تقرير - تتسارع ترتيبات التحضير لمؤتمر الحوار الوطني في اليمن في ظل ترقب لمواقف صريحة ونهائية من الأطراف المختلفة، خاصة فصائل الحراك الجنوبي، التي بعثت إشارات عديدة تضمنت اشتراطات للموافقة على المشاركة، أبرزها الحوار المتكافئ بين الجنوب والشمال،والإقرار بحق تقرير المصير وعقد مؤتمر الحوار اليمني في الخارج برعاية إقليمية. ووسط ضبابية المواقف فان نتائج اللقاءات التي جرت وأخرها السبت الماضي في القاهرة تنتظر إعلانا ختاميا لتقرير لجنة الاتصال مرفوع لرئيس الجمهورية مع نهاية أعمالها المحددة بنهاية الشهر الجاري ، حيث ستفصح فيه عن نتائجها لعملية دعوة مختلف القوى والمكونات الوطنية كافة في البلاد للحوار الوطني ومن ثم تشكيل لجنته التحضيرية وفقاً لمبادرة التسوية السياسية الخليجية الموقعة بين فرقاء العمل السياسي في نوفمبر العام الماضي والقرار الرئاسي المحدد لمهامها. وكانت لجنة الاتصال -المشكلة بقرار من الرئيس عبدربه منصور هادي -في بيان مقتضب من القاهرة أمس الأحد قالت أن اجتماعها مع قيادات يمنية جنوبية اتسم ب"مناقشات وحوارات جادة وصريحة أكد الجميع على مبدأ الحوار وأهمية وضرورة المشاركة باعتباره قيمة حضارية وإنسانية ووسيلة سلمية لحل الخلافات والمنازعات وتجنيب اليمن الانجرار والانزلاق إلى مربع العنف" . وأوضح البيان أن قيادة مؤتمر القاهرة تقدمت بورقة تضمنت جملة من الإجراءات تستهدف استعادة الثقة وبنائها وكذا توفير الظروف الملائمة والضامنة من أجل حوار هادف وعاجل ينتج حلولاً عادلة، وإسهاماً في تهيئة الأجواء لإنجاح الحوار المزمع عقده في إطار العملية السياسية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية" . ووعدت لجنة التواصل أن تضمن في تقريرها إلى الرئيس عبدربه منصور "الإجراءات المقدمة من قيادة مؤتمر القاهرة والهادفة إلى تهيئة الظروف لحوار ناجح ومثمر" . وقالت القيادة الجنوبية المؤقتة، التي يقف على رأسها الرئيسان السابقان علي ناصر محمد وحيدر العطاس، قالت أنها تقدمت بورقة للجنة الاتصال "رؤية" تضمنت موقف القيادة الجنوبية المؤقتة من الحوار أكدت فيه على "تهيئة الأجواء والمناخات المساعدة على الدخول بحوار جدي ينتج حلاً لكافة قضايا وموضوعات الحوار والشروع الفوري في إجراءات عملية لإزالة أثار حرب 1994 والممارسات الظالمة التي تلتها" و"التأكيد على الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية عادلة بامتياز وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره واعتبار الحراك السلمي الجنوبي الحامل السياسي للقضية الجنوبية، والتأكيد على حرية الصحافة وإطلاق صحيفة الأيام وتعويضها مادياً ومعنوياً" . واشترطت القيادة الجنوبية المؤقتة التي قدم ورقتها في الاجتماع الذي جمعها أول أمس السبت مع اللجنة الرئاسية بالقاهرة على "ضرورة إجراء الحوار برعاية وإشراف إقليمي ودولي وان يتم إجراء الحوار في مقر الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي أو في أحد مقرات الأمم المتحدة وتحت رعاية وضمانات دولية والتفاوض على أن يتم الحوار بصورة ندية وبتمثيل متساوٍ بين الجنوب والشمال" . وفي إطار الاتصالات المكثفة لعقد اللقاء التشاوري لمختلف الأطراف السياسية الجنوبية، قالت مصادر صحفية أن السفير البريطاني في صنعاء سيبدأ لقاءات مع ممثلين عن قوى ومكونات سياسية مختلفة للاستماع للآراء والملاحظات في إطار الجهود، التي تتولاها المساعي الدولية لتقريب وجهات النظر المتباينة في الساحة الجنوبية. وكانت السفارة البريطانية بالقاهرة، وبحضور السفير البريطاني بصنعاء، رعت الأسبوع الماضي لقاءً لعدد من القيادات الجنوبية في الخارج والداخل، ضمن لقاءات متعددة بهدف جمع الجنوبيين والاستماع إلى آرائهم ودفعهم إلى المشاركة في الحوار الوطني الشامل . وسبق أن اعلنت اللجنة الرئاسية للاتصال بشأن مؤتمر الحوار ان المهلة المحدد لها لانجاز مهامها حددت ب30 من يونيو الجاري، وتوقعت أن تنهي مهامها المتمثلة بالتواصل مع كافة الأطراف السياسية والمدنية وغيرها- للدخول في الحوار الوطني الشامل- قبل ذلك التاريخ بأيام. وأكدت أنه لا سقف ولا قيد ولا شرط مسبق أمام الحوار، وقالت: أنها لا تفرض شروطاً ولن تقبل شروطاً من آخرين، فالمبدأ هو أن يقر المعنيون بالمشاركة في الحوار الوطني والدخول في تشكيلة لجنته التحضيرية - وهو ما يعتريه كثير من الغموض في مواقف عديد من القوى والتكتلات في الساحة اليمنية والتي ستتجلى من خلال التقرير الختامي للجنة الذي سيرفع إلى رئيس الجمهورية بنهاية أعمالها في 30 يونيو الجاري.