أعلن الجيش السوداني سيطرته على قاعدة رئيسية بولاية جنوب كردفان الحدودية أمس السبت، في حين نفى الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال صحة هذه الادعاءات. فقد أكد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد في تصريح هاتفي لوكالة رويترز للأنباء أن الجيش هاجم وسيطر على قاعدة للجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال عند الساعة 4:30 مساء السبت بالتوقيت المحلي في منطقة بحيرة الأبيض جاو. وأضاف أن القوات المسلحة استولت أيضا على كميات من الأسلحة والذخائر والمعدات وقتلت وجرحت عددا من متمردي الحركة الشعبية كما "فقدت عددا من جنودها شهداء وجرحى"، لافتا إلى أن "هذه المنطقة إستراتيجية لأنها منفذ الإمداد للمتمردين على جنوب السودان". من جانبه نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان في جنوب كردفان قمر دلمان وجود جنود للجيش الشعبي في تلك المنطقة لأنها تابعة لجنوب السودان وفقا لحدود 1956، مشيرا إلى أن حدودا داخلية رسمت قبل فترة وجيزة من استقلال السودان، بينما لم يعلق جيش جنوب السودان على هذه الأنباء. وكان الجيش السوداني قد أعلن يوم الخميس الماضي تحرير منطقة طروجي بولاية جنوب كردفان من الحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال، إضافة إلى مناطق حررها سابقا وهي مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق في الثالث من الشهر الماضي، ومنطقة ديم منصور جنوب المدينة الواقعة بولاية النيل الأزرق في الحادي والعشرين من الشهر نفسه. وكانت الاشتباكات قد اندلعت بين الجيش السوداني ومقاتلي ما بات يعرف بعد انفصال الجنوب رسميا باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال بولاية جنوب كردفان منذ يونيو/حزيران الماضي مما أسفر عن تشريد نحو 700 ألف ومقتل عدد كبير من الطرفين. وتقع ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان إلى شمال خط الحدود الدولية الجديد بين السودان ودولة جنوب السودان، غير أنهما تضمان أعدادا ضخمة من المؤيدين للحركة الشعبية لتحرير السودان التي تعتبر الحزب الحاكم حاليا في الجنوب. وتتهم الخرطوم جوبا بدعم المتمردين، في إشارة إلى مقاتلي الجيش الشعبي لتحرير السودان-قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق الذين عملوا كمستشارين لجيش المتمردين الجنوبي أثناء الحرب الأهلية، لكن تم تركهم على الجانب الشمالي من الحدود عند انفصال الجنوب رسميا في سبتمبر/أيلول الماضي. وكان جنوب السودان قد صوت بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء حق تقرير المصير المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي وضعت حدا لحرب داخلية استمرت سنوات وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف. المصدر: وكالات