حذّرت وكالة الإغاثة الدولية "أوكسفام" في تقرير جديد أصدرته من أن "إرتفاع أسعار المواد الغذائية سيعرض ملايين الناس للجوع وخاصة في اليمن، ويضع ضغوطاً إضافية ضخمة على المنظمات الإنسانية المنهكة أصلاً". ولفتت المنظمة الخيرية الى إن "ملايين الناس الذين يحصلون بالكاد على إحتياجاتهم الغذائية في البلدان النامية سيُعانون من الجوع، ما لم يتم إتخاذ إجراءات عاجلة لحمايتهم من إرتفاع أسعار المواد الغذائية"، مضيفة أن "أسعار المواد الغذائية، مثل الذرة والقمح، إرتفعت بنسبة تصل إلى 50% منذ حزيران بسبب الجفاف الشديد في الولايات المتحدة وروسيا، مما سيكون له أثر مدمّر على معظم البلدن النامية التي تعتمد بشدة على الواردات الغذائية، بما في ذلك أجزاء من أميركا اللاتينية وشمال أفريقيا والشرق الأوسط". وأشارت إلى اليمن سيكون أكبر المتضررين، كونه يستورد 90% من القمح ويواجه 10 ملايين نسمة من سكان الجوع و267 ألفاً من أطفاله خطر الموت من سوء التغذية، وتكافح عائلاته من أجل الحصول على الأغذية في الأسواق المحلية وتُجبر على إتخاذ قرارات صعبة للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك تزويج بناتها في سن مبكرة. وشددت "أوكسفام" على إن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية يضع ضغطاً إضافياً على الموارد المنهكة أصلاً لوكالات الإغاثة الإنسانية، والتي تكافح لاحتواء عدد غير مسبوق من حالات الطوارئ المتعلقة بالأغذية في منطقة الساحل في غرب وشرق أفريقيا واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وزيمبابوي وأفغانستان"، مضيفة أن "الحكومات والجهات المانحة الأخرى تكافح أيضاً للإستجابة بشكل كافٍ للأزمات القائمة، وقامت بتأمين 3.7 مليار دولار فقط من أصل 7.8 مليار دولار طلبتها الأمم المتحدة للتعامل مع الأزمات الراهنة"، داعية رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بوصفه الرئيس المقبل لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في العام المقبل، إلى جعل قمة الجوع "بداية لجهود متضافرة لمعالجة فضيحة الجوع التي تهدد مليار شخص في العالم". كما حثّت حكومات العالم على "تقدم المزيد من التمويل للتعامل مع الأزمات الغذائية على المدى القصير، والعمل معاً لمعالجة المشاكل على المدى الطويل وبشكل خاص طريقة إنتاج الأغذية وتوزيعها على الصعيد العالمي والمشاكل التي ساهمت في إرتفاع أسعار المواد الغذائية".