ذكرت صحيفة ''فايننشال تايمز'' البريطانية أن استمرار النزاع في اليمن جعله بمثابة مسرح مفتوح على الصراع القائم بين قطر وإيران والمملكة العربية السعودية، ودول غربية أيضا. وقالت الصحيفة - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني - ''إن هذا النزاع جعل اليمن مقبلا على أصداء الحرب بالوكالة المشتعلة في سوريا ، وبذلك يصبح اليمن مفتوحا تماما على كل التأثيرات الخارجية ، من الولايات المتحدة ، أوروبا، السعودية ، وإيران وحتي قطر والتي تسعى جميعها لتعزيز نفوذها في اليمن''. وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة للقضاء على الفصائل الجهادية في جنوب اليمن ، توفر الفصائل الأخرى في البلاد ، وسيلة للدول المجاورة - بما في ذلك قطر - للضغط من أجل التأثير في اليمن الذي يحتل موقعا استراتيجيا على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية الغنية بالنفط. وأردفت تقول ''إن مستقبل هذه الأمة ، التي تناضل من أجل إثبات حقوقها قبل الانتخابات ستجرى خلال أقل من عام ، وتعتمد على المساعدات الدولية وتقع وسط المخاوف الأمنية الغربية والخليجية ، يبدو أنه على المحك.'' ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم ''إن طهران ، العدو الشيعي الأقدم للرياض ، تحاول استغلال حالة الفوضى في اليمن ، الذي يوصف بكونه ''نقطة ضعف شبه الجزيرة العربية''، وتدعم المتمردين في الشمال والجنوب .'' وأشارت إلى أن المفتشين التابعين لمنظمة الأمم المتحدة يتحققون من سفينة أوقفتها قوات الأمن اليمينة في يناير الماضي، والتي يزعم مسئولون أمريكيون أنها كانت محملة بالأسلحة من إيران . ونسبت صحيفة ''فايننشال تايمز'' البريطانية إلى مسئولين أمريكيين قولهم ''إن إيران تدعم متشددين ينتمون للحراك الجنوبي في اليمن ، ومن بينهم علي سالم البيض ، نائب الرئيس اليمني السابق ، الموجود في بيروت حاليا.'' وعلى الرغم من أن الحراك الجنوبي ليس له ارتباط سياسي أو طائفي مع إيران ، إلا أن البعض يعتقد أنهم سيكونون سعداء بالدعم ، نظرا لأنهم يرون أن الدول الغربية وحلفاءها تخلوا عنهم - على حد قول الصحيفة البريطانية . من ناحية أخرى .. هناك قطر ، والتي يحاول العديد من المراقبين فهم ما تحاول أن تحققه في اليمن ، ويعتقد أنها تدعم حزب الإصلاح الإسلامي ، وهو أحد أقوى التيارات التي نظمت الاحتجاجات ضد الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح . ويعتقد على نطاق واسع بأن الدوحة مولت ولا تزال حزب الإصلاح "اخوان اليمن"،ورغم ذلك ، نفى محمد اليدومي زعيم حزب الإصلاح اليمني ، تلقى الحزب أي دعم مالي من الدوحة . وقالت الصحيفة '' إن قطر على عكس جيرانها من دول الخليج والدول الغربية ، حيث أقامت علاقات قوية مع الجماعات الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، كما أثارت الاهتمام بشأن دورها في اليمن وما لعبته وقت إطلاق سراح مواطنة سويسرية في فبراير الماضي، والتي اختطفت في اليمن لمدة عام ؛ في إشارة إلى أن السفير القطري في صنعاء رفض هو الآخر الحديث عن دور بلاده في اليمن.( وكالات )