تعثرت المفاوضات بين الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي في ردم الهوة الفاصلة بين رؤيتي روسيا والغرب حول سوريا، وفشل الطرفان في التوافق حول مشروع قرار معدّل قدمته موسكو واعتبرته واشنطن وباريس وبرلين بأنه غير كاف خلال جلسة المفاوضات الشاقّة التي استغرقت أربع ساعات، إلا ان روسيا أظهرت تشدداً غير مسبوق في تصريحات حادة اعتبرت خلالها أن أي عقوبات على سوريا «خط أحمر» وأي تدخل عسكري «لن يحصل على اي تفويض من مجلس الامن»، في وقت قررت دول الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصا وثماني منظمات أو مؤسسات سورية. وقال دبلوماسيون ان المفاوضات حول مشروع القرار الروسي المعدل بشأن سوريا لم تسمح الليلة قبل الماضية بالاقتراب من اتفاق على القيام بأي تحرك دولي لوقف الاضطرابات في هذا البلد. ولم تدل روسيا بأي تصريح الليلة قبل الماضية حول مناقشات مجلس الأمن، لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد أمس ان موقف الدول الغربية تجاه سوريا «منحاز الى طرف واحد». واكد لافروف ان روسيا سترفض نشر اي قوات في سوريا او فرض اي عقوبات عليها. وقال: «بالنسبة لنا الخط الاحمر واضح. لن ندعم فرض اي عقوبات»، مؤكدا ان اي دولة ترغب في اي تدخل عسكري في سوريا «لن تحصل على اي تفويض من مجلس الامن الدولي». وقال لافروف ان روسيا ستستخدم حق النقض لمنع اي مقترحات للتدخل العسكري في سوريا، بعدما عبر امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف. وقال لافروف إن بلاده التي تتعرض لانتقادات لبيعها أسلحة لسوريا لا تنوي تبرير أفعالها للولايات المتحدة. وأضاف: «لا نرى أنه من الضروري تفسير أنفسنا أو تبرير أنفسنا لاننا لا ننتهك أي اتفاقيات دولية ولا أي قرارات لمجلس الامن (التابع للامم المتحدة)». من جهتها، اعتبرت الولايات المتحدة ان مشروع القرار الروسي يستدعي «المزيد من الجهود» للتوصل الى نص يدين نظام الرئيس بشار الاسد. وأعلن الناطق باسم الخارجية الاميركية مارك تونر بشأن مشروع القرار الروسي «من الواضح انه يتعين بذل المزيد من الجهود وفقا لما رأيناه حتى الآن». واضاف: «سنعمل بهدف التوصل الى قرار يلقي المسؤولية على نظام الاسد، ويدعم بالتأكيد جهود جامعة الدول العربية ايضا». ورأت فرنسا ان مشروع القرار الروسي الجديد «بعيد جدا عن الاستجابة لحقيقة الوضع» القائم في سوريا، في حين قالت برلين انه «لا يصل الى حيث يجب ان يصل». وقبل بدء المشاورات، قالت الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا ان مشروع القرار الروسي غير مقبول. وصرح دبلوماسي غربي من احدى الدول الاعضاء ان «المشاورات استمرت لاكثر من اربع ساعات لكنها لم تتناول الا فقرات مقدمة النص». في الأثناء، قررت دول الاتحاد الاوروبي فرض عقوبات جديدة على 22 شخصا وثماني منظمات او مؤسسات اضافية بسبب تواصل اعمال القمع، حسبما افادت مصادر دبلوماسية. واتخذ القرار على مستوى دبلوماسيين يمثلون دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل، ومن المفترض ان يتم تبنيه رسميا الاثنين المقبل خلال اجتماع لوزراء الخارجية في بروكسل. واشار احد الدبلوماسيين الى انه «طالما القمع متواصل فسنقوم بتشديد اجراءاتنا». وستشمل الاجراءات الجديدة تجميد الودائع ومنع السفر الى اوروبا، مما يوسع اللوائح السوداء الموجودة. وهي السلسة الحادية عشرة من العقوبات الاوروبية ضد سوريا. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن بلاده تتطلع إلى لعب دور قيادي في العقوبات.( وكالات )