قال خبير في شؤون الإرهاب، اليوم الأربعاء، إن الأمن والجيش في اليمن باتا مُخترقين من قبل القاعدة، مشيراً إلى أن التنظيم أصبح يملك أموالاً ضخمة يستطيع بواسطتها الحصول على المعلومات والأسلحة والمتفجرات لتنفيذ أهدافه. وفي حوار مع وكالة "الأناضول، قال الخبير والباحث في شؤون القاعدة والجماعات الإسلامية، سعيد الجمحي، إن هناك اختراقاً واضحاً للأمن والجيش من قبل تنظيم القاعدة، الأمر الذي سهل له اقتحام مقر وزارة الدفاع بالعاصمة صنعاء في 5 ديسمبر/كانون الأول، واقتحام مقر القيادة العسكرية الثانية في 30 سبتمبر/أيلول، في محافظة حضرموت (جنوب)، بالإضافة الى اقتحام مقر السجن المركزي بصنعاء قبل أسبوعين. وأوضح الجمحي وهو رئيس مركز "الجمحي للدراسات والبحوث"، (مستقل)، أن قيادات في الأمن والجيش هي من سهّلت عمليات الاقتحام الأخيرة للمقرات الأمنية والعسكرية بما فيها اقتحام وزارة الدفاع. وبين أنه "لا يمكن لأي جهة مهما كانت قوتها أن تنجح في اقتحام مثل هذه المقرات الحكومية المهمة لولا وجود تسهيلات من قبل عناصر أمنية وعسكرية"، مشيراً إلى أن نجاح "القاعدة" في اختراق مؤسستي الأمن والجيش "بات أمراً واضحاً لا جدال فيه"، على حد قوله. وذكر الخبير أن تنظيم القاعدة في اليمن أصبح "يملك مجموعة قوية من الكادر الشبابي المتحمس لتنفيذ أهدافه بثقة عالية". وحول قوام التنظيم في البلاد، قدّر الخبير أن السعوديين يشكلون نسبة 40% من عناصر القاعدة المتواجدين في اليمن، ويشتركون في تنفيذ أهم العمليات فيها. ورأى أن العناصر السعودية هي "أكثر حماسة من العناصر اليمنية في تنفيذ العمليات الإرهابية". وحول معلوماته عن تمويل القاعدة، أكد الجحمي في حواره مع وكالة الانضول أن التنظيم يملك أموالا ضخمة، حصل عليها من عمليات الاختطاف التي جنى بموجبها "فدى" كشرط للإفراج على العناصر المختطفة والتي كان معظمها من الشخصيات الأجنبية. وتابع بالقول إن "هذه الأموال الضحمة مكّنت التنظيم من شراء المعلومات والأسلحة والمواد المتفجرة شديدة الفعالية التي يستخدمها في عملياته". ويصاحب حالة الاضطراب الأمني التي يشهدها اليمن، عمليات خطف متكررة ينفّذها مسلحون بهدف الضغط على السلطات لتحقيق مكاسب، بينها الإفراج عن سجناء أو طلب فدية مالية أو مطالب أخرى. ولفت الخبير إلى أن تنظيم القاعدة يقدم نفسه كجهة مظلومة أمام الرأي العام اليمني، وأن الحكومة تتعاون مع القوات الأمريكية التي تنفذ ضربات بشكل متكرر عبر طائرات بدون طيار تستهدف قيادات وعناصر تابعين له في عدة مناطق. وبدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار توجّه ضرباتها في الأراضي اليمنية، في نوفمبر/ تشرين ثان 2002، بموجب اتفاق وقعته الإدارة الأمريكية مع الحكومة اليمنية. وتقول الاحصاءات إن عدد الضربات التي شنتها الطائرات بدون طيار على اليمن خلال عام (2013) بلغت 35 ضربة جوية، راح ضحيتها 97 عنصراً مفترضاً من القاعدة في الحد الأدني، و33 مدنياً، أغلبهم في محافظة البيضاء (وسط)، في حين بلغت عدد الضربات الجوية عام 2012 نحو 53 ضربة جوية. وفيما يتعلق بالخطاب الإعلامي للقاعدة في اليمن، أفاد الجمحي أن التنظيم متفوق على الجانب الاعلامي الرسمي الذي يعاني من "تخبط في المعلومة وعدم إعطاء صورة واضحة للجمهور بما يحدث وعدم مصداقية كشف الحقائق"، مع عدم وجود خارطة حقيقية للتعامل مع الارهاب، في حين تأتي القاعدة ببيانات تبريرية بالصورة والتعليق الجيدين. ويشهد اليمن سلسلة من الهجمات والاغتيالات بشكل متزايد، فيما يوجه مسؤولون أمنيون أصابع الاتهام في تنفيذ العشرات من تلك الهجمات إلى عناصر تنظيم القاعدة.