تقرير - يمضي العد العكسي لانطلاق الحوار الوطني الشامل المحدد في اليمن الاثنين المقبل ، والهادف لحل مشكلات اليمن ومن بينها القضية الجنوبية، فضلا عن صياغة دستور جديد وتحديد شكل الدولة ونظامها وصولا إلى انتخابات رئاسة وعامة في غضون عام، وسط تزاحم برنامج إتمام التحضيرات النهائية ، وترقب لمدخلات المشاركين فيه من كافة القوى اليمنية والتي لا تخلوا من التكهنات لعدم وضوح الصورة بشكل نهائي حولها وصدور مرسوم رئاسيا بها، فضلا عن تصعيدات ميدانية لقوى معارضة لانعقاد المؤتمر. وقال الدكتور احمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني إن التحضيرات الجارية لافتتاح المؤتمر تسير بشكل مرضٍ وإيجابي حيث تم تسليم قوائم المشاركين في المؤتمر من الأحزاب والتنظيمات السياسية وسيتم اليوم الخميس استكمال قوائم الشباب والمرأة والمنظمات المدنية. وأضاف بن مبارك في تصريحات صحفية أمس الخميس أنه من المنتظر أن يصدر رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي خلال يومين أو ثلاثة قرارا بتسمية الأعضاء المشاركين في المؤتمر واعتماد اللائحة الداخلية للمؤتمر ، مشيرا إلى أن الجلسة الافتتاحية ستتم في دار الرئاسة ثم تبدأ الجلسات في فندق موفمبيك . *غموض بالقوائم وكانت اللجنة الفنية التحضيرية للحوار الوطني المحدد انطلاقه في اليمن 18 مارس الجاري ، قالت الاثنين الماضي بانها طالبت رئيس الجمهورية عبدربه منصور عادي تسليمها قوائم أسماء ممثلي/ات الحراك والمعارضة الجنوبية التي سلمت له من قبل بعض تلك القيادات. يأتي ذلك فيما لا يزال الغموض يلف عددا من الملفات المرتبطة بمؤتمر الحوار الوطني، خصوصا ما يتعلق بمشاركة فصائل "الحراك الجنوبي" الانفصالية، وممثلي مكونات الشباب، النساء، ومنظمات المجتمع المدني، فضلا عن أماكن انعقاد جلسات الحوار التي تحتضنها ست مدن يمنية. ولم يحسم قادة جنوبيين بارزين ومن "الحراك الجنوبي"، الذين اجتمعوا مطلع الاسبوع في دبي مع مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، مسألة مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني المقبل بالرغم من اتفاقهم على أن الحوار هو السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية بشأن القضية الجنوبية المتفاقمة منذ مارس 2007. وإلى جانب ذلك لم تتضح بعد ايضا قائمة الرئيس هادي المحدد له 62 مقعدا من المشاركين يختارهم هو شخصيا ، فيما احالت اليه اللجنة الفنية للحوار قائمة الشباب والنساء لاختيار ممثليها بواقع 40 لكل قائمة بعد خلافات اعضاء اللجنة على تلك القوائم لاعتبارات عدم الاستقرلية الحزبية. *تصعيد جنوبي وتخريب شمالي واعلنت فصائل للحراك الجنوبي المنادية بانفصال جنوب اليمن عن شماله برنامج تصعيدي ينطلق السبت في عموم مدن الجنوب يشمل تظاهرات وفرض عصيان مدني شامل بالتزامن مع انعقاد مؤتمر الحوار الاثنين المقبل في صنعاء. وقال قيادي بالحراك أمس أن الجنوب سيشهد يومي السبت والأحد المقبلين, مسيرات مليونية تطالب بفك الارتباط, كما سينفذ يوم الإثنين الذي سيعقد فيه مؤتمر الحوار الوطني, عصيانا مدنيا يشمل كل محافظات ومناطق الجنوب وإغلاق الحدود مع الشمال. يأتي ذلك فيما تصاعدت أعمال التخريب الممنهجة من قبل مسلحين في محافظة مأرب شمال شرقي اليمن، التي استهدفت البنية التحتية، من خلال تفجير أنابيب النفط وأبراج الكهرباء المغذية للشبكة الوطنية لتغرق مدن الجمهورية بالظلام خلال فترات متلاحقة في غضون ايام. ومنذ مطلع الاسبوع وصلت الاعتداءات على تلك المنشأت إلى ثمانية ، نصفها للكهرباء ،والاخرى لانابيب النفط، وسط عجز السلطة المحلية وحكومة الوفاق عن ضبط المخربين وردعهم ، والاكتفاء باعلان اسماء لمتهمين بتلك الاعتداءات. وتتعرّض أنابيب ضخ النفط في اليمن للتفجير في محافظتي شبوة ومأرب منذ تفجر ازمة الصراع على السلطة مطلع 2011 ، من قبل مسلّحين قبليين وجماعات سياسية ودينية متشددة واخرى على صلة بالقاعدة الذين يطالبون السلطات بمطالب مختلفة، منها الإفراج عن محكومين ومحتجزين خطرين لديها،أو فدية وتعويضات مالية ، أو تمرير اشتراطات لصالح مراكز قوى قبلية وعسكرية وجماعات سياسية نافذة. وساهم تعاطي حكومة الوفاق الانتقالية مع تلك المطالب في تنامي وتشجيع هذه الظاهرة المستهدفة تلك الانابيب النفطية وشبكات الكهرباء الوطنية. وقالت السلطات اليمنية أمس الخميس أن حملة عسكرية بدأت في ملاحقة المخربين بمحافظة مأرب مكونة مع عدد من الالوية العسكرية ووحدات للقوات الخاصة. *الية الحوار وانعقاده أمين عام مؤتمر الحوار بن مبارك اعتبر التحضيرات للانعقاد بانها "الأكثر تنظيما واتساعاً من كل تجارب الحوار في الماضي وقد جرى التحضير له بشكل جيد على مدار عدة شهور "، معرباً عن تفاؤله بقدرة أبناء اليمن على تقديم نموذج جديد وحي للحكمة اليمانية والتعاطي المسؤول مع قضايا تخص مستقبل أبنائهم ووطنهم . ووفقا لآليات عمل المؤتمر الحواري سيتم تقسيم المشاركين إلى تسع مجموعات عمل وسيتم عقد الجلسات في صنعاء وعدن وتعز والمكلا وصعدة والحديدة حسب احتياج المؤتمر مع إمكانية عقد بعض الاجتماعات في الخارج كخيار في حال الضرورة . ومن المتوقع أن يتم الإعلان في اليوم الأول عن تشكيل هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني الشامل المكونة من تسعة أعضاء، رئيس المؤتمر وهو رئيس الجمهورية ، وستة نواب لرئيس المؤتمر، واثنين مقررين ، وعلى أن يتم تمثيل جميع المكونات الثمانية في هيئة رئاسة المؤتمر، ويصدر قرار بتشكيلها من قبل الرئيس هادي بعد التشاور مع قيادات المكونات المختلفة وعرضها على مؤتمر الحوار في أولى جلساته العامة للتصويت عليها وإقرارها ويشكل مؤتمر الحوار الوطني الشامل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السياسي في اليمن كما حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة بكونه يناقش القضايا المصيرية التي ستحدد شكل اليمن الجديد وتحكم مستقبل الأجيال الحاضرة والمستقبلية وبناءً على نتائجه يتوقف إنجاز الخطوات اللاحقة والتي لا تقل أهمية من قبيل صياغة الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وكان قد تحدد موعد انطلاق عملية الحوار الوطني الشامل بعد تأجيلات متتالية ، تحدد في 18 مارس 2013 على أن يستمر لستة أشهر. *مشاركة عربية خليجية دولية من جانبها قالت صحيفة 26 سبتمبر الناطقة باسم وزارة الدفاع اليمنية أن عددا من الشخصيات الدولية المرموقة دعيت للمشاركة في إفتتاح أعمال مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم الاثنين المقبل بدار الرئاسة بصنعاء تجسيدا للإمتنان اليمني لدور المجتمع الدولي في إحلال السلام والتوصل إلى الوفاق الوطني.. ونسبت الصحيفة أمس الخميس لمصادر مطلعة القول أن من بين المدعوين أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي والدكتور عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي ، وشخصيات رفيعة المستوى في الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي وعدد من الوزراء في الدول الراعية للمبادرة الخليجية .. وأكدت أن الحضور العربي والدولي سيعطي زخما إيجابيا لتدشين الحوار الوطني كنموذج يمني فريد تقدمه اليمن لعمليات التحول الديمقراطي في المنطقة ، حيث من المتوقع أن يلقي بعض ضيوف المؤتمر كلمات في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني . *تأمين الفعالية وقالت قيادة وزارة الدفاع أنها أنشأت غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تأمين وتهيئة الأجواء الآمنة لعقد مؤتمر الحوار الوطني. وأوضحت أن غرفة العمليات تعمل على المتابعة المستمرة لمستوى تنفيذ الخطة الأمنية التي يشارك فيها عدد من منتسبي القوات المسلحة والأمن وبما يؤمن أماكن انعقاد جلسات الحوار والشخصيات المشاركة وخطوط السير كما ستقوم غرفة العمليات باستقبال الملاحظات على تنفيذ الخطة الأمنية واتخاذ الإجراءات السريعة لمنع أية اخلالات أمنية قد تحدث أثناء فترة جلسات الحوار سواء عقدت في صنعاء أو في بقية المحافظات.