باشر سفراء كلا من الاتحاد الأوروبي والدولة الدائمة العضوية ومجلس التعاون الخليجي المعتمدين لدى اليمن الراعيه بلدانهم لاتفاق التسوية ،يوم الثلاثاء ،زيارة ميدانية لمدينة تعز التي شهدت اضطرابات دامية خلال الفترة الماضية لتقصي أوضاع المحافظة ومدى التزام أطراف الأزمة في تنفيذ المبادرة الخليجية والية تنفيذها بعد أسابيع من توقيعها بالرياض وتحقيق تقدم في خطواتها الأولى على طريق إنهاء الصراع العاصف بالبلاد منذ احد عشر شهرا. *يدشنون من تعز زيارات ميدانية ودشن السفراء مهمتهم بلقاء جمعهم مع المسئولين في المحافظة ولجنة التهدئة وممثلين عن اللجنة العسكرية بعد غياب ممثلي أحزاب المشترك المعارضة سابقا –الحاكمة حاليا ،نتيجة ما قالت انه " إحاطة الزيارة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية بالكتمان الشديد ووضعت برنامج خاص بما لا يتلائم من ابعاد الزائرين من الاطلاع عن كثب لما حدث من تدمير للمحافظة ومقابلة اسر الشهداء والجرحى فضلا عن تغيير مكان اللقاء وبشكل مفاجئ وطارئ" . وأشار المشترك الحاكم إلى: إن السلطة المحلية وقوات الأمن بتعز عملت على إعاقة قادة الأحزاب من اللقاء بالوفد الزائر للمدينة ، حيث ابلغوا بداية بان مكان اللقاء سيكون في منتزه الشيخ زايد بجبل صبر غير ان الوفد وقيادات المحافظة كانوا في طريقهم الى فندق سوفتيل . اللقاء الذي جمع السفراء بالمسئولين والمعنيين في تعز جرى خلاله مناقشة ما توصلت إليه اللجنة العسكرية من نتائج في الميدان العملي على طريق التهدئة ووقف إطلاق النار، وسحب المليشيات المسلحة والوحدات العسكرية من داخل مدينة تعز والمواقع المستحدثة. *أين ذهب السلاح أو المسلحين؟ محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي اوضح في اللقاء أن الوضع في مدينة تعز يتطلب حسم الكثير من القضايا منها وقف إطلاق النار وقفا حقيقيا وإعادة المظهر الطبيعي للمدينة وإزالة أسباب التوتر الصانعة للأجواء الساخنة. وأكد أن الأحداث في تعز مرتبطة ارتباطا مباشرا بالأحداث في العاصمة صنعاء, وان ما تشهده تعز حاليا من تهدئة هو نتاج لهدنه وليس حلا شاملا للمشكلة. وقال" لا نستطيع أن نقول أننا وصلنا إلى حل حازم في تعز إلا إذا حلت الإشكالات في العاصمة صنعاء". ولفت إلى أن " الأسباب التي أدت إلى المشاكل في تعز ما زالت قائمه " .. وقال " نحن انهينا المظاهر المسلحة لكن لا نعلم أين ذهب السلاح أو المسلحين ". وطالب محافظ تعز من قائد الفرقة الأولى مدرع المنشقة بممارسة ضغطا مباشرا على المسلحين وقادتهم بتعز وإعادتهم إلى وحدتهم وان يتولى الأمن مسئولياته في حماية أمن المواطن واستقراره. معتبرا انه " بدون ذلك فلا أمن ولا آمان في ظل وجود السلاح حتى المبادرة الخليجية نفسها ستظل غير آمنه في ظل تواجد السلاح ". كما طالب بنزع سلاح جميع العناصر المسلحة وإعادة الجيش إلى ثكناته وعودة عناصر الفرقة الأولى إلى وحداتهم, والتدخل لإنهاء الحملات الإعلامية التي تؤجج الأوضاع وإطلاق سراح كافة المعتقلين والمختطفين من الجانبين. وقال المحافظ الصوفي إن محاربة البطالة والفقر بمحافظة تعز سيكونان عنوانا بارزا للتفكيك الحقيقي لمسببات الأزمة. موضحا أن تعز حاليا تعيش في حالة سبات نتيجة لتوقف المشاريع الإستراتيجية والهامة فيها وأهمها مشروع تحليه مياه تعز إب ومشروع توسعة مطار تعز الدولي ومشروع المدينة الطبية وتوسعة ميناء المخأ. وعبر محافظ تعز عن أمله دعم الأشقاء والأصدقاء في استئناف العمل بهذه المشاريع وإيجاد المشاريع الاستثمارية المنتجة لامتصاص البطالة ومحاربة الفقر. *دعما لابناء تعز ومحاسبة اي طرف يعيق الحل سفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن من جانبهم عن سعادتهم بزيارة مدينة تعز. مؤكدين حرصهم ودعمهم اللامحدود في تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية على أرض الواقع دون مماطلة أو تسويف أو وضع العراقيل من أي طرف كان. وأكدوا أن زيارتهم لمدينة تعز تكتسب أهمية خاصة كونها أكثر المدن تضررا جراء الأزمة وللوقوف أمام جهود اللجنة العسكرية المشكلة من نائب رئيس الجمهورية والخاصة بوقف إطلاق النار وإعادة الوحدات العسكرية إلى ثكناتها ورفع المليشيات المسلحة من شوارع وأحياء المدينة وإعادتهم من حيث أتوا. وقال السفراء" إن هذه الزيارة تأتي لتظهر الدعم الإقليمي والدولي لأبناء تعز والالتزام بدعم اللجنة العسكرية والأمنية لمواصلة مهامها في تحقيق الأمن والاستقرار وإعادة السكينة داخل المدينة وحتى نرى وضع آمن ومستقر في كل أرجاء اليمن" . مشيرين إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 واضح جدا في محاسبة أي جهة تعمل على إعاقة تنفيذ الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية. فيما استعرض عضو لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار اللواء الركن دكتور ناصر عبدربه الطاهري ومدير أمن تعز العميد الركن عبد الله قيران، أعمال اللجنة وما توصلت إليه من نتائج في تحقيق الهدنة ووقف إطلاق النار وسحب المسلحين ووحدات الجيش من مدينة تعز وإعادة تسليم كافة المنشآت الرسمية. وأكدا أن اللجنة قطعت شوطا كبيرا في انجاز المهام الموكلة إليها من خلال العمل كفريق واحد مع جميع الأطراف. وبحسب وكالة سبأ الرسمية فقد التقى السفراء أيضا بممثلي أحزاب اللقاء المشترك وممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب والجمعيات، لكن بيان لم يصدر حتى الآن عن نتائج اللقاء لاسيما مع تأكيد الأحزاب في تصريحات سابقة اليوم بتعذر اللقاء نتيجة موانع السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية.