الأربعاء, 07 آب/أغسطس 2013 17:02 صنعاء ‘القدس العربي' من خالد الحمادي - لندن " عدن برس " - خيّمت أجواء الحرب على سماء العاصمة اليمنيةصنعاء أمس إثر اختراق الطائرات الأمريكية بدون طيار لأجوائها لأول مرة بشكل مستمر منذ الصباح وحتى العصر، ولم توقف سماع هديرها سوى الأمطار الغزيرة التي هطلت فجأة ووضعت حدا لها. وقالت مصادر دبلوماسية ل'القدس العربي' ان أسباب هذا التحليق الكثيف للطائرات الأمريكية بدون طيار فوق صنعاء ناتجة عن تهديدات خطيرة هي الأولى من نوعها يعتقد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب يعتزم تنفيذها في اليمن تحديدا وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموما. وأوضح ‘يبدو أن الادارة الأمريكية تلقت معلومات خطيرة عن خطط القاعدة وعن تحركاتها لضرب المصالح الأمريكية والغربية في صنعاء وبالتالي قامت طائراتها بهذه الطلعات الجوية التي غالبا ما تسبق ضربات محتملة'. وبدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار طلعاتها الاستطلاعية فوق أجواء صنعاء بعد إجلاء مواطنيها من اليمن بمن فيهم الدبلوماسيون، وإصدار الخارجية الأمريكية ثلاثة تحذيرات لرعاياها خلال أقل من اسبوع وطلبها منهم عدم السفر إلى اليمن وطلبت من الذين يعيشون فيها بمغادرتها فورا. وتواكب مع هذه الإجراءات الأمريكية إغلاق جميع السفارات الغربية بصنعاء وإجلاء الرعايا والدبلوماسيين البريطانيين منها خلال الأيام الماضية من هذا الأسبوع، وهي الإجراءات الأولى من نوعها التي لم تشهد صنعاء مثيلا لها من قبل حتى في حالة الفوضى السياسية وفي حالة الحروب. وبدأت الطائرات الأمريكية بدون طيار عملياتها فوق أجواء صنعاء بعد يوم واحد من عودة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من زيارة رسمية لواشنطن وزيارة خاطفة للسعودية في طريق عودته لصنعاء. وجاءت بعد يوم أيضا من مقتل 4 من المشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة في منطقة وادي عبيدة بمحافظة مأرب بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار، وكذا إعلان وزارة الداخلية اليمنية لقائمة مكونة من 25 شخصا اعتبرتهم من أخطر عناصر القاعدة المطلوبين للأجهزة الأمنية ورصدت خمسة ملايين ريال يمني (حوالى 3500 دولار) لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض على أي منهم. وقالت الداخلية اليمنية في إعلانها ‘انه وفي إطار الجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية لملاحقة ومطاردة وتتبع العناصر الإرهابية والقبض عليها، تعلن اللجنة الأمنية العليا بأنها توفرت معلومات عن تخطيط العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة للقيام بأعمال إرهابية تستهدف منشآت ومقار عامة وخاصة في عدد من محافظات الجمهورية اليمنية أواخر شهر رمضان وإجازة عيد الفطر'. وأضافت ‘تعلن اللجنة الأمنية عن مكافأة مقدارها خمسة ملايين ريال لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى إلقاء القبض على أي من الأسماء الخمسة والعشرين المرفقة أسماؤهم'. ووجهت الخارجية الأمريكية رسالة طوارئ لمواطني الولاياتالمتحدة وحذرتهم من السفر إلى اليمن. وعلمت ‘القدس العربي' أن بعض الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في اليمن مارسوا مهام عملهم أمس من العاصمة واشنطن بعد أن تم إجلاؤهم من صنعاء. وبررت الخارجية الأمريكية تحذيراتها الشديدة لمواطنيها في بيان أمس بالقول ‘إن وزارة الخارجية الامريكية تحذر المواطنين الامريكيين من مستوى التهديد الامني المرتفع في اليمن، بسبب الأنشطة الإرهابية والاضطرابات المدنية'. وأضافت أن ‘الوزارة تحث المواطنين الامريكيين على تأجيل السفر إلى اليمن وتحث مواطني الولاياتالمتحدة الذين يعيشون حاليا في اليمن على مغادرتها فورا'. واثارت الاجراءات الأمنية الاحترازية الأمريكية في اليمن حفيظة الكثير من اليمنيين واعتبروها إجراءات مبالغا فيها، كما اعتبروا الطلعات الجوية للطائرات الأمريكية بدون طيار فوق أجواء صنعاء (انتهاكا صارخا) للسيادة اليمنية، واستسلاما لكل الإملاءات الأمريكية. وقال الخبير في شؤون القاعدة سعيد عبيد الجمحي ل'القدس العربي' ‘يبدو أن هناك تهديدات حقيقية للمصالح الأمريكية، وأن الأمريكيين لن يقوموا بكل هذه الاجراءات المشددة ما لم تكن لديهم أدلة قوية وقرائن مؤكدة تعزز هذا التوجه، لأن الأمريكيين لا يتهاونون في التعامل بحزم مع قضية الارهاب'. ومع ذلك اشار الجمحي إلى أن ‘هناك نسبة استفادة من ملف مكافحة الارهاب في اليمن وأن إجراءات إغلاق السفارات الغربية وإجلاء الرعايا الغربيين من اليمن إجراء غير مسبوق بسبب تهديدات القاعدة وأن هناك مؤشرات لنوع من المبالغة في هذا الصدد'. وأرجع هذه الاجراءات الأمريكية غير المسبوقة إلى معلومات عن التقاط المخابرات الأمريكية لمكالمة هاتفية بين زعيم التنظيم الدولي للقاعدة أيمن الظواهري وبين أمير تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن ناصر الوحيشي، والتي تتضمن إشارات لتنفيذ عمليات نوعية خلال شهر رمضان. وقال ‘يعتبر شهر رمضان في نظر عناصر القاعدة شهر الغزوات والشواهد على ذلك كثيرة، وتلقى الأمريكيون خلاله العديد من الدروس وبالتالي ارتفعت المخاوف لديهم لدرجة الفزع الواضح'. وأكد أن (التطور المفزع) في استخدام الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق أجواء العاصمة صنعاء لأول مرة، يعتبر ‘دليلا قويا على استكمال الهيمنة الأمريكية لمقاتلة القاعدة في اليمن واستثناء المؤسسة العسكرية اليمنية بالكامل من ذلك، بحيث تظهر أن القوات الأمريكية هي المقاتل الوحيد للقاعدة في اليمن'. واعتبر الجمحي أن حرب الطائرات الأمريكية من دون طيار ‘تصب في صالح القاعدة أكثر من الاضرار بها، لأن سلبياتها أكثر وأوسع من إيجابياتها، حيث يحقق تنظيم القاعدة من الضربات الأمريكية على اليمن العديد من المكاسب، أبرزها استثارة الشباب المتحمس وتسهيل استقطابه للتنظيم، سقوط هيبة الدولة اليمنية، وكذا استثارة الشعب اليمني والتي ينتج عنها حصول القاعدة على تعاطف شعبي وتعاون ودعم لوجستي وبالتالي الحصول على المساعدة'.