التطورات متسارعة بشكل متلاحق جدا في السودان.. فقد أعلن الرئيس "عمر حسن البشير" حالة الطوارئ في ولاية النيل الأزرق جنوبي البلاد، وقام تعيين حاكماً عسكرياً عليها بعد يومين من إندلاع القتال فيها بين الجيش وجيش جمهورية جنوب السودان المستقلة حديثا. الإشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الحركة الشعبية "قطاع الشمال" في ولاية النيل الأزرق بدأت الخميس،وقد تجددت اليوم، حيث تبادل المسؤولون في كل من السودان وجمهورية جنوب السودان الإتهامات بالمسئولية عن إندلاع القتال. وما يخشاه المراقبون هو إتساع دائرة القتال لتشمل مناطق شهدت إشتباكات في المرحلة الأخيرة، ومنها جنوب كردفان وآبيى. وأوضحت المصادر أن الاشتباكات المتواصلة منذ أمس في منطقة الدمازين قد تنذر بوقوع حرب. حاكم ولاية النيل الأزرق قال إن مواقع الجيش الشعبي بالدمازين بما فيها منزله تتعرض لهجوم من قبل الجيش السوداني، وإن الجيش الشعبي يرد على الهجوم. وأضاف أن المواجهات إندلعت عندما أطلق الجيش السودانى النار على ثلاث عربات تابعة للحركة الشعبية كانت تغادر الدمازين في طريقها إلى الكرمك، كما إتهم الجيش السوداني بتكثيف تعزيزاته بالدمازين منذ خمسة أيام. من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد إن قوات الجيش الشعبي التابعة للحركة الشعبية - التي تحكم جمهورية جنوب السودان والموجودة في ولاية النيل الأزرق بشمال السودان- نفذت هجمات على مدينة الدمازين عاصمة الولاية وأكثر من أربع مناطق أخرى خارج المدينة. وأضاف أن الجيش الشعبي حشد قواته للقيام بهجوم متزامن على عدد من وحدات الجيش السوداني، لكن الجيش السوداني تمكن من السيطرة على القوات المهاجمة وسيطر على المدينة بالكامل. كما قالت وزيرة الدولة بوزارة الإعلام السودانية "سناء حمد" إن القوات المسلحة السودانية سيطرت على الوضع داخل مدينة الدمازين مع الساعات الأولى لفجر اليوم. وأفادت الوزيرة بأن القوات السودانية تصدت لهجوم منظم من قبل قوات الحركة الشعبية على أفراد الجيش في مناطق أم جرفة وأولو والتعلية، مع تحرك عسكري للحركة الشعبية من دندرو باتجاه مدينة الدمازين. مصادر حكومية قالت إن الحركة الشعبية أجلت أسر عوائل قيادييها من مدينة الدمازين إلى منطقة الكرمك إستعداداً للهجوم على ما يبدو، وطالبت الحكومة مقاتلي الحركة بتسليم أنفسهم للجيش وإلا فسيتم إعتقالهم. وفي الأثناء قال الجيش السوداني إن 14 مدنياً قتلوا وجرح 11 آخرون في هجوم نفذه الجيش الشعبي لتحرير السودان بجنوب كردفان على منطقة مرونجي جنوبي الولاية. من ناحية أخرى، قال رئيس الحركة الشعبية في ولاية جنوب كردفان عبد العزيز آدم الحلو إن حركته لن تأخذ إعلان الرئيس السوداني عمر حسن البشير وقف إطلاق النار في المنطقة من جانب واحد مأخذ الجد.