أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي ينشط في اليمن، الخميس، مسئوليته عن الهجوم الذي استهدف، أمس، مقر المنطقة العسكرية الرابعة في محافظة عدن، في وقت دعا فيه الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض –المنادي بالانفصال- مجلس الأمن الدولي الى إلزام النظام اليمني بإخراج معسكراته من كافة مدن الجنوب، وتبني مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب بما يساعد في استعادة الدولة إلى ما قبل وحدة عام 90، متعهدا بأن يكون الجنوب بيئة طاردة للإرهاب وجماعاته. وكان مسلحون من تنظيم القاعدة شنوا أمس هجوماً دامياً على مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بمديرية التواهي- محافظة عدن، جنوبي البلاد، وتخللته مواجهات بداخل مبنى قيادة المنطقة أدت إلى مقتل 20 شخصاً بينهم 10 مهاجمين وستة جنود وثلاثة مدنيين بينهم طفل في السابعة من عمره ، قبل أن يتمكن الجيش من فرض سيطرته على المقر . تنظيم القاعدة وفي بيان نشر على الإنترنت الخميس قال أن "استهداف مقر قيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن يأتي استمرارا لعمليات المجاهدين الرامية لصد عدوان أمريكا وحليفها نظام صنعاء على أنفس المسلمين وحرماتهم في يمن الأيمان والحكمة والمتمثل في الهجمات الوحشية للطائرات الأمريكية المسيرة". وأضاف البيان، أن "الهجوم الذي استهدف مقر قيادة يمني أميركي مشترك للضربات التي تنفذها الطائرات من دون طيار في البلاد، نفذته مجموعتان الأولى استهدفت المدخل الرئيسي للمقر،بما في ذلك عبر تفجير سيارة يقودها انتحاري، والثانية تسللت إلى المقر من مدخل آخر"، مشيرا إلى أن "الهجوم أسفر عن مقتل قرابة خمسين عسكريا". من جانبه، حمل الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي سالم البيض في بيان له يوم الخميس "نظام صنعاء وكل أقطابه المتصارعة ما جرى يوم أمس من صراع بين قوى الإرهاب في عدن في المنطقة العسكرية، والذي حصد عشرات القتلى والجرحى من ضمنهم مواطنين آمنين في بيوتهم وترهيب المواطنين في عدن". وطبقا لوكالة "يو بي أي " ، دعا البيض "مجلس الأمن الدولي الى إلزام نظام صنعاء بإخراج معسكراته من الأحياء"، التي تكتظ بالسكان في العاصمة (الجنوبية) عدن وفي المكلا وبقية مدن الجنوب. وقال البيض في بيانه إنه "منذ انتهاء ما يسمى بمؤتمر الحوار اليمني، فتحت مخرجاته شهية قوى الإحتلال العسكري لمزيد من إراقة دماء شعب الجنوب وقتل الأبرياء من المدنيين وهدم المنازل". وعبّر البيض عن قلقه إزاء ما وصفه ب"العنف المستمر في الجنوب منذ انتهاء مؤتمر الحوار الوطني اليمني وصدور قرار مجلس الأمن وامتناع سلطات صنعاء من السماح للمنظمات الدولية ذات الصلة بالوصول الى المناطق المنكوبة، كما جرى في الضالع، وهذه جريمة أخرى تمارسها سلطات الجيش اليمني". ولفت البيض إلى أن "الجنوب تاريخياً بيئة طاردة وغير حاضنة للإرهاب، وأن الجنوب قد اكتوى بنار الإرهاب منذ شراكة تلك العناصر مع نظام صنعاء في احتلال الجنوب عسكرياً في تموز/يوليو 1994". واعتبر أن فتاوى التكفير التي طالت شعب الجنوب، وما تعرّض له عدد من مناطق الجنوب من هجمات إرهابية ومحاولات إسقاط المدن والمناطق، وما جري في عدن وحضرموت ولحج وعدد من مدن الجنوب، يأتي ضمن مسلسل ما وصفه" صراع أجنحة الإحتلال العسكرية، وتحويل الجنوب الى ساحة للصراع بينهم". وأضاف: "لكن المؤسف أن مجلس الأمن يعتبر منظومات الإرهاب اليمنية ضمن آلية شراكة مكافحة الإرهاب"، معتبراً أنه "موقف متناقض ومحيّر". ولفت الى أن "مجلس الأمن في قراره الأخير أثبت بطريقة غير مباشرة صحة طرح الحراك الجنوبي بأنه ليس من المعرقلين للمبادرة الخليجية لأنه ليس طرفاً فيها ولم يكن من الموقعين عليها". وطالب البيض، مجلس الأمن الدولي بتبني "مبادرة جديدة لحل قضية الجنوب، لأن المبادرة الخليجية تم تصميمها لفض النزاع القائم في صنعاء ونقل السلطة، وتسوية النزاع القائم هناك". مرحبا بأي تعاون دولي يساعدهم في استعادة دولة الجنوب التي كانت قائمة قبل وحدة عام 90.