متابعة خاصة - سقط قتلى وجرحى واحترقت مؤسسات ومبان وشنت عديد هجمات مسلحة في العاصمة المصرية وعدد من المدن ، في أعمال العنف والإرهاب والتخريب التي يواصل أنصار جماعة الإخوان المسلمين القيام بها منذ ثلاثة ايام حيث فض الأمن اعتصاماتهم في رابعة العدوية ونهضة مصر ، بينما أعلنت الحكومة المصرية أمس الجمعة أنها تواجه "مخططاً إرهابيا" من جماعة الإخوان المسلمين، وصدر العاهل السعودي رسالة قوية عربيا ودوليا في دعم السلطات المصرية في مواجهتها "ضد الارهاب" والمخربين، ومحذرة من "التدخل" في شؤون مصر الداخلية. *ثالث أيام عنف الإخوان وواصل أنصار الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي، من أتباع جماعة الإخوان المسلمين، أمس أعمال العنف والتخريب وشن هجمات مسلحة ضد مؤسسات حكومية ونقاط ومراكز أمنية واصطدموا مع الأهالي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في عدة محافظات، في مخطط واضح لجماعة الإخوان لنقل عمليات التخريب إلى بقية المحافظات، وإحراق القاهرة والبلاد بكاملها. وفي تفاصيل المشهد المصري، قتل 70 شخصاً على الأقل أمس الجمعة حيث وقعت اشتباكات جديدة في إطار تحول مليشياتي مسلح لانصار جماعة الاخوان بخوض ما يشبه حرب الشوارع في مناطق متفرقة مع قوات الامن والأهالي لاسيما في القاهرة . ليرتفع بذالك عدد القتلى منذ الأربعاء حيث دشن الإخوان مرحلة إشاعة التخريب والإرهاب بعد فض اعتصاميهم في ميدان النهضة ورابعة العدوية إلى 650 شخصاً. وفيما واصلت مليشيا الجماعة هجماتها ومساعيها لإقتحام عديد من أقسام الشرطة والمنشات الحكومية وقتل من فيها وإحراقها ،وضعت الحكومة المصرية هذه الأحداث في إطار مواجهة "مخطط ارهابي" تقوده جماعة الاخوان المسلمين. وقال مصدر أمنى مصري أنه استمرارا للمحاولات الإرهابية لعناصر تنظيم الإخوان لدفع البلاد إلى دائرة العنف ، تواصلت هجمات مجموعات كبيرة من جماعة الأخوان بحوزته أسلحة آلية ضد مقار أمنية ومنشآت حكومية ، وأضاف إن القوات المكلفة بتأمين المقار الحكومية والأمنية قامت بالتصدي للمهاجمين , وفى ذات الوقت أنضم اليهم حشود كبيرة من الأهالي الشرفاء في التصدي للمهاجمين ، وسقط عديد من الجرحى من الجنود والأهالي. ولا تزال مناطق بالقاهرة وعدد من المدن المصرية تشهد ما يشبه حرب شوارع بين القوات الحكومية ومليشيا الإخوان حتى وقت مبكر من الساعات الأولى من يوم السبت. وأعلنت وزارة الداخلية أن بعض المناطق بمحافظتى القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات شهدت منذ صبيحة أمس الجمعة مواجهات بين رجال الشرطة وعناصر تنظيم الإخوان التى تستخدم الأسلحة النارية تجاه المنشآت الشرطية والمواطنين. وأوضحت وزارة الداخلية فى بيان لها أن قوات الأمن نجحت فى صد اعتدائهم ومنعهم من اقتحام عدد من المنشآت الشرطية والحكومية فى محافظة الجيزة, شملت قسمى شرطة الطالبية وأول أكتوبر ومبنى إدارة الترحيلات ومطرانية الأقباط بشارع مراد, مشيرة إلى أنه تم ضبط أعداد كبيرة منهم, بالإضافة إلى ضبط أعداد أخرى بالمحافظات وبحوزتهم أسلحة نارية . واعلن الانبا مرقص اسقف شبرا انه "تم الغاء الخدمات والاجتماعات اليومية في الكنائس بحسب ظروف كل كنيسة"، موضحاً انه "جرى احراق 40 كنيسة ودار خدمات على مستوى مصر" في الايام الماضية. وكانت اعمال العنف التي انتشرت في جميع انحاء البلاد منذ الاربعاء الماضي، في واحد من اصعب ايام مصر في تاريخها الحديث، دفعت الحكومة الى اعلان حالة الطوارىء لمدة شهر وفرض حظر للتجول في 14 محافظة مصرية بينها القاهرة والاسكندرية من الساعة 19,00 الى الساعة 6,00 بالتوقيت المحلي. *مصر في مواجهة إرهاب الجماعة وأعلنت الحكومة المصرية أمس الجمعة أنها تواجه "مخططاً إرهابيا" من جماعة الإخوان المسلمين، في أول تعليق رسمي على المواجهات الدائرة بين مليشيا الجماعة وقوات الأمن منذ أيام عدة في كل أنحاء البلاد. وقالت الحكومة المصرية في بيان لها أنها "والقوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون جميعاً يداً واحدة في مواجهة المخطط الإرهابي الغاشم من تنظيم الإخوان على مصر". وفي الأثناء، ناشدت وزارة الداخلية المصرية المواطنين تجنب التواجد في مناطق الجلاء ورمسيس وكورنيش النيل، لإتاحة الفرصة لقوات الأمن للتصدي لمن وصفتهن ب"بعض العناصر الإرهابية" والتعامل معها، وذلك حرصاً على سلامة المواطنين من التعرض لأي أذى، بحسب البيان. *رد عربي تصدرته السعودية وفيما تواصلت ردود الفعل الدولية المرتبكة من المشهد مع انحياز أوروبي أمريكي معلن مع جماعة الإخوان، ووصف بانه معطي لها الضوء الأخضر تشجيعا بعملها الإرهابي والتخريبي وإحراق البلاد ..ظهر في المقابل رد عربي تصدره العاهل السعودي ، وأيدته عدد من البلدان العربية. إذ بمقابل مواقف الولايات المتحدة ورئيسها "الأعور" ودول الاتحاد الأوروبي والتي تعامت تماماً عن رؤية الإرهاب الإخواني في أعلى تجلياته، فبادرت إلى فرض ضغوط دبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الحكومة المصرية، وهو الأمر الذي رفضته القاهرة ..ظهر موقفا قويا إزاء أعمال الإرهاب والتخريب التي تواجهها مصر في ظل تدخلات دولية سافرة مشجعة عليها لاسيما من قبل الرئيس الامريكي بارك اوباما وإدارته ، إذ أعلن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس الجمعة دعم بلاده للسلطات المصرية في مواجهتها "ضد الارهاب"، مؤكدا ان ذلك "حقها الشرعي"، ومحذرا من ان "التدخل" في شؤون مصر الداخلية "يوقد نار الفتنة"، مشددا ايضا على "الحق الشرعي" لمصر في "ردع كل عابث او مضلل". وقال: إنني أهيب برجال مصر والأمتين العربية والإسلامية والشرفاء من العلماء، وأهل الفكر، والوعي، والعقل، والقلم، أن يقفوا وقفة رجل واحد ، وقلب واحد ، في وجه كل من يحاول أن يزعزع دولة لها في تاريخ الأمة الإسلامية ، والعربية ، مكان الصدارة مع أشقائها من الشرفاء . وأن لا يقفوا صامتين ، غير آبهين لما يحدث (فالساكت عن الحق شيطان أخرس). وأضاف: ليعلم العالم أجمع، بأن المملكة العربية السعودية شعباً وحكومة وقفت وتقف اليوم مع أشقائها في مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية، في عزمها وقوتها، وحقها الشرعي لردع كل عابث أو مضلل للبسطاء الناس من أشقائنا في مصر. وليعلم كل من تدخل في شؤونها الداخلية بأنهم بذلك يوقدون نار الفتنة، ويؤيدون الإرهاب الذي يدعون محاربته، آملاً منهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان فمصر الإسلام، والعروبة، والتاريخ المجيد، لن يغيرها قول أو موقف هذا أو ذاك ، وأنها قادرة، وقوته على العبور إلى بر الأمان. يومها سيدرك هؤلاء بأنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم. كما أيدت الإمارات و الأردن الموقف الذي صدره العاهل السعودي ، فقد أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأييدها ودعمها الكامل لتصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة حول الأحداث الجارية في مصر . وأكدت الإمارات أن هذا التصريح ينم عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية بأمن واستقرار مصر وشعبها , كما يأتي في لحظة محورية مهمة تستهدف وحدة مصر الشقيقة واستقرارها وينبع من حرص خادم الحرمين الشريفين على المنطقة ويعبر عن نظرة واعية متعقلة تدرك ما يحاك ضدها . وأعربت عن وقوفها مع المملكة العربية السعودية في دعم مصر الشقيقة وسيادة الدولة المصرية ، مؤكدة إنها تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم التدخل في شئون مصر الداخلية وكذلك موقفه الثابت والحازم ضد من يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها , انتصارا لمصر الإسلام والعروبة. وأعلن وزير الخارجية الاردني ناصر جودة أمس الجمعة ان بلاده تقف الى جانب مصر في سعيها لفرض القانون، مؤكدا ان اهمية مصر تتطلب من الجميع "الوقوف ضد كل من يحاول العبث بأمنها وامانها". وقال "الاردن بقيادة الملك عبدالله الثاني يقف الى جانب مصر الشقيقة في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون واستعادة عافيتها واعادة الامن والامان والاستقرار لشعبها العريق وتحقيق ارادته في نبذ الارهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية". *مصر لن تنسى المواقف من جانبه وجه رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور رسالة إلى شقيقه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ردا على كلمته أمس التي دعم فيها مصر ضد الإرهاب . وأكد منصور أن مصر عبر تاريخها الطويل والعريض قد واجهت من الصعوبات وحققت الانتصارات دفاعا عن أمتيها العربية والإسلامية اللتين كانتا خير عون وسند لمصر في الملمات ومواجهة الفتن . وأشار الرئيس منصور في رسالته أيضا إلى أن الشعب المصري استمع إلى بيان خادم الحرمين الواضح والحازم لدعم مصر حكومة وشعبها في مواجهة الإرهاب الذي أطل بوجهه البغيض على أرض الكنانة حفظها الله من كل سوء وأعز شعبها في مواجهة كيد العابثين بأمنها. وأضاف منصور أن الأوقات العصيبة التي تشهدها الشعوب والأمم هي التي تكشف عن المعادن الحقيقية للقادة والشعوب ومن ثم فان بيان خادم الحرمين جاء ليؤكد من جديد على أصالة موقف جلالته وشعب وحكومة المملكة الشقيقة فأبى الا أن ينطق بالحق . وأوضح الرئيس أن العالمين العربي والإسلامي في أشد الحاجة إلى الانصات للدعوة التي أطلقها خادم الحرمين لمواجهة الإرهاب الذي لا يرعى دينا ولا ذمة . كما طمأن منصور في رسالته العالم أجمع بأن مصر عازمة على التصدي لهذا العدوان الشرس على أمنها واستقرارها ومن خلفها أمتيها العربية والإسلامية وأنها لن تسمح لمن يرفعون السلاح بترويع أبنائها ولمن أخذهم الغرور والتجبر ليرفعوا أعلام تنظيم القاعدة في القاهرة ويعتدون على دور العبادة ومنشآت بناها شعبها العريق بأن ينالوا من هذا الشعب الأبى . واختتم منصور رسالته بتكرار شكره وعرفانه لخادم الحرمين والأشقاء بالمملكة العربية السعودية .. مؤكدا أن مسيرة شعب مصر ماضية للأمام وأن التاريخ يسطر للرجال والأمم مواقفهم الناصعة في دعمها ويزدرى مواقف المتخاذلين .