اعتبرت صحيفة الوطن العمانية أن ما يحصل في اليمن الآن من تنامي الاختلالات السياسية والأحداث الأمنية المأساوية تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى القوى العربية والإقليمية والدولية التي عملت على نقل السلطة فيه وأيدته ثم تركته يواجه ويصارع تحدياته الداخلية الكبيرة وحيدا. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها يوم الجمعة إن تلك القوى توقفت عند هذا الأمر واكتفت بنقل السلطة من الرئيس إلى نائبه، وتركت اليمن في الطريق يصارع مستقبله، فلا هي صاحبت عملية الانتقال إلى نهايتها، ولا هي قدمت الدعم المالي والاقتصادي والسياسي والدبلوماسي الكافي الذي يمكِّن الحكومة الانتقالية من ترتيب الأوضاع للانتقال الديمقراطي وتسوية كافة المسائل العالقة لاستتباب الأمن والاستقرار، ما جعل اليمن على مفترق طرق. وأكدت على "من بدأ العمل عليه أن يكمله" ،معتبرة أن "ترك اليمن وحيدًا يصارع تحدياته الداخلية التي تهدد بتمزيق وحدته واستقراره، أمر غير مقبول إطلاقًا؛ لأنه ببساطة أن استفحال مشاكله لن يقتصر شررها على الداخل اليمني". وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "ثلاثة تحديات تعترض استقرار اليمن"، إلى انه "لم يكن أحد يتصور أن يقبع اليمن في دائرة تمتلئ بالاختلالات السياسية والأحداث الأمنية المأساوية، لتصبح أجزاء كبيرة منه في قبضة تنظيم القاعدة، حيث كانت الغالبية من الشعب اليمني ومن المتابعين للشأن اليمني ترى أن المؤشرات تشير إلى الوصول السريع إلى الضوء في نهاية النفق، إذ كان رهانها على أن المبادرة الخليجية التي رتبت اتفاق نقل السلطة ستكون فتحًا مبينًا لليمنيين واستعادة يمنهم لسعادته". لافتة إلى أن الأنباء الواردة من اليمن لا تزال تبعث على القلق وتعطي صورة ضبابية عن الوضع الحالي وما ستؤول إليه الأحداث في المستقبل على مدييه القريب والبعيد، مشيرة في ذلك إلى تصريحات جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن حين أكد أن "التحديات ما زالت كثيرة، وأنه لا توجد مؤشرات تدل على أن الأسوأ بات خلفنا وأن اليمن قد طوى الصفحة فعلًا". ورأت الصحيفة في افتتاحيتها أن هناك ثلاث قضايا تعدان الأبرز والأكبر يعانيها اليمن اليوم؛ القضية الأولى هي سيطرة تنظيم القاعدة على بعض مناطق اليمن..والثانية تتمثل في الوضع الإنساني وتراجع الاقتصاد اليمني الذي هو في أمَسِّ الحاجة إلى تدخلات عربية وإقليمية ودولية جادة لإنعاشه فيما لم يعد هناك ذكر أو صوت للمانحين تحت إطار ما يعرف ب"أصدقاء اليمن"...أما الثالثة تقول الصحيفة فهي "إعاقة قرارات الرئاسة الانتقالية والانقسامات الحاصلة في المؤسسة العسكرية"، مشيرة إلى أن "وحدة المؤسسة العسكرية في هذا الظرف الدقيق وهذه المرحلة الصعبة مهمة للغاية، إذ من شأنها أن تشكل الدرع الحصين لحماية اليمن وستسهم بصورة مباشرة وفعالة في إعادة بسط الأمن والبدء بالحوار الوطني، وكذلك تخفيف الضغوط التي تواجهها الحكومة الانتقالية".