حذر برنامج الغذاء العالمي من ان مليون طفل يمني يواجهون خطر التعرض لسوء تغذية حاد خلال شهور في حين تكافح الاسر لتدبير تكاليف الغذاء في واحدة من اشد الدول العربية فقرا. ودفعت الاضطرابات السياسية اليمن الى شفا ازمة انسانية وتقدر وكالات الاغاثة ان نصف سكان البلاد البالغ عددهم 24 مليون نسمة يعانون من سوء التغذية. وقال راميرو لوبيز دا سيلفا نائب المدير التنفيذي للبرنامج لرويترز في مقابلة "وضع التغذية بكل وضوح أخطر من موقف الامن الغذائي حيث نرى ان مليون طفل قد يتعرضون لسوء تغذية حاد خلال الاشهر المقبلة." واضاف "في حين لدينا قضية امن غذائي فإن الغذاء موجود في الاسواق ولذلك فالمسألة ليست توافر الغذاء وانما امكانية الحصول عليه لأن قطاعا كبيرا من السكان لا يملك القوة الشرائية." وتقول منظمة الصحة العالمية ان سوء التغذية الحاد يتسم بهزال شديد ويمكن ان يؤدي للوفاة اذا تدهورت حالة الطفل. وتحذر وكالات الاغاثة من عدم كفاية المساعدات البالغة اربعة مليارات دولار التي تعهد بها في مايو ايار جيران اليمن الخليجيون وبلدان غربية لدعم اتفاق سياسي أبرم بعد ان اوشكت البلاد على الدخول في حرب اهلية وقالت منظمة اوكسفام وهيئة الاغاثة الاسلامية الخميس أن 44 في المئة من سكان اليمن ليس لديهم ما يكفيعم من طعام، لسد جوعهم، وأن سوء التغذية يهدد حياة 267 الف طفل بسبب عدم تمويل جهود المساعدات. واكدت المنظمتان في بيان صحفي مشترك نشرته صحيفة الحياة أن ربع سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات طارئة بسبب عجزهم عن شراء ما يكفيهم من غذاء. وقالت الوكالتان إنهما في حاجة إلى 38 مليون دولار إضافية لمتابعة أنشطتهما، حيث أجبرهما نقص التمويل على تأجيل برامج المساعدات التي كان من المفترض أن تبدأ هذا الشهر. ويأتي هذا التحذير في وقت رفعت الأممالمتحدة المبلغ الذي تسعى لجمعه من خلال ندائها الذي أطلقته استجابةً لزيادة الاحتياجات في اليمن من 447 مليون دولار إلى 591 مليون، ولم يتوفر حتى الآن سوى 42 في المئة من المبلغ. وقالت منظمة أوكسفام إنها علّقت قبل اسبوعين برنامجها في محافظة حجة (شمال اليمن)، والذي كان مقرراً أن يقدم ل 140 الف يمني المال اللازم لشراء الطعام. وقلّصت المنظمة هذا الشهر برنامج مساعدات في محافظة الحديدة (غرب اليمن)، يهدف الى لمساعد أكثر من 300 الف إنسان ليقتصر على مساعدة 100 ألف فقط. وذكرت هيئة الإغاثة الإسلامية انها تواجه عجزاً تمويلياً يصل إلى 2 مليون دولار لمساعدة 180 ألف يمني بالتغذية التكميلية ومساعدات التعافي المبكر ولم يتم توفير أي جزء من هذا المبلغ حتى الآن. وتقول المنظمتان إن حلول شهر رمضان تيفع بالأسعار في الأسواق نحو الارتفاع. فقد زاد سعر السكر والقمح، على سبيل المثال، بنسبة 21 و42 بالمئة، على الترتيب، في المناطق الريفية، مقارنة بأسعار الشهر الماضي. ودفع ذلك بوكالتي المساعدات إلى دعوة المزيد من المانحين لتمويل استجابة المساعدات، محذرةً من أن الفشل في سرعة مساعدة الناس يكلف حياة أعدادٍ منهم الآن، وقد تكون له آثار وخيمة على اليمن لعقود قادمة. وتقول الوكالتان، إنه على الرغم من الوعد الذي قُطِع بتوفير 4 مليار دولار، في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عُقد في مايو الماضي، وتباحث فيه قادة العالم حول مستقبل البلاد، فليس من الواضح بعد متى ستصل تلكالأموال إلى اليمن وكيف سيتم إنفاقها. وأضافت الوكالتان إن على المانحين أن يستجيبوا للاحتياجات الإنسانية بشكل فوري، وأكدتا على أنهم يجب أن ينظروا إلى ما هو أبعد من المساعدات الغذائية. فالطعام متوفر في أسواق اليمن، ولكن الناس لا يملكون المال لشرائه، لذلك يمكن أن يساعد المانحون العائلات اليمنية الفقيرة بأن يوفروا لها النقود التي تحتاجها لشراء الطعام.