انتفضت مصر أمس وخرجت مختلف مدنها ومحافظاتها في مظاهرات بالملايين، في جمعة "التفويض"، دعماً للجيش، ولإعلان تفويضه والشرطة مهمة القضاء على الإرهاب ومكافحة العنف وجسدت الميادين المختلفة وحدة الشعب، وشهد ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية أكبر مائدة إفطار شارك فيها المسلمون والمسيحيون بعدما قررت الكنيسة في سابقة هي الأولى من نوعها اعتبار يوم أمس "صوم انقطاع" لعموم الأقباط "من أجل مصر"، فيما خرجت مسيرات لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، ووقعت اشتباكات بين عناصر "الإخوان المسلمين" ومعارضيهم في أكثر من مكان وأسفرت عن عشرات الجرحى، وسقوط 5 قتلى في الإسكندرية، وهاجمت عناصر إرهابية نقاطاً أمنية في شمال سيناء أثناء ساعة الإفطار وأطلقت النار عشوائياً على منازل الأهالي في مدينة الشيخ زويد . في حين لقي قرار حبس مرسي 15 يوماً احتياطياً بتهمة "التخابر" والهجوم على المنشآت الشرطية والسجون، ردود فعل مرحبة من مختلف القوى الثورية والمدنية، ومنددة من "الإخوان" و"حماس"، وكشفت مصادر أن مرسي واجه أسئلة قاضي التحقيق حول الاتهامات بكلمتين هما "محصلش ومعرفش"، وأنه سينقل خلال ساعات إلى سجن طرة . وأعلن خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة عن إصابة 71 بمحافظات القاهرة ودمياط والشرقية والإسكندرية خلال التظاهرات، وأشار إلى أن 27 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج وتحسن حالتهم، وأوضح أن عدد المصابين بطلقات خرطوش بلغ 37 مصاباً، وعدد المصابين بجروح وكدمات وكسور 22 مصاباً، إضافة إلى 12 مصاباً بحالات إغماء، فيما لقي 3 أشخاص مصرعهم في اشتباكات بالإسكندرية وأصيب أكثر من 10 أشخاص بجروح . وشهدت المحافظات مليونيات خرجت دعماً للجيش المصري والشرطة، ولتفويضهما مهمة مكافحة الإرهاب والعنف، وتجمع الملايين على الإفطار في ميادين مدن وعواصم المحافظات من أسوان إلى قنا حتى بني سويف والفيوم والدلتا بالمنوفية والبحيرة وكفر الشيخ والدقهلية والإسكندرية والشرقية والقليوبية والشرقية، وفي مدن القناة الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، إضافة إلى دمياط وشمال وجنوب سيناء بمشاركة الأقباط الذين صاموا تضامنا مع الجيش وتأييدا له وفوضوه التصدي للإرهاب والعنف، تحت "شعار الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة ضد الإرهاب والعنف" . ولوحظ انتشار كثيف لصور الفريق أول عبدالفتاح السيسي قائد الجيش وزير الدفاع بين حشود المصريين في ميادين القاهرة وبقية المدن، وأفاد مراسلو وكالة "فرانس برس" عن انتشار كثيف لهذه الصور بين المتظاهرين من معارضي التيارات الإسلامية، إضافة إلى الأعلام المصرية . وهاجمت عناصر إرهابية 7 أكمنة أمنية في شمال سيناء أثناء الإفطار في وقت متزامن، حيث استهدف الإرهابيون أكمنة أبوطويلة والصفاء ومستشفى الشيخ زويد والكوثر بقذائف صاروخية و"آر بي جي" أثناء الافطار . فيما شهدت مدينة الشيخ زويد إطلاق نيران عشوائي على منازل الأهالي، ما أدى إلى حصار مئات السكان في المساجد عقب صلاة المغرب . واستقبل مستشفى العريش العسكري ثلاثة مصابين هم جنديان وضابط، كما استولى إرهابيون كل سيارة إسعاف واستخدموها كمنصة وهي تتحرك لإطلاق النار بكثافة على قوات الجيش . وقرر المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة بحبس مرسي 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيقات التي يجريها معه، وتضمنت لائحة الاتهامات المسندة إليه السعي والتخابر مع حركة "حماس" للقيام بأعمال عدائية، والهجوم على المنشآت الشرطية، والضباط والجنود واقتحام السجون المصرية وتخريب مبانيها وإشعال النيران عمدا في سجن وادي النطرون، وتمكين السجناء من الهرب، وهروبه شخصيا من السجن، وإتلاف الدفاتر والسجلات الخاصة بالسجون، واقتحام أقسام الشرطة وتخريب المباني العامة والأملاك، وقتل بعض السجناء والضباط والجنود عمدا مع سبق الإصرار، واختطاف بعض الضباط والجنود . وكشف مصدر قريب من التحقيقات أن قاضي التحقيقات انتقل إلى مقر احتجاز الرئيس المعزول، وواجهه بتقارير وتحريات جهاز الأمن الوطني والجهات السيادية التي تبين قيامه مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين بالاشتراك مع حركة "حماس" باقتحام سجن وادي النطرون وتهريب المساجين منه، ما رد عليه مرسي بعصبية "الكلام ده محصلش"، وقوله "معرفش حاجة عن الكلام ده وحماس لم تقتحم السجون ولا حاجة"، وتأكيده أن "الكلام ده محصلش واللي فتح السجون هما الداخلية علشان يحدثوا فوضى في البلد لصالح النظام البائد الفاسد" . ورد على اتهامات التخابر بالقول "محصلش ومعرفش الكلام ده مين اللي قاله وأنا لم أتخابر مع أحد وأنا وطني أكتر من أي واحد في مصر" . وأعلن المصدر أنه من المقرر أن يتم نقل الرئيس المعزول إلى سجن طرة خلال ساعات بعد صدور قرار حبسه وأن التأخير في نقله حصل لدواع أمنية .( الخليج )