عقد العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أمس، في مزرعته بروضة خريم شرقي الرياض جلسة مباحثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما والوفد المرافق له تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الأمريكي "رأسا جلسة مباحثات جرى خلالها بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين في جميع المجالات" . وأشارت إلى أن الزعيمين بحثا مجمل الأحداث في المنطقة وفي طليعتها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في سوريا، إضافة إلى المستجدات على الساحة الدولية وموقف البلدين الصديقين منها . وأكدت مصادر مطلعة أن الجانبين السعودي والأمريكي بحثا "الشراكة طويلة الأمد" بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية إلى جانب مسائل مكافحة الإرهاب الإقليمي . وحضر الاجتماع من الجانب السعودي ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وولي ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، كما حضره من الجانب الأمريكي وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس . وقال البيت الأبيض في بيان إن أوباما أكد الأهمية التي توليها الولاياتالمتحدة "لعلاقاتها القوية" مع السعودية خلال المحادثات التي أجراها مع الملك عبد الله . وأضاف أن واشنطنوالرياض تعملان معاً على عدد من القضايا الثنائية والإقليمية المهمة ومن بينها حل "الأزمة في سوريا ومنع إيران من امتلاك سلاح نووي وجهود مكافحة الإرهاب لمكافحة التطرف ودعم المفاوضات التي تستهدف تحقيق السلام في الشرق الأوسط" . وقبل انعقاد القمة أمس، قال مسؤول أمريكي إن أوباما سيبحث مع المسؤولين السعوديين كيفية تعزيز وضع المعارضة السورية المعتدلة سياسياً وعسكرياً كثقل موازن للأسد، وأيضاً وسيلة لعزل الجماعات المتطرفة داخل سوريا . وقال مساعد مستشارة الأمن القومي بن رودس للصحفيين إن العلاقات بين الولاياتالمتحدة والسعودية "تشهد تحسناً منذ الخريف" بسبب التنسيق الأفضل للمساعدات المقدمة للمعارضة السورية . وأشار إلى أن "التعاون وثيق مع السعوديين ودول أخرى في المنطقة لتنسيق المساعدة التي نقدمها للمعارضة السورية منذ أشهر قليلة" . وأضاف أن "علاقاتنا مع السعوديين أقوى اليوم ما كانت عليه الخريف الماضي عندما واجهنا خلافات تكتيكية بيننا"، موضحاً أن التحسن حصل بفضل "التعاون الوثيق" من أجل تنسيق الدعم للمعارضة . وبسبب الأزمة السورية عرفت العلاقات السعودية - الأمريكية بعض التوتر في الفترة الماضية، وقال مسؤول في الخارجية السورية لوكالة الأنباء إن "سياسة أوباما في سوريا أدت إلى تدهور علاقاته مع حلفائه الأوروبيين أيضاً وهو الموقف الذي ساعد على استقطاب الإرهابيين وخلق بؤرة تهديد حقيقي لأوروبا" . وأضافة إلى سوريا هناك اختلاف بين البلدين بخصوص المفاوضات النووية الإيرانية . وفي هذا السياق قال رودس إنه رغم المفاوضات النووية، ما تزال إيران "مصدر قلق" لواشنطن بسبب تصرفاتها التي تؤدي إلى "زعزعة" استقرار المنطقة . وأضاف "تقلقنا تصرفات إيران في المنطقة، مثل دعمها للأسد وحزب الله وزعزعة الاستقرار في اليمن والخليج، هذه المخاوف ثابتة" . وأجمع عدد من الدبلوماسيين الغربيين في الرياض على أن قمة "روضة خريم" ستعيد رسم الخطوط العريضة لكثير من خريطة السياسات في المنطقة . وأكد مراقبون أن هناك خمسة ملفات شائكة في المنطقة تختلف عليها السعودية والولاياتالمتحدة وهي مصر وفلسطين وإيران والعراق وسوريا، مؤكدين أن الرياض تضع قضية مصر في أعلى سلم الأولويات . (وكالات)