حسم الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي الجدل المثار في الساحة اليمنية منذ ما قبل ختام الحوار الوطني حول تغيير لحكومة الوفاق الانتقالية بعد تصاعد إخفاقاتها ، وانحدار اليمن نحو انهيار كامل للدولة. وصدم الرئيس هادي في قرارات جمهورية مساء الجمعة الشارع اليمني المترقب لقرارات قويه بحسب تصريحات ووعود رئاسية سابقة ، معلنا تمسكه برئيس ووزراء "حكومة الإخفاق الوطني" ، مع إجراء تعديل وحيد بتعيين وزير في حقيبة النفط الشاغرة بالاستقالة ، مع إقالة طالت وزير الداخلية اللواء عبدالقادر قحطان، وكذا رئيس جهاز الأمن السياسي "المخابرات"غالب القمش. وعلى عكس توقعات الشارع اليمني لما بعد الحوار من إحداث تغيير حقيقي ينعكس آثاره في العملية السياسية وعلى حياة المواطنين بشكل واقعي وملموس، نجحت ضغوط تحالف الإخوان في اليمن ومراكز نفوذه السياسية والعسكرية في فرض هيمنتها تقاسما ، مبقية على رئيس الوزراء الكارثة محمد سالم باسندوة وكافة وزراء حكومة الوفاق ، مع تمرير تغييرات مشوهه في إطار صفقات الاستحواذ والنفوذ. وصدر قرار رئيس الجمهورية رقم (34) لسنة 2014م بتعيين وزير للنفط والمعادن ووزير للداخلية في حكومة الوفاق الوطني . وقضى القرار بتعيين الوزير الأسبق خالد محفوظ بحاح وزيرا للنفط والمعادن –خلفا للمستقيل دارس، وتعيين اللواء الدكتور عبده حسين الترب وزيرا للداخلية، خلفا للواء عبدالقادر قحطان. وصدر القرار رئيس الجمهورية رقم (25) لسنة 2014م بتعيين اللواء الركن / جلال علي الرويشان رئيسا للجهاز المركزي للأمن السياسي ، خلفا للواء الركن غالب القمش. وبموجب ذلك فان الأعلان الواقعي ، هو أن لا تغيير حكومي او تعديل وزاري جوهري وملموس في حكومة الوفاق الانتقالية –التي يرئسها تكتل المشترك بقيادة الإخوان ويتقاسم نصف حقائبها مع المؤتمر الشعبي وحلفائه بمقتضى التسوية السياسية القائمة على خارطة الطريق المعنونة بالمبادرة الخليجية. وبالتغيير الذي انحصر في حقيبتين –أحداها شاغرة أصلا - في افشل الحكومات بتاريخ اليمن ، يراهن التوجه الرئاسي على أداء كارثي عجز عن تحقيق أي نجاحات منذ تشكيلها وفي ظل تصاعد المخاوف من حدوث انهيار للدولة في اليمن، مع انهيار اقتصادي كامل بعد اخفاقات حكومة باسندوة في العمل لصالح التسوية والدولة ،والأمن واحتياجات اليمنيين الخدمية والمعيشية والاشتغال بالمهاترات والاستقطابات وتوجهات الإقصاء وخدمة مراكز قوى قبلية وعسكرية عكست نفسها في تأزم مستمر للأوضاع في اليمن... فكيف بقدرتها على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني مستقبلا.