قالت منظمتا أوكسفام والإغاثة الإسلامية ان عشرات الآلاف من اليمنيين سيصبحون بلا مساعدات في ظل أزمة الغذاء باليمن، ما لم يتم تمويل جهود المساعدات بشكل عاجل، وذلك وفق تحذيرات أطلقتها منظمة أوكسفام وهيئة الإغاثة الإسلامية اليوم. ما يقرب من ربع السكان في اليمن يحتاجون إلى مساعدات طارئة بسبب عجزهم عن شراء ما يكفيهم من غذاء. وحسب بيان عن المنظمتين - حصل " التغيير " على نسخة منه , ان الوكالتان قالت إنهما في حاجة إلى 38 مليون دولار إضافية لمتابعة أنشطتهما، حيث أجبرهما نقص التمويل على تأجيل برامج المساعدات التي كان من المفترض أن تبدأ هذا الشهر. فبرنامج أوكسفام في الحجة بشمال اليمن، والذي كان من المقرر أن يقدم ل 140,000 يمني منح نقدية لشراء الطعام، تم تعليقه منذ أسبوعين. كذلك تم تقليص برنامج مساعدات في منطقة الحديدة الريفية على الساحل الغربي لليمن، التي اشتدت معاناتها، كان من المخطط له أن يساعد أكثر من 300,000 إنسان هذا الشهر، يوليو/ تموز، ليقتصر على مساعدة 100,000 فقط. فيما يصل عجز التمويل لدى هيئة الإغاثة الإسلامية إلى 2 مليون دولار لمساعدة 180,000 يمني آخرين بالتغذية التكميلية ومساعدات التعافي المبكر – ولم يتم توفير أي جزء من هذا المبلغ حتى الآن. وتستهدف منظمة أوكسفام مساعدة مليون يمني، ولكن ما لديها من تمويل لا يكفي سوى للوفاء باحتياجات ربع هذا العدد فقط. حول هذا الوضع صرحت كوليت فيرون، مديرة مكتب أوكسفام في اليمن بقولها:"اليمن يعاني من أزمة غذاء كارثية، والناس هناك في احتياج حقيقي لمساعدتنا. فقد وصلت مديونيات اليمنيين إلى مستويات مقلقة – وما يستدينون إلا لإطعام ذويهم مجرد الخبز والشاي فقط. إحدى السيدات قالت لأوكسفام أنها قررت النوم أثناء النهار لتحاشي عضة الجوع. لدينا القدرة على الاستجابة – فالخطط معدة وأطقم العمل على أتم استعداد، ولكن نقص التمويل يقيد بشدة ما نستطيع تقديمه. لو حصلنا على التمويل الذي نحتاجه اليوم، فسنستطيع أن نتسع بحجم نشاطنا في الحال، لنبدأ في الوصول إلى من هم في أمس الحاجة لمساعدتنا." يأتي هذا التحذير في الوقت الذي رفعت فيه الأممالمتحدة رقم المبلغ الذي تسعى لجمعه لندائها الذي أطلقته استجابةً لزيادة الاحتياجات في اليمن. فقد زاد مبلغ النداء من 447 مليون دولار إلى 591 مليون - لم يتوفر سوى 42 بالمئة من المبلغ. نحو 10 ملايين يمني – 44 بالمائة من السكان في اليمن – ليس لديهم ما يقيم أودهم من طعام. وحسب تقديرات الأممالمتحدة، يواجه 267,000 طفل يمني مستويات من سوء التغذية تهدد حياتهم. تمر اليمن الآن بأوج موسم الجوع، ولن يحين وقت الحصاد إلا في أكتوبر / تشرين الأول. هذا بالإضافة إلى أن بداية رمضان تدفع بالأسعار في الأسواق نحو الارتفاع. فقد زاد سعر السكر والقمح، على سبيل المثال، بنسبة 21 و42 بالمائة، على الترتيب، في المناطق الريفية، مقارنة بأسعار الشهر الماضي. وقد دفع ذلك وكالتي المساعدات إلى دعوة المزيد من المانحين لتمويل استجابة المساعدات، محذرةً من أن الفشل في سرعة مساعدة الناس قد يكلف حياة أعدادٍ منهم الآن، وقد تكون له آثار وخيمة على اليمن لعقود قادمة. وقد وصف هاشم عون الله، مدير مكتب هيئة الإغاثة الإسلامية باليمن، الوضع بقوله: "يعاني طفل من بين كل ثلاثة أطفال تحت سن الخامسة في الحديدة من سوء تغذية حاد – وهو ضعف المستوى الذي يعتبر حالة طوارئ في تعريف الأممالمتحدة. هذا فضلاً عن إخراج الأطفال من المدارس ودفعهم للعمل، وتواتر الأنباء عن زيادة الزيجات المبكرة. تلك الأزمة، فضلاً عما تمثله من خطر على صحة الأطفال، قد تسلبهم المستقبل الكريم وترمي بهم في غياهب الفقر، والاغتراب، والاضطراب." تقول الوكالتان، إنه على الرغم من الوعد الذي قُطِع بتوفير 4 مليار دولار، في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي عُقد في مايو / أيار، وتباحث فيه قادة العالم حول مستقبل البلاد، فليس من الواضح بعد متى ستصل تلك الأموال إلى اليمن وكيف سيتم إنفاقها. وأضافت الوكالتان إن على المانحين أن يستجيبوا للاحتياجات الإنسانية بشكل فوري، وأكدتا على أنهم يجب أن ينظروا إلى ما هو أبعد من المساعدات الغذائية. فالطعام متوفر في أسواق اليمن، ولكن الناس لا يملكون المال لشرائه، لذلك يمكن أن يساعد المانحون العائلات اليمنية الفقيرة بأن يوفروا لها النقود التي تحتاجها لشراء الطعام.