في سابقة هي الأولى في تاريخ العراق، فرغت الموصل من مسيحييها، الذين تركوها بعدما خيرتهم داعش بين الاسلام أو دفع الجزية أو الخروج بثيابهم فقط. بيروت: تحت التهديد بالسيف، يغادر المسيحيون الموصل للمرة الاولى في تاريخ العراق، مخلفين وراءهم كنائس ومنازل ومحلات وحياة ماضية، في مدينة انقلبت معالمها ما أن سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف قبل أكثر من شهر. ورغم أن التنظيم، الذي اعلن قيام الخلافة الاسلامية من الموصل، امهل المسيحيين حتى السبت للمغادرة، الا أن فادي وهو معلم وأب لطفل رفض ترك الموصل حتى لو كلفه ذلك حياته. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية: "نحن ميتون انسانيًا، ولم يبق لدينا سوى هذه الروح، فاذا ارادوا أن يقطعوا هذه الروح، فأنا مستعد لذلك، لكنني لن اغادر مدينتي التي ولدت وتربيت فيها". اضاف: "فرت 25 عائلة من اقربائي الجمعة، عن طريق تلكيف والحمدانية، لكنهم تعرضوا للسلب، ونهبت جميع مقتنياتهم من أموال وذهب واجهزة هاتف وملابس، وحاول عدد من الشباب الاحتجاج على هذه التصرفات، ما اثار غضب المسلحين ودفعهم إلى الاستيلاء على السيارات، ودفعوهم للسير على الاقدام إلى دهوك". وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال للوكالة نفسها الجمعة: "لاول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل من المسيحيين، فالعائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل في اقليم كردستان العراق". كما أوضح البيان الصادر عن ولاية نينوى حمل توقيع الدولة الاسلامية وتاريخ الاسبوع الماضي قد انتشر على مواقع على الانترنت، وجاء فيه أن هذا التنظيم أراد لقاء قادة المسيحيين حتى يخيرهم بين الاسلام وعهد الذمة، اي دفع الجزية، مهددا بأنهم إن ابوا ذلك فليس لهم الا السيف. وذكر تقرير سابق لمنظمة "حمورابي لحقوق الانسان" العراقية أن عدد المسيحيين انخفض من 1,4 مليون مسيحي في العام 2003 إلى قرابة نصف مليون حاليًا، ما يعني هجرة اكثر من ثلثيهم. وفي دهوك، قالت احلام التي وصلتها سيرًا على الاقدام بعد أن استولى عناصر الدولة الاسلامية على سيارة زوجها عند نقطة تفتيش شمال الموصل: "وصلنا إلى تلكيف في حالة من التعب الشديد، لم نأكل شيئًا ولم نشرب ماءً على مدى نهار كامل". ( أ ف ب )