عادت العاصمة صنعاء ومعظم محافظات اليمن لتغرق بالظلام مجددا بفعل اعتداء جديد، بعد تحذير شديد اللهجة وجهه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أمس الاول للمخربين وتأكيد انه سيتم التعامل معهم عبر القضاء بوصفهم مجرمين لن ينالوا تفاوضا بمخرجات التسوية بل جزاء عادل ورادع في ظل تماهي حكومة الوفاق والذي تكشف مؤخرا بممارسات فساد لتعويض كل مخرب ومراضاته مباشرة أو عبر منهج تحول فيه وزراء الإخوان وقادته إلى سماسرة ووسطاء لمراضاة قطاع الطرق والقتلة والخاطفين ومخربي الكهرباء وأنابيب النفط وإغراقهم بالمال من خزينة الدولة. وقالت مصادر رسمية في مؤسسة الكهرباء أمس الاحد أن اعتداء جديد طال خطوط نقل الكهرباء في منطقة الجدعان بمحافظة مأرب ، ما تسبب في خروج المحطة الغازية بكامل قدراتها عن الخدمة وانقطاع التيار عن العاصمة ومعظم المحافظات اليمنية. وتتجاوز أيام وساعات الانطفاء أيام وساعات عودة التيار في كل أسبوع ، ما فاقم معانات اليمنيين الذين ضاقوا ذرعا من هذا الحال المستمر في فرض العاقاب الجماعي منذ أكثر من عام والمتدهور في كل نواحي الحياة الخدمية. وكان الرئيس هادي في خطاب أمس الاول السبت هو الأول منذ توليه الرئاسة في فبراير الماضي ، أكد أن من يدمرون أبراج الكهرباء ويفجرون أنابيب النفط والغاز مجرمون، وواجب الحكومة أن تقبض عليهم وأن تحيلهم للقضاء. موضحاً أن التخريب الذي يطال أنابيب النفط والغاز وخطوط الكهرباء والتقطّعات التي تكاثرت ووصلت إلى مناطق لم يكن من ثقافتها التقطّع ليست إلا تعبيراً عن وجه من وجوه الأزمة وسيتعامل معها القضاء باعتبارها أعمالاً إجرامية وتخريبية. ووجه الحكومة والوزراء المعنيين بسرعة إيلاء هذه القضايا الأولوية القصوى والبدء بتجهيز ملفات الدعاوى والسير في الإجراءات القانونية. مؤكداً أن مثل هذه الأعمال المُجرَّمة ديناً وعرفاً وقانوناً لن تستطيع بأي حال إيقاف الانتقال إلى اليمن الجديد الذي يمثل حلماً لأبنائه الاسوياء والذين لن يستطيع مجرد مُخربين خارجين عن القانون الوقوف أمام تطلعاتهم في حياة آمنة. وكان الكاتب الصحفي اليمني فيصل الصوفي كشف في مقال عن مراضاة حكومة الوفاق مخربي الكهرباء ومفجري النفط بمبالغ مالية لكي يتوقفوا عن التفجير، وآخرها مشاركة طرف مسؤول في لعبة مكشوفة عن طريق زيادة المبلغ لكي تكون حصته منه كبيرة.. وبالدولار.. ولفت إلى إن الجهات المسؤولة تتبع أسلوب "صنع المدمرين والمفجرين".. وتتخلص من أذية قبيلي مفجر أو مدمر عن طريق منحه مبلغاً من المال لكي يقلع عن أفعاله، وتعتقد أنها بذلك قد حلت المشكلة، وإذا بها تكتشف أن مفجرين جدداً قد دخلوا في "سوق العمل" لكي يحصلوا على المال.. وقال "إن الأمر مرتبط بهيبة الدولة.. فأي هيبة ستكون للدولة عندما تتورط الحكومة في مراضاة أو مكافأة من يعتدون عليها ولا يحترمون قوانينها ولا يراعون مصالح مواطنيها..؟". وأضاف "وزارة الداخلية تبلغ المواطنين بأسماء الذين يضربون أبراج الكهرباء..فلان بن علان ضرب البرج الفلاني يوم كذا ما تسبب في خروج المحطة الغازية عن الخدمة.. والشبواني ضرب البرج رقم كذا.. والعرشاني ضرب.. والكحلاني "خبط".. وغدا عندما "يخبط" قبيلي شبكة الضغط العالي سوف تتقصى وزارة الداخلية عن اسم الفاعل وتبلغ المواطنين باسمه.. وكفى..". متسائلا " أهذا شغل وزارة داخلية بالله عليكم؟ إذا كان المهم لدى المواطنين أن يعرفوا اسم من ضرب الكهرباء صباح اليوم فهم يستطيعون معرفة ذلك باتصال هاتفي ب "صديق".. ولا يحتاجون لوزارة داخلية هذا شأنها".