(ا ف ب) - قتل خمسة اشخاص منذ صباح الاثنين في الاشتباكات المستمرة بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وقال المصدر ان اربعة قتلى سقطوا في منطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، فيما قتل آخر في منطقة المنكوبين المتاخمة لمنطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المؤيدة لحركة الاحتجاج السورية. وبذلك ترتفع حصيلة المواجهات التي اندلعت السبت الى ثمانية قتلى، بينهم ضابط في الجيش، وعشرات الجرحى، بينهم عسكريان. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الرشاشات وقذائف الار بي جي تستخدم في الاشتباكات، فيما يقطع رصاص القنص الطريق الرئيسية التي تربط طرابلس، اكبر مدن الشمال، بمحافظة عكار والحدود الشمالية مع سوريا. وسجلت حركة نزوح من المناطق القريبة من خط المواجهة ومن منطقة القبة شرق مدينة طرابلس، بينما بدت الحركة مشلولة في الاحياء والشوارع المجاورة لمناطق الاشتباكات. ويتواجد الجيش اللبناني في المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة وعلى اطراف المنطقتين. وبسبب استمرار الاشتباكات، لم ينتشر الجيش في الاحياء التي تشهد مواجهات، تنفيذا لاتفاق تم التوصل اليه الاحد خلال اجتماع ضم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي (سني) المتحدر من طرابلس وفاعليات سياسية ودينية ومسؤولين امنيين. وبدأت الاشتباكات بعد توقيف القوى الامنية السبت الاسلامي شادي المولوي (27 عاما) للاشتباه بتورطه في "الارهاب". وادعت السلطات القضائية اللبنانية الاثنين على شادي المولوي وخمسة اشخاص آخرين بتهمة "الانتماء الى تنظيم ارهابي مسلح"، بحسب ما افادت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية. ونصب اسلاميون خيما عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس ونفذوا اعتصاما للمطالبة بالافراج عن المولوي. وبعد اتصالات، تم تعليق الاعتصام مساء الاحد. الا ان المعتصمين اكدوا العودة الى ساحة النور في طرابلس في حال لم يتم الافراج عن المولوي. وبعد ظهر الاثنين، فاق عدد المعتصمين في الساحة الخمسمئة، وعمدوا الى قطع الطريق الرئيسي المؤدي الى المدخل الجنوبي للمدينة بمستوعبات النفايات والاطارات، احتجاجا على عدم الافراج عن المولوي. واستقدمت قوى الامن تعزيزات الى المكان. وقال عبدالقادر حميد، وهو احد حراس مسجد التقوى الذي يؤمه السلفيون في طرابلس، لفرانس برس "لن نفض الاعتصام قبل ان يفرجوا عن شادي. سندافع عن انفسنا، في حال حاول الجيش فض الاعتصام بالقوة، حتى لو قتل منا مئة شخص". ويؤكد المعتصمون ان المولوي من انصار الحركة الاحتجاجية في سوريا، وان هذا هو سبب توقيفه. وتعليقا على الاشتباكات، اعتبر النائب عن مدينة طرابلس معين المرعبي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان المدينة "تشهد حالة من الانفلات". واضاف المرعبي الذي ينتمي الى المعارضة "طلبنا من الجيش التدخل، وقدمنا له الغطاء السياسي الذي طلبه وقلنا له اننا مستعدون لنسير امامهم حتى ينتشروا في المناطق المتوترة". وتابع "لكن قيادة الجيش تريد ان يبقى الوضع على حاله على ما يبدو ارضاء للقيادة السورية"، معتبرا ان "المطلوب منع طرابلس من مساعدة الشعب السوري وتوجيه رسالة الى النازحين السوريين انهم لن يجدوا الامان في لبنان". وتخوف المرعبي من اتساع رقعة التوتر والاشتباكات. غير ان مسؤولا امنيا لبنانيا قال في اتصال مع فرانس برس "اتوقع ان تتم السيطرة على الامور، ولكن الامر سيأخذ بعض الوقت"، مضيفا "هناك احتقان كبير في الشارع في طرابلس بسبب ما جرى".