستين شيع المشاركون هناك جثامين عشرة اشخاص سقطوا في مواجهات مسلحة بين طرفي الأزمة ، بينهم جثة الطفلة وفاء احمد محمد الاصبحي والمسئول المالي لقناة السعيدة الفضائية فؤاد الشميري. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه اليمن موجة اضطرابات عاصفة بين السلطة والمعارضة مع تحشيد اطراف الأزمة لمنزلق ينذر بكوارث اقتصادية واجتماعية وأمنية وتفاقم للأوضاع الانسانية لملايين اليمنيين.