قتل أربعة أشخاص وجرح 23 آخرون عندما اندلع قتال الليلة قبل الماضية، وصباح أمس، في مدينة طرابلس شمال لبنان . واستخدمت قذائف صاروخية ونيران بنادق آلية في القتال بين مجموعات مسلحة في منطقتي جبل محسن وباب التبانة . وقال الجيش اللبناني في بيان إن "أحد العسكريين استشهد في محلة الملولة من جراء تبادل إطلاق النار بين المسلحين، وذلك أثناء انتقاله من مركز عمله في البقاع إلى بلدته في عكار" . وأضاف بيان الجيش أن وحداته المنتشرة في المنطقة اتخذت تدابير أمنية مع تعزيز إجراءاتها وتعقب المسلحين . وأكدت قيادة الجيش أنها "ستتعامل بكل حزم وقوة مع العابثين بأمن المدينة واستقرارها إلى أية جهة انتموا" . وكانت الاشتباكات بدأت ليلاً وتواصلت حتى الصباح بين مسلحي باب التبانة وجبل محسن . وقال شهود إن عناصر من تنظيمات إسلامية قطعت الطرقات الرئيسة في طرابلس بعد توقيف شادي المولوي المنتمي لأحد التنظيمات الإسلامية من جانب الأمن العام اللبناني الذي أعلن، في بيان، أن التوقيف تم على خلفية التحقيق بتهمة صلة المولوي "بتنظيم ارهابي"، وأن الاعتقال تم بعد متابعة دقيقة . وأصدرت الجماعة الإسلامية بيانا انتقدت فيه "طريقة اعتقال مولوي والأسلوب المستهجن في استدراج المواطنين تمهيداً لاعتقالهم بشكل مخالف للأنظمة والقوانين" . وكان مئة من الشبان الإسلاميين نصبوا السبت خياماً عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس للمطالبة بالافراج عن المولوي . وقال نزار المولوي شقيق شادي "لن نفض الاعتصام قبل إطلاق سراح شقيقي" . وحصل إطلاق نار عندما حاول المتظاهرون الإسلاميون الاقتراب من مقر تابع للحزب السوري القومي الاجتماعي . وعقد المجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان لبحث التطورات، وقطع ميقاتي مواعيده في بيروت وتوجه إلى طرابلس لمتابعة التطورات، وعقد اجتماعاً في منزله ضم عدداً من الفعاليات . ولفت المجتمعون إلى أن هناك احتقاناً في الشمال سببه توقيف 167 إسلامياً منذ فترة طويلة من دون محاكمة . وأكدوا رفع الغطاء عن كل المخلين بالأمن . وسيطر الوضع الأمني المتوتر في طرابلس شمالي لبنان على مجمل التطورات السياسية في هذا البلد، ما أثار القلق من أن يكون ما يجري هو تمهيد ل "نهر بارد" جديد في الشمال، لكن السؤال من سيكون شاكر العبسي الجديد؟ . وأفادت معلومات أمنية ل "الخليج" أن أردنياً يدعى محمد يوسف عثمان عبدالسلام، توجه من سوريا إلى طهران ثم عاد إلى سوريا حيث تم اعتقاله وترحيله إلى لبنان . وإذا كانت طرحت تساؤلات حول أسباب ترحيله إلى لبنان وليس إلى بلده الأردن، فقد علم أنه صدرت بحقه مذكرة بحث وتحر بتهمة تمويل "إرهابيين"، ونتيجة التحقيقات معه، تبين أنه يحمل عشرين ألف دولار، وأرقاماً هاتفية، بينها رقم شادي المولوي الذي تم توقيفه مؤخراً . وحسب المعلومات اعترف الموقوف الأردني باتصالات يجريها مع أفغانستان، وبانتسابه "لوجستياً" لتنظيم "القاعدة"، كما اعترف على شخصية عربية تبين أنها موجودة في أحد الفنادق الكبرى، لقضاء فترة نقاهة بعد عملية جراحية تحت حراسة مشددة . *الخليج