بعد نجاح مفاوضات لاطلاقهما ، روى الصحفي نائف حسان -رئيس تحرير يومية صحيفة الشارع الاهلية ، تفاصيل عملية اختطافه مع المحرر في الصحيفة نشوان دماج من قبل ثلاثة مسلحين، ظهر الخميس الماضي، في سوق "اليتمة"، التابع لمحافظة الجوف، على حدود اليمن مع المملكة العربية السعودية. وفيما يلي تنشر "الوطن" تفاصيل عملية الاختطاف كما كتبها ورواها الصحفي نائف حسان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اليوم السبت: تحت تهديد السلاح؛ أجبرنا المسلحون على النزول من سيارتي عندما كنا متوقفين عليها، في الواحدة والنصف من بعد ظهر الخميس في سوق اليتمة، الذي وصلنا إليه في مهمة صحفية لتغطية المهرجان القبلي الكبير الذي أقامته قبائل "ذو حسين" لمناقشة عدد من القضايا الخاصة بها، بينها قضية توسع السلطات السعودية على الحدود". توقف المسلحون إلى جوارنا على متن سيارة "شاص"، بدون رقم، ثم نزل اثنان منهم ووجها السلاح إلي، طالبين مني الترجل من السيارة، وأجبروني على الانتقال إلى سيارتهم "الشاص"، فيما أبقوا نشوان دماج على سيارتي، نوع "سنتافي"، التي تولى قيادتها أحدهم، ثم توجهوا بنا، بسرعة جنونية إلى منطقة "بير المهاشمة"، التي ينتمي إليها الخاطفون الواقعة على بعد نحو 15 كيلومترا من سوق اليتمة. أنزلنا المسلحون في إحدى الخيام التابعة لقبيلتهم، وقالوا إنهم لن يطلقوا سراحنا إلا بعد أن تُطلق السلطات الرسمية اليمنية قريباً لهم صدر في حقه حكم بالإعدام". كنا قد صادفنا الخاطفين، قبل نحو عشرين دقيقة من عملية الخطف، حيث تعرضت سيارتنا، قبل وصولنا إلى سوق اليتمة، لتوقف اضطراري على الخط الرئيس، وهناك توقف مسلحون قبليون لمساعدتنا، ثم توقف الخاطفون بعدهم ونزلوا لتقديم المساعدة أيضاً، وعندما تحركت سيارتنا شكرنا المسلحين، وبينهم الخاطفون، وعرفناهم، بناء على طلبهم، بنفسينا كصحفيين ثم واصلنا طريقنا إلى سوق اليتمة". لحق بنا الخاطفون على سيارتهم إلى السوق، وسألوا، بعد أن توقفوا جوارنا، ما إذا كنت أنا محمود الصبري، الذي قالوا إنه مدير النيابة (هكذا)، فنفيت ذلك، وأكدت لهم ما سبق وقد أخبرتهم به: أنا نائف حسان صحفي من صحيفة "الشارع". قالوا إني أعمل مع الدولة، فنفيت الأمر، وقلت لهم إني لا أعمل مع الدولة مطلقاً. كنت حينها أتحدث بالتلفون، وأنتظر الصديق حسن أبو هدرة، إلا أني فوجئت بنزول اثنين من المسلحين طلب مني أحدهما النزول من السيارة، وعندما رفضت وجه إلي الكلاشنكوف. تحركوا، بسيارتي وسيارتهم، بسرعة خارجين من السوق باتجاه منطقتهم، وفي الطريق قال لي سائق السيارة "الشاص"، الذي قاد عملية الاختطاف، إنهم يبحثون عن أي شخص من تعز.أدخلونا إلى منطقة قبلية يعيشون فيها داخل خيام، وأدخلونا في خيمة وبدؤوا يلعبون دور الخاطفين؛ إذ رحبوا بنا، وفرشوا لنا البطانيات، وبدأنا نخزن. أكدوا، مراراً، أنهم لن يطلقوا سراحنا إلا بعد الإفراج عن السجين الذين يطالبون بإطلاق سراحه. أعادوا لي تلفوني وطلبوا مني إبلاغ المسؤولين في صنعاء أني مختطف فرفضت ذلك. وبعد نصف ساعة من خطفنا وصل إلينا الصديق حسن أبو هدرة، رئيس ملتقى شباب بكيل، وعدد من مسلحي قبيلة "ذو حسين"، التي كنت والزميل نشوان دماج مدعوين، من قبل أبو هدرة، لحضور مهرجانها. كان أبو هدرة، ومسلحو "ذو حسين"، الذين جاءوا معه، غاضبين، ورفض بعضهم شرب الشاي الذي قدمه لهم الخاطفون؛ لأنهم خطفونا ونحن ضيوف عندهم، ولأنهم خطفونا من داخل السوق، والسوق في الأعراف القبلية هو مكان "هجرة" لا يتم خطف الناس منه ولا يتم قتلهم حتى لو كانوا قتلة". قال الخاطفون إنهم لم يكونوا يعرفون أني، والزميل نشوان، ضيفان على حسن أبو هدرة فأكدنا، أمام الجميع، أننا أبلغناهم، أكثر من مرة، بذلك. تواصل قدوم مسلحين من "ذو حسين" إلى مكان الاختطاف، ثم اختلوا بالخاطفين، وأفراد قبيلتهم، وبعدها عادوا إلى الخيمة التي كنت ونشوان فيها، ووقف ممثلون من القبيلتين في صفين متقابلين تقدمت قبيلة الخاطفين قطعة كلاشنكوف كتحكيم لأبو هدرة، وأسرته، الذين اكتفى الحاضرون منهم بطلب اليمين من قبيلة الخاطفين بأنهم لم يكونوا يعرفون أننا ضيوف عليهم، وأقسم نحو أربعة رجال مسنين، ليس بينهم الخاطفون الثلاثة، بأنهم لم يكونوا يعرفون ذلك. بعدها غادرنا المكان، مع حسن أبو هدرة، ومسلحي ذو حسين وسيارتي، وقبل أن نغادر سألني أحد أقرباء أبو هدرة إن كان من قاموا بخطفنا قد أساءوا إلينا، أو أخذوا أشياء من أغراضنا، فقلت: لا. وفهمنا أنه تم تسوية حادثة الخطف مع الفرع القبلي الذي ينتمي له أبو هدرة فيما قضية المكان الذي تم خطفنا منه (السوق) ستكون قضية أخرى لم يتم إغلاقها؛ كونها، كما قيل لنا, خطأ كبير يستوجب دفع أربع ديات. وهنا؛ أتوجه بالشكر الجزيل لكل أفراد قبائل ذو حسين الذين أمنوا حمايتنا، ثم أصروا على أن يرسلوا معنا مسلحين رافقونا حتى مشارف العاصمة صنعاء مساء أمس الجمعة. هناك مؤشرات تجعلني استبعد أن تكون عملية الاختطاف تمت تحت مبرر المطالبة بإطلاق سراح سجين. بالنسبة لقائد عملية الاختطاف؛ فكل من التقينا بهم في اليتمة أكدوا لنا أنه شخص معروف في المنطقة بالكامل كعميل للمخابرات السعودية. وإلى هذا؛ فأحد أفراد قبيلته قال لنا، بعد وصولنا إلى قبيلته كمختطفين، إنهم لن يطلقوا سراحنا إذا كنا نحن من يكتب في الصحف على السعودية وعلى الحدود. وقال جميع من التقينا بهم أن الخاطفين وقبيلتهم ينتمون إلى التجمع اليمني للإصلاح. يبدو أن الطابور الخامس للسعودية بدأ العمل في مهمات جديدة، وما يؤكد هذا أن الزميل محمد مسعد دماج تعرض للإيقاف، الأسبوع الماضي، عند زيارته إلى منطقة منبه لتغطية تجاوزات السعودية على الحدود هناك، من قبل مسلحين عرفنا أنهم يعملون مع السعودية، وهم للأسف محسوبون على تجمع الإصلاح، وقالوا لمحمد إنهم يراقبونه منذ دخوله إلى منبه، ولم يتركوه وشأنه إلا عندما علموا أنه من برط.