تقرير - قطع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إجازته العيدية وعاد في وقت مبكر يوم السبت قادما من محافظة عدن جنوبي اليمن ، غداة تصاعد هجمات القاعدة في البلاد لاسيما اليومين الماضيين والموصوفة بأقصى درجات الخطورة، ووسط موجة من الاضطرابات والانفلات الأمني منقطع النظير في عديد من محافظات ومدن البلاد. وأعلنت مصادر رسمية عودة الرئيس هادي إلى العاصمة صنعاء قادما من مدينة عدن التي كانت محطة ثانية من جولة ميدانية خلال عيد الأضحى ، وشملت بداية أرخبيل سقطرى التي أعلنها محافظة مستقلة عن حضرموت. وقالت مصادر عسكرية يمنية مطلعة أن الرئيس هادي وجه مساء الأمس وزارة الدفاع وجهازي الأمن القومي والاستخبارات العسكرية بتصعيد العمليات العسكرية والاستخباراتية ضد تنظيم القاعدة عقب تصاعد هجمات التنظيم ضد المواقع العسكرية في عدد من المدن. يأتي ذلك فيما يستمر غياب رئيس الحكومة الانتقالية مع معظم الوزراء خارج اليمن للاستجمام على وقع التردي الامني والمعيشي والخدمي الفاضح، الامر الذي يعكس مصداقية وصفها ب"الحكومة الكارثة والاخفاق الوطني غير المسبوق في تاريخ البلاد". ونقلت صحيفة الخليج الإماراتية يوم السبت عن المصادر العسكرية المطلعة قولها أن ثمة توجيهات رئاسية مشددة صدرت لقيادات وزارة الدفاع وجهازي الأمن القومي والاستخبارات العسكرية بتكثيف العمليات ذات الطابع الاستباقي ضد مناطق تمركز مسلحي القاعدة في كل من "أبين والبيضاء" بالتزامن مع تشديد الحراسات والتدابير الأمنية على المعسكرات والمنشآت العسكرية في كل من العاصمة صنعاء وعدن وأبين والمكلا ومأرب والبيضاء . وأشارت المصادر إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد تنفيذ عمليات استهداف مكثفة لمناطق تمركز مسلحي القاعدة. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن هادي أبدى استياءه من نجاح تنظيم القاعدة في شن هجمات متقاربة استهدفت في مجملها ثكنات ومعسكرات تابعة للجيش . يأتي ذلك توافد إلى محافظة البيضاء، أمس، العديد من قادة الجيش للاطلاع على مستوى الجاهزية لدى قوات الجيش المرابطة هناك بعد الهجمات التي شنها مسحلو التنظيم على مواقع عسكرية، وسط ترتيبات بشن عملية عسكرية واسعة تستهدف أوكار المسلحين . وصعد مسلحو تنظيم القاعدة من هجماتهم على مواقع الجيش اليمني، فضلا عن عمليات الاغتيال حيث هاجموا، أمس، موقعاً عسكرياً في محافظة أبين أسفر عن مقتل 12 جندياً وضابطاً في رابع هجوم يشنه مسلحو التنظيم بعد ساعات على مهاجمتهم مواقع عسكرية في محافظة البيضاء ومحاولتهم الفاشلة الاستيلاء على معسكرات للجيش في البيضاء، وقالت صنعاء إن قوات الجيش صدتهم وأوقعت فيهم قتلى وجرحى . كما نفذ مسلحو التنظيم عمليتي اغتيال مسائية وصباحية يوم امس في محافظة حضرموت شرقي البلاد ،حيث اغتال مسلحان يعتقد أنهما من مسلحي القاعدة ضابطاً في جهاز البحث الجنائي في مدينة غيل باوزير بمحافظة حضرموت . وقالت مصادر أمنية إن مسلحان يستقلان دراجة نارية اعترضا طريق المساعد في البحث الجنائي حسين باشطيح فاردياه قبل أن يلوذا بالفرار . ومساء الأمس اغتال مسلحان مستشار مدير امن محافظة حضرموت مع سائقه وسط مدينة سيئون بالمحافظة ،وذكرت مصادر أمنية أن العقيد محمد عبدالله الحبشي تعرض لهجوم مسلح وهو يستقل سياراته وسط مدينة سيئون بمحافظة حضرموت عبر شخصين كانا على متن دراجة نارية، تمكنا من الفرار بعد تنفيذهما العملية. وذكرت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل العقيد الحبشي ،وسائقه. والعقيد الحبشي كان يشغل منصب مدير البحث الجنائي بوادي حضرموت ، قبل أن ينقل من منصبه ويعين كمستشار لمدير أمن المحافظة. وجاءت عمليتي الاغتيال أمس بعد يومين من حادثة مماثلة قتل فيها مساعد قائد الانتشار الأمني في مدينة الشحر في حضرموت نفسها التي أصبحت في الشهور الأخيرة مسرحاً مفتوحاً أمام عمليات «القاعدة».