خاص - أعلنت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال رسميا في وقت مبكر يوم السبت عن توقف العملية الإنتاجية والتصدير ، جراء التفجير الذي استهدف ليل الامس أنبوب الغاز الرئيسي الذي يربط بين القطاع 18 ومحطة التسييل في بلحاف على خليج عدن جنوبي اليمن. وفيما أكد شهود عيان ل"الوطن" استمرار جهود إخماد النيران المشتعلة في الأنبوب ، تبنى تنظيم القاعدة عملية التفجير ،وقال أنها رد على غارات أمس التي استهدف عدد من مسلحيه. الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال أكدت في بيان تلقته "الوطن" تعرض أنبوب الغاز الرئيسي الذي يربط بين القطاع 18 ومحطة التسييل في بلحاف لعملية تخريبية. وقالت "حدث الانفجار في تمام الساعة العاشرة مساء يوم الجمعة الموافق 30 مارس 2012 في منطقة صحراوية وعلى بعد 40 كم شمال محطة تسييل الغاز في بلحاف". وأكدت الشركة في بيانها أن الانفجار "لم يتسبب بوقوع ضحايا، غير ان العملية الإنتاجية توقفت جراء الحادث". مضيفة" أن الخسارة الناتجة عن توقف الإنتاج من المتوقع أن تكون محدودة في أربع شحنات تصديرية حيث كان من المقرر توقيف المحطة في 15 إبريل لتنفيذ أعمال صيانة سنوية للمحطة". إلى ذلك أكد شهود عيان ل"الوطن" أن السنة اللهب الناتجة عن التفجير واحتراق الوقود، لا تزال حتى الساعات الأولى من صباح السبت مشتعلة ، وان جهود إخماد الحريق مستمرة . وفي تطورات متلاحقة أعلن أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة باليمن مسئوليته عن تفجير أنبوب الغاز المسال في شبوة مساء أمس الجمعة. وقال أنصار الشريعة في رسالة مقتضبة وزعت لصحفيين محليين ومراسلين" أن المجاهدين قاموا مساء الجمعة بتفجير أنبوب الغاز المسال في بلحاف ردا على القصف الأمريكي بالطيران على منطقة عزان بمحافظة شبوة". واضاف التنظيم"إن ما حدث في شبوة تتحمل مسئوليته أمريكا الصليبية وعبدها المطيع في صنعاء". وكانت مصادر محلية وصفت في تصريح سابق ل"الوطن" الانفجار الذي وقع بوقت متأخر من مساء الجمعة في مديرية رضوم ،جوار منطقة التصدير في بلحاف ب"الضخم والكبير " ،مشيرة إلى ان أعمدة الدخان نتيجة الانفجار والسنة اللهب المشتعلة شوهدت من على بعد نحو (150) كلم من مكان استهداف الأنبوب الممتد من مأرب الى ميناء التصدير في بلحاف بشبوة. وجاء الانفجار بعد ساعات على مقتل عدد من مسلحي تنظيم القاعدة في غارة جوية استهدفت سيارة لعناصر التنظيم في مفرق عزان- الحوطة بمحافظة شبوة، وكذا مبنى في مدينة عزان التي يسيطر عليها مسلحو القاعدة ما يسمى "أنصار الشريعة". وافادت مصادر بشبوة أن من بين القتلى قيادات كبيرة وخبراء متفجرات احدهم يحمل الجنسية السورية. وفي منتصف شهر أكتوبر 2011 تعرض أنبوب الغاز التابع للشركة لعمل تخريبي وتمت إعادة إصلاحه بشكل سريع مما ساعد على التسليم الكامل لشحنات الغاز المتعاقد عليها سنوياً. ورغم ذلك الحادث والاضطرابات التي خلفتها الازمة الطاحنة باليمن منذ مطلع العام الماضي 2011 ، نجحت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في تصدير 106 شحنة من الغاز الطبيعي المسال بنهاية عام 2011، مما يعني وفائها وبنسبة 100% بالتزاماتها تجاه المشترين. يُشار إلى أن الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال قامت بتصدير 60% من إنتاجها خلال العام 2011 إلى السوق الآسيوية، وَ 15% إلى السوق الأوروبية وَ 25% إلى الأسواق الأمريكية. كما قامت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في العام ذاته باستيراد 50,000 طن من الغاز المنزلي لمساعدة اليمن في تغطية النقص الحاد لتلك المادة. ونصّت اتفاقية بيع وشراء الغاز المبرمة في العام 2005 بين الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وشركة توتال للغاز والطاقة على أن تتجه صادرات الغاز الطبيعي المسال اليمني بصورةٍ رئيسية إلى أسواق خليج المكسيك وغرب أوروبا. ولكن منذ بداية الإنتاج في العام 2009، يتم تحويل 15 شحنة سنوياً إلى أسواقٍ آسيوية ذات مردودٍ اقتصاديٍ أعلى. ونظراً لاستمرار تدني أسعار الغاز في السوق الأمريكية، فقد اتفقت الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وشركة توتال للغاز والطاقة مؤخرا على زيادة عدد الشحنات المحوّلة بمعدل 20 شحنة أخرى إلى كوريا خلال الأعوام 2012، 2013 و 2014. وبموجب الاتفاق الجديد، يتم بيع الغاز الطبيعي المسال إلى شركة كوجاز بحسب السعر الحالي للسوق. وستساهم هذه الإضافة في عدد الشحنات المحوّلة في رفع عائدات الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال والحكومة اليمنية بشكل كبير. كما ستقوم كلا من الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال وشركة توتال للغاز والطاقة برفد السوق المحلي بحوالي 150,000 طن من البنزين خلال الأعوام 2012، 2013 و2014.