عدن - ارتفعت حصيلة إعمال عنف وصدامات صاحبت مسيرات نظمها الحراك الجنوبي بمدينة عدن ومدينة سيئون بحضرموت احياء لذكرى حرب صيف 1994م الأهلية، إلى أربعة قتلى و18 جريحا على الأقل بينهم ثلاثة من الأمن -حسبما اعلنته مصادر محلية وطبية متطابقة. وتبادلت أجهزة الأمن والحراك الاتهامات بشأن إطلاق الرصاص الذي سمع على نطاق واسع من موقع مسيرة للحراك يوم السبت بمديرية المنصورة التي تشهد توتر امني منذ اسبوعين سقط خلاله نحو 15 قتيلا برصاص قوات الأمن . وذكر شهود عيان ل"الوطن" إن قوات الأمن استخدمت الرصاص الحي لتفريق التظاهرة في منصورة عدن مما أدى إلى سقوط الشاب عادل هيثم جابر جراء اصابته بطلق ناري بالصدر واصابة آخرين نقلوا الى مستشفيات عدة بمدينة عدن . مصادر اخرى افادت ان أنصار الحراك حاولوا اقتحام ساحة الشهداء بالمنصورة بعد تنظيمهم مسيرة بمناسبة ذكرى حرب صيف 94م و قامت قوات الأمن المركزي المرابطة هناك بتفريقهم بأطلاق نار كثيف في الهواء، غير ان المحتجين عاودوا الكرة من الجهة الخلفية للساحة -التي كانت مركز احتجاج دائم لهم وابعدوا منها بالقوة قبل اسبوعين- ما ادي الى مصادمات بينهم وبين الامن اسفر عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وامتدت أعمال العنف والمواجهات إلى مديريات "الشيخ عثمان -دار سعد -خور مكسر بمدينة عدن" ، فيما قامت قوات الامن باقتحام ساحة العروض بخور مكسر بعد اشتباكات مع أنصار الحراك الجنوبي الذين احييوا فعاليتهم هناك استجابة لدعوة المجلس الاعلى للحراك الجنوبي الذي يتزعمه حسن باعوم والمنادي ضمن تيار يقوده الرئيس السابق علي سالم البيض بانفصال جنوب اليمن عن شماله. وأفادت مصادر متطابقة بان حصيلة الاشتباكات في عدن يوم السبت ارتفعت الى ثلاثة قتلى و 14 جريحا . وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرين في اشتباكات في بين أنصار الحراك الجنوبي وقوات الامن اثر مسيرة للنشطاء الحراك الذين احيوا فعالية ذكرى حرب 94 ، سرعان ما تحولت لصدامات دامية. ونجح عصيان مدني جزئي نفذه أنصار الحراك في المكلا عاصمة حضرموت، وكان بشكل كلي وفاعل في معقل نشطاء الحراك المنادين بالانفصال بمحافظة الضالع التي شهدت ايضا مواجهات مسلحة مع قوات الامن لم تعلن حصيلتها. وقالت مصادر محلية أن المجمع الحكومي لمدينة الضالع تعرض لهجوم من قبل مسلحي الحراك ،حيث قاموا بإطلاق وابل من الرصاص وقذائف اربي جي على المجمع ما أدى إلى إلحاق أضرار به. واشارت المصادر في تصريحات بثتها وسائل إعلام حكومية "أن تلك العناصر قامت باعمال شغب وفوضى وقطعت الطريق بين عدن وصنعاء أمام منطقة الجليله في الوقت الذي قام رجال الأمن بالتصدي لتلك العناصر حفظا للأمن والاستقرار بالمحافظة". وأعلنت وزارة الدفاع " أن ما يزيد عن 40 مسلحا من تنظيم " القاعدة " شوهدوا وهم يمرون بالضالع ومنها الى مثلث الملاح في ردفان بمحافظة لحج باتجاه الحرور بمحافظة أبين متوجيهن إلى عدن". وأوضحت نقلا عن مصدر مسئول أن المعلومات تفيد بان تلك العناصر الإرهابية قدمت من مدينة رداع بمحافظة البيضاء وكانت تخطط لمهاجمة السجن في مدينة الضالع ظنا منها بأن عناصر الخلية التي تم ضبطها في مديرية الشعيب قبل أيام محتجزة هناك. وأكدت أنه تم إبلاغ أجهزة الأمن بذلك لتعقب تلك العناصر الإرهابية والقبض عليها قبل قيامها بتنفيذ أية عملية إرهابية وتسللها إلى محافظة عدن التي شهدت اليوم أعمال عنف دامي . *احزاب الحكم المشترك تلتزم الصمت من جانبها التزمت أحزاب الحكم المشترك الصمت حول أحداث السبت الدامي مقتصرة على رسائل يطالب فيها كل طرف الاخر بالاعتذار للجنوب وأبنائه عن احدث الماضي المتمثلة بحرب 94 ،فيما يمعن بعضها في تكريس الدماء في الحاضر بما يؤكد تناقضات مشروعها الإصلاحي والتصالحي كظاهرة صوتية لإغراض تكسب حزبي رخيص يزيد من تعتميم الصورة حول الاوضاع جنوبا وسط تحركات تحضيرات ضبابية للحوار الوطني. وبالمقابل دان السياسي سلطان السامعي ما تعرض له المتظاهرين في عدن يوم السبت من قمع من قبل قوات " حكومة الوفاق " التي وصفها " بالدموية ". وقال السامعي في تصريح صحفي أن المتظاهرين في عدن "تعرضوا اليوم لقتل وجرح وتنكيل من قبل قوات مايسمى بحكومة الوفاق الدموية" . وطالب السامعي الذي يقود تكتل شبابي بمسمى "انقاذ الثورة" بالقبض على من وصفهم ب"القتلة المعتدين على إخواننا الجنوبيين وتقديمهم للعدالة "، مهيبا "بكل الاحرار وكل المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني الوقوف ضد هذه الهمجية وايقاف المجازر التي يتعرض لها إخواننا في الجنوب وفي كل مكان من ارض اليمن شماله وجنوبه" ، محملا من وصفهم "أساطين ما يسمى بحكومة الوفاق" كامل المسؤولية والتي قال انهم "سيحاسبون عليها طال الزمن أو قصر".