بدأت صباح اليوم بدار الرئاسة في صنعاء أعمال الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية - رئيس المؤتمر ، وبحضور المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن جمال بنعمر، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني وسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وفي افتتاح الجلسة قال الرئيس عبدربه منصور هادي إن بناء اليمن الجديد يتطلب إرادة وطنية وعزما لا يلين، مؤكدا أن عجلة الزمن دارت إلى الأمام ولن يسمح بإعادتها إلى الوراء، معتبراّ إن الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل تعد استمرارا لخطوات بناء اليمن الجديد. واعتبر الرئيس إن المبادرة الخليجية هي محور الحل السياسي ومن خلالها سوف نتمكن من التغيير والإصلاح والمضي قدما نحو تطلعات شعبنا اليمني. وتحدث في كلمته عن العمل الذي قامت به اللجنة الخاصة بهيكلة الجيش معتبرا أن ما تم أوصل اليمن إلى مرحلة انتهاء هواجس الاقتتال إلى الأبد. واعتبر أن حل القضية الجنوبية هو مفتاح حل الأزمة اليمنية ومشيرا إلى أنه تم اتخاذ عدد من القرارات التي من شأنها تنفيذ النقاط العشرين المرفوعة من اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار، موضحا أنه تم تشكيل لجنتي الأراضي والمبعدين وعملهم يسير بوتيرة عالية. وأكد أن خيار الوفاق سيظل نهجا دائما لإخراج البلاد من الأزمات إلى رحاب تغليب المصلحة الوطنية العليا كون الوطن لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات. وقال إن أبرز تلك الأزمات هي الإرهاب الذي استغلت فيه رؤوس الموت والدمار الظروف في البلاد وأطلت برأسها، وستعمل القوات المسلحة على القضاء عليها خصوصا في محافظة حضرموت، وتوقيف سيناريو يماثل سيناريو محافظة أبين. وناشد الجميع تحمل مسؤولياتهم ومغادرة الماضي بكل تفاصيله كون المهمة الآن هي بناء المستقبل. وأضاف: أثبتم جميعا انكم عند حجم المسؤولية الملقاة على عاتقكم، وكنتم على قدر عال من الأمانة وأنتم تحاولون إخراج البلد من الأزمات. وأشار إلى أن فرق النزول الميداني إلى المحافظات قابلت أكثر من 11 ألف شخصية من جميع المكونات، واستمعت إلى كثير من الهموم للناس ونقلتها إلى طاولة مؤتمر الحوار. وقال الرئيس إنه يتابع باهتمام نقاش الفرق قائلا: "بين أيدينا اليوم 150 توصية وقرار في بعض التقارير، وبعضها 20 أو أقل سيتم التصويت عليها خلال الجلسة العامة. واعتبر إن هذه القرارات تشكل خطوات ناجحة وتدل على إحساس عالي بالمسؤولية موضحا إن النجاح ليس في عدد القرارات قليلها أو كثيرها وإنما في الجهد الكبير الذي أفضى إلى التوافق على هذه القرارات. وأضاف إن القرارات وآلية التصويت عليها تم التوافق عليها في رئاسة المؤتمر وسيتم التصويت وفقا لتلك الآلية التي ستعرض على الأعضاء لاحقا. وأشار إلى أن المتحاورين ضربوا أروع الأمثلة في صناعة النجاح معبرا عن اعتزازه بوصول اليمنيين إلى مرحلة تحويل لغة الخصومة والخلاف إلى لغة حوار وتوافق يستحق أن يحافظ عليه الجميع وأن يكتب للتاريخ، مؤكدا أن تضحيات الشهداء في ربوع اليمن لم تذهب سدى. وتحدث عن لجنة التوفيق التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي معربا عن أمله بعدم اللجوء إلى اللجنة إلا فيما ندر. وأوضح إن المشكلات في اليمن ستستمر وستحصل دوما كوننا مازلنا نجتر أزمات عقود مضت لكن يجب أن لا تؤثر سلبا على مؤتمر الحوار، حيث ستواصل أجهزة الدولة حل الإشكالات. وتحدث عن بعض الأطراف التي تحاول الضغط والتلميح بالانسحاب من المؤتمر لفرض مكاسب آنية معتبرا أن تلك الأطراف ستعرض نفسها لغضب الشعب اليمني الذي يرى أن الحوار هو الأمل الوحيد. وجدد التأكيد على أن التركيز على أسباب المشكلات هو الذي سيحل الإشكالات وسيضمن الحلول. وأعرب عن شكره لدول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني وكذلك للمبعوث الأممي جمال بنعمر، إضافة إلى كلا من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والبنك الدولي والمنظمات الدولية الأخرى وذلك لدعم اليمن ومؤتمر الحوار، معتبرا أن الشراكة مع الأشقاء والأصدقاء هي من أوصلتنا إلى هذه اللحظة التاريخية معربا عن أمله في استمرار ذلك الدعم حتى يقف اليمن على قدميه. من جانبه قال جمال بنعمر المبعوث الاممي الخاص لليمن إن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ستظل داعمه لخيار الحوار في اليمن وللقرارات التي اتخذها ويتخذها الرئيس عبدربه منصور هادي والمرتبطة بتنفيذ المبادرة الخليجية بالتواصل مع مجموعة الدول العشر . وأضاف في كلمته في الجلسة: "يحق لليمنيين أن يفتخروا ويرفعوا رؤوسهم فقد اختاروا الحوار على الاقتتال وجنبوا بلادهم الحروب" مؤكدا ان القرار بيد اليمنيين وحدهم فهم من سيصنعه وليس هناك أي وصفات جاهزة ولا أي قرارات مسبقة. وقال: "أرفعوا رؤوسكم وافتخروا لأنكم جنّبتم بلادكم ويلات حرب بل حروب أهلية، وان عزيمة الحوار والتوافق انتصرت على لغة السلاح.. ولأنكم على طريق تحقيق طموحاتكم المشروعة، التي من أجلها نزل كثير منكم الساحات وقدّموا التضحيات لأنكم تخطّون تاريخكم بأيديكم، ولأنكم تصنعون مستقبلاً أفضل لبناتكم وأبنائكم، فالمجتمع الإقليمي والدولي كله فخور بكم، ومعجب بتجربتكم الفريدة من نوعها في منطقة تتعطش للسلام والأمن والاستقرار والحرية". وأضاف بنعمر: "قبل أيام زرت الحديدة، وهالني ما سمعته من أبنائها عن ظروفهم المعيشية الصعبة ورغم اختلاف انتماءاتهم، مطالبهم واحدة: الأمن والكهرباء والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم، والمشاركة في صنع القرار، في كلام آخر، هم يطالبون بالتنمية والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، وأعتقد أن جميع اليمنيات واليمنيين شركاء في هذه المطالب، وجلّهم لا يريد طريقاً لبلوغها سوى الحوار، متمنيا أن تستمعوا لهذه الأصوات، وأن تتابعوا مسيرة الانتقال السلمي وفق خارطة الطريق الشاملة التي وضعتموها بناء على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وتابع: إن اليمنيات واليمنيون يتطلعون إلى دستور يحفظ حقوقهم جميعاً من دون تمييز، ويتطلعون كذلك إلى انتخابات لا تعيد إنتاج نظام سابق، بل تؤسس نظام حكم جديد ليمن جديد يسوده القانون والديموقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد، نظام يعزز مفهوم المواطنة، ويتيح التنافس النزيه على أساس المساواة والحرية وتداول السلطة..حاثا الجميع استثمار هذه الفرصة التاريخية للمشاركة الفعالة في وضع حلول شاملة لتحقيق نتائج ملموسة تكون من صنعكم أنتم. فوحدكم أصحاب القرار، مؤكدا ان الأمم المتحدة ليست لديها وصفات جاهزة لحل أية قضية.. لكننا نشدد على ألا خيار إلا إنجاح مؤتمر الحوار، عبر مخرجات حقيقية تعالج القضية الجنوبية وقضية صعدة وتحقق المصالحة الوطنية وتبني عقداً اجتماعياً جديداً. وقال الدكتور عبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس ستظل مواصلة دعمها لمخرجات مؤتمر الحوار بما يحفظ وحدة اليمن وسيادته واستقلاله . وخاطب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في مستهل كلمته في افتتاح الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل خاطب أطفال اليمن عقب أوبريت عرض فيه رسالة أطفال اليمن لمؤتمر الحوار : "إذا كان هذا التجمع هو من سيرسم مستقبل اليمن فأنتم وأبناكم بخير". وقال: "لا أعتقد أن هناك كلمات أفضل من ما تقدم به أبناؤنا وأطفالنا في بداية هذا اللقاء الكريم، فقد كان طلبهم م طلب سامي ورسالتي لهم يا أبنائي إذا كان هذا التجمع الكريم هو من سيرسم مستقبل اليمن فانتم وأبناؤكم بخير ان شاء الله". وأضاف الزياني إن تدشين المرحلة الثانية من المؤتمر يؤكد على أن الارادة اليمنية قادرة على الوصول إلى المستقبل الذي ينشده أبنائه. وقال الزياني إن مؤتمر الحوار يحظى بمتابعة ومباركة أصحاب السعادة والسمو في دول مجلس التعاون الخليجي، معبرا عن تهانيه لليمنيين الوصول إلى هذه المرحلة والنجاح في المرحلة الأولى لأعمال المؤتمر. واعتبر إن افتتاح مكتب مجلس التعاون الخليجي في اليمن ورفع مستواه إلى تمثيل ديبلوماسي يأتي ضمن دعم دول مجلس التعاون الخليجي لليمن وتنفيذ المبادرة الخليجية. وحث جميع اليمنيين على مواصلة العمل من أجل مصلحة اليمن معبرا عن تطلعه للمشاركة بالاحتفال باختتام نجاح المؤتمر .