أعلن الرئيس السوداني عمر البشير الاحد سريان أحكام الطوارئ في المناطق الحدودية مع جنوب السودان في ولايات جنوب كردفان والنيل الابيض وسنار، وفق ما نقلت وكالة الانباء السودانية الرسمية،ويعد هذا الاعلان كنتيجة لتدهور الاوضاع الامنية وبروز العديد من التوترات خاصة بعد احتلال قوات الجنوب منطقة هجليج النفطية الحدودية التابعة للشمال. وتصاعد التوتر بين الخرطوم وجوبا في ظل الخلاف حول مسائل بقيت عالقة عند التقسيم، وفي طليعتها وضع المناطق الحدودية المتنازع عليها وتقاسم الواردات النفطية. ومنذ اندلاع العنف في ابيي، فر نحو 110 الاف شخص الى جنوب السودان وفق الامم المتحدة. وتسيطر الخرطوم اليوم على هذه المنطقة رغم ان نحو اربعة الاف جندي اثيوبي تابعين للامم المتحدة ينتشرون فيها. ويبدو أن النزاع على منطقة ابيي كان المنطلق الفعلي لترتفع حدة التوتر بين شمال السودان وجنوبه، اذ تعثرت المفاوضات ووصل البلدان الى شفير نزاع مفتوح عند شن قوات جنوب السودان في مطلع نيسان/ابريل هجوما على منطقة هجليج، الموقع النفطي الاول السوداني. وتقع قرب الحدود مع دولة جنوبي السودان، وتبعد نحو 45 كيلومتراً إلى الغرب من منطقة أبيي في ولاية جنوبي كردفان السودانية وينتج حوالي 60 ألف برميل يوميا أي ما يعادل انتاج السودان البالغ 115 ألف برميل يوميا. وضاعفت الاسرة الدولية الدعوات الى تفادي عودة الحرب الاهلية التي دارت بين الشمال العربي والاسلامي والجنوب المسيحي والاحيائي بين 1983 و2005 وقادت الى التقسيم. وقدمت الولايات المتحدة لشركائها في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يهدف الى تقديم "دعم سريع وحازم لقرارات" الاتحاد الافريقي بشان شمال وجنوب السودان، على ما اعلنت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، مشيرة الى ان مناقشة النص قد تستغرق عدة ايام. لكن وزير الخارجية السوداني على كرتي اكد في بيان "رفض السودان للمحاولات الجارية لطمس دور الاتحاد الافريقي واحالة الوضع بين السودان وجمهورية السودان لمجلس الامن". وكان الاتحاد الافريقي الذي يقوم بمهمة وساطة منذ انفصال جنوب السودان عن السودان في يوليو تموز بعد ستة أشهر من استفتاء اجري بموجب اتفاق السلام المبرم في عام 2005 انهي عقدين من الحرب الاهلية التي اسفرت عن مصرع اكثر من مليوني شخص طلب مساء الثلاثاء الماضي من مجلس الامن الدولي دعم جهوده تحت الفصل السابع الذي يجيز اتخاذ اجراءات قسرية لتطبيق اي قرار. وفي سياق الوضع الامني المتوترأعلن الصوارمي خالد المتحدث باسم الجيش السوداني أمام صحفيين عن إلقاء قوات الجيش القبض على أربعة أجانب في منطقة هجليج النفطية للاشتباه في قيامهم بأنشطة تجسسية. وكان الجيش السوداني ألقى القبض على الرجال الأربعة السبت ونقلهم جوا إلى الخرطوم للتحقيق معهم في اتهام السلطات السودانية لهم بأن سلطات جنوب السودان جندتهم للعمل لحسابها بغرض دعم قوات جنوب السودان لكسب الحرب مع قوات السودان حول المناطق الحدودية الغنية بالنفط. في المقابل نفت حكومة جنوب السودان هذه الاتهامات وقال فيليب اجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان إن هذه الاتهامات "لا أساس لها ومحض افتراء". ونقلت وكالة السودان للأنباء "سونا" عن عثمان قوله إن "لحكومة السودان الحق في الدفاع عن وحدة أراضيها بكافة الوسائل بما في ذلك استخدام سلاح الطيران ضد تلك القوات خاصة وأنها تتواجد داخل أراضي جمهورية السودان." حالة الطوارئ المعلنة من طرف الرئيس السوداني عمر البشير جاءت اذن نظرا لكل هذه التطورات الميدانية وما تمثله هجليج وأبيي من أهمية بالغة للطرفين،فهما تدخلان ضمن سلسلة معقّدة من المشاكل بين البلدين تشمل النفط والحدود والديون والمياه وغيرها.( وكالات )